الخميس، 13 مارس 2008

هل تصل رسالتي؟!

خديجة بسيكري هل تصل رسالتي؟! المدن التي تخنق عشاقها لا تتنفس !!.. هل يصلح هذا العنوان مفتتحاً لقصيدة ؟ وهل يجوز لي أن أكتب بصراحة مطلقة كثيراً خوفاً من الرمي بالــ و الـــ وكل التهم الجاهزة .. واستنجدت بكل مصدات الحرية في داخلي وسدود اللا وأعمدة الممنوع أن تقمع في تلك الرغبة وتوسلت القصيدة أن تنصاع لي لأننا نخبىء نحن الشعراء في قصائدنا ما تفضحه المقالة الواضحة الخطوط الصريحة المعاني المكشوفة الستار .. لهذا أخيراً اكتشفت فالفرق في الرغبة بكتابة القصيدة أو المقالة الصحفية رغم أنني شخصياً أميل إلى كتابة الاثنتين بروح شاعرية .. المهم دائماً ما تؤلمني رؤية الشباب يتلظون بصهيد شمس القايلة في حدائق مدينتي لاقتناص لحظة لقاء بعيداً عن عيون الرقباء ومتصيدي اللحظات الجميلة .. وكم آوى ليل الشواطىء همسات عاشقة وجلى .. وكم تنقّب الحب في محاولة ساذجة لعدم لفت النظر .. حتى أنني اعتقدت أول الأمر أن من شروط الجلوس على البحر ارتداء النقاب !! أنا هنا لا أقف ضد طبيعة مجتمع ومعتقداته ولكنني ارصد لحالات كثيرة لا ابالغ إن قلت أنها أصبحت ظاهرة تفرض نفسها وأننا بدلاً من التعامل معها بوعي واحتوائها ندير لها ظهورنا ونرجم من يقع بين أيدينا مما يزيد حدة تفاعلها في الاتجاه الخاطىء والنتائج معروفة للجميع غير أننا وللأسف ندس رؤوسنا مثل النعامة معتقدين أننا بذلك نلغي خطرها .. بل إن المنتزهات والحدائق ترفع شعاراً غبياً يفيد بمنع الشباب من الدخول وعزلهم عن المجتمع مما يضطرهم الى اللجوء إلى الأزقة الضيقة والخنادق والسراديب التي لا تنتج إلا العفونة والتفسخ ..إن اسلوب التعامل مع شبابنا وكأنهم كائنات يجب إتقاء شرها يولد لديهم شعوراً بالعدوانية وبما أن ظاهرة هذه اللقاءات فرضت نفسها على المجتمع بحكم أنها تصور طبيعة الحياة الاجتماعية فلماذا لا نتعامل مع مثل هذه العلاقات بنوع من الوعي والاحتواء ..أن يكون المجال أمام الجميع مفتوحاً للالتقاء والحوار تحت شمس النهار وبرعاية المجتمع لكي تنمو العلاقات في مناخ صحي وسليم فتنتج لنا علاقات سوية وايجابية وواضحة بدلاً من حالات المواربة التي تؤدى إلى التخبط والتعتر وبالتالى الوقوع في المهاوي.. انا لست داعية إلى الاباحية كما قد يخطر ببال بعض اصحاب النفوس المغلقة ولكنني ادعو إلى التعاطي مع الدافع بمعطياته المتواجدة لدينا قبل ان يجرفنا السيل من تحت أقدامنا ونحن نرفع رؤوسنا إلى السماء متأملين الغيوم .. ترى هل وصلت رسالتي كما أودّها أم !! اللهم، قد بلغت والله أعلم بالنوايا ولكم محبتي .

ليست هناك تعليقات: