الاثنين، 25 مايو 2009

!!ما يليق بي!! ما يليق بهم

ما لا ينبغي أن يُقال لا مفرمن أن يُقال.. من 5ـ6ـ2007م إلى 8ـ6ـ2007م. خاص لمدونة سريب ملحوظة: ما لا ينبغي أن يُقال لا مفرمن ان يُقال.. (غادة)
محمد السنوسي الغزالي
(1) · سأقرأ نفسي ..اتاح لي هذا الساحر تمكن من استفزازي ربما أقول أشياء من ذاكرتي لايتاح قولها في موقع آخر، ولست ادري كيف؟؟ ابحث عن مكان اقتنع به واقول نفسي ربما؟؟، هو في النهاية جانب نفسي وخاصة عندما يكون الحوار او الكتابة عن اشخاص بعينهم في شارع لايتقبل النقد!! لكنه في ذات الحين يتنقد كثيرا(ولاينقد)..ولدينا أمثلة على الصعيد الاجتماعي..ونحن في النهاية مهما قرأنا سنظل انعكاسا لثقافة هذا الشارع!! ولذلك سأضطر هنا إلى سيمياء الكلام ( إذا صح التعبير)!!. · بدأ أسبوعي حافلا ..بارتفاع مفاجيء في ضغط الدم..والتقرير الطبي الصادر بتوقيع د.صالح الشلماني عام 2004 يقول بالنص : أني أعاني من ضغط غير مزمن وهو اخطر من الضغط العادي!!..وفي عالم الطب يقول الطبيب انه يسمى " الضغط الانفعالي"!! بمعنى انه وليد ظروف قد تأتي مفاجأة..وهنا الخطورة اومكمنها..فكيف لنا أن نهرب من هذا الانفعال؟؟..بالا حرى كيف لي أن انفلت من عقال ضغط يلازمني من الناس!! قد تسعى إليك الأمور دون ان تكون سببا فيها..ذلك لأنه وأحيانا لايُسمح لك ممن حولك أن تقرر لنفسك ما تراه من ذائقة وعلاقات وارتباطات..الكل في الكل مُسخر لكي يقرر لك إنبغائيات لا تُحصى وليس لها رقم يمكن أن تحدده!!..في ذات الوقت الذي لا يسمحون لك فيه بالدخول إلى مجاهلهم!!!علما بأني لا ارغب في هذا الدخول إذا سمحوا لي أن أعيش حياتي!!.. · اذكر أن خالي المرحوم مسعود الغرياني قد قابلته حالة مماثلة..لكنه أصيب في قلبه وليس في دمه..والنتيجة المشتركة هي الانفعال..ففي يوم من الأيام رزقه الله بكائن لزج أثار غضبه وانتهى به المسار إلى غرفة الملاحظة بمستشفى الجلاء لمدة ثلاثة ايام.. ومسعود عاش في المدينة مثل السمك الذي إذا غادر الماء ينتحر!! كان رقيقا حلو الجانب نبراته هادئه ولباسه انيق ووسيم ايضا..لايخرج من منزله الا بكامل قيافته وربطة العنق المتناسقة مع البدلة المكواة جيدا..يكون بكامل اناقته حتى ولو خرج الى الحانوت القريب من منزله في البركة.. لايتحدث الاا اذا سالته ولايتدخل فيما لايعنيه..فكيف يستقيم الامر في شوارعنا مع رجل على هذا النحو ولذلك رحل مبكرا مصدوما من هذه الفوضى التي نعيشها في علاقاتنا..وهي علاقات لاتعترف بالمواعيد ولا النظام الحقيقي ولاتعترف حتى بالعامل الزمني الذي كان مسعود من اعز احبائه حتى في زياراته للناس… وذكرني أيضا بما رواه لي أبي رحمه الله عن الأعشى ..قال سألوه : لماذا عمشت عيناك..فقال لهم : من كثرة النظر إلى الثقلاء!! ولو عاش الأعشى بيننا الآن لعميت عيناه واضطر إلى الاتكاء على عكاز ابيض!!لكن المشكلة التي أعانيها ليست هنا..فقد يرتفع ضغطي ويحترق دمي عند إشارة مرور مثلا!! أو عندما أشاهد الناس وهي تتعمد ( العوج) تحديا لمشاعرنا نحن الذين نظن اننا من العقلاء و نعيش بين ملايين المجانين!!..أحيانا أضطر إلى ممارسة الجنون لان البعض جُبلوا على رفع العصا في وجوههم حتى ير عووا!! لكن المسألة ليست هنا ايضا..انها اعمق فيما يبدو لي!!..بمعنى الخطورة لاتكمن في هذا الجانب..بل في الذين نضطر الى التعامل معهم يوميا..فكيف يكون لضغط انفعالي الا يُـثار تحت كومة هذا الخراب من الأمراض ومركبات النقص .. وافظع ما في الامر ان يرتفع ضغطك من قبل الذين أنت مرغم على التعامل معهم حتى ولو لم ترغب في ذلك.!!.أحيانا أجد نفسي عاجزا عن مواجهة كائن يعرف ان ارتباطه بي تحكمه عدة ظروف..فيمارس بطولاته المجانية على حساب أعصابي وصحتي..

(2)
· سأوضح أكثر بقليل!! هناك علاقة لا يمكنك إنهاءها بجرة قلم حتى ترتاح من الضغط(ولئلا تذهب الظنون بأحد الخبثاء أقول: اني لااقصد زوجتي!!)..وإنهاء العلاقة حتى أريح وارتاح يحتاج إلى تضحيات جمة تحتاج ايضاً الى حرق سفن وراءي ..بمعني اوضح تحتاج الى خط لارجعة فيه( وقد يأتي يوم ما!!)..والكائن اللزج الذي يتعامل معك احيانا يدرك هذه الحقيقة بخبث بالغ ونذالة قل مثيلها!! ويعاملك على خلفيتها وهو موقف ينم عن تربية ناقصة ومركب نقص مفضوح !!.. · هل كنت سيميائيا غامضا؟؟ ربما سأوضح للمرة الثالثة..قد يحيط بك من تربطك به او بها( لافرق) علاقة، فِصامها يحتاج الى كثير من التأمل في الخسائر والأسرى في حرب غير مُتكافئة.!!.انا متورط في هذا النوع المُضني..هذا النوع الذي يريدني تابعا لأهواءه، منفذا لانتقاماته التافهة . متحولاً إلى عصا في وجه من يتصارع معهم..(وقد لا يكون على حق!!)مشكلتي اني لا انقاد والآخرين المحيطين بي يريدون مني ان اكون عبارة عن لجام في فم حصان جامح!!، نعم لاانقاد ولكن ليس في المطلق!!..فقد انقاد احيانا استمتاعا بأحباء لهم مكان في قلبي..ولكن بمزاج رائق ومعتدل..احيانا انقاد وأحس بالسعادة الغامرة ولا يرتفع ضغطي..لكني لا انقاد لكي يقرر الآخرون نيابة عني طريقة تعاملي مع الناس..بمعنى لاانقاد تحت طائلة المرض النفسي ،والغريب في ما يحدث ان هناك فصام او( شيزوفرينيا) في التعامل..فالآخرون يريدون منك أن تكون أسيرا لذائقاتهم بينما هم لا يقبلون أن يكونوا في مكانك معهم!! المشكلة انك تحاول اوبالدقة أحاول أن اثبت أنني لست تابعا لأهواء احد مهما كانت قرابته لي..أحاول بأفعال وليس بأقوال..لان تبعات الاقوال اشد وطأة وجارحة احيانا!! ومع ذلك أحس بأني محسوب على فريق ضد فريق آخر في هذا الصراع الذي اعرف جذوره وأسبابه التافهة في أصلها..هي المسألة اني وغيري ايضا في حاجة الى اعادة ترتيب الاشياء حتى ولو تأخر الوقت!!. · النموذج الآخر الذي يتسبب في ضغطي الانفعالي هو نموذج الصديق او الصديقة الذي يريد ان يقرر لي نوعية الناس الذين أتعامل معهم ويريد ان اقدم نفسي من خلاله وأيضا ان اتعرف على الناس من خلاله خاصة الذين يعرفونهم قبلي!!..هذا الامر ايضا يضنيني..لانه ليس من الشرط ان اكون انا هو الآخر!!..بمعنى قد اتعرف الى شخص يرى شخص اخر انه يعرفه قبلي فيحذرني منه..والمسألة ليست على هذا النحو السطحي فقد اتعرف على من يعرفونه قبلي وليس بالضرورة ان تكون معاملته لي على شاكلة معاملته لهم..الامر بكل بساطة قد أكون أنا أفضل منهم( ليس غرورا) ولذلك لابد ان يعاملني على هذا النحو وبالتالي لايمكن ان اقبل ان تكون مرجعيتي عن الناس والعلاقات تجارب سابقة قد تكون لها اسبابها ومبرراتها الموضوعية..لذلك يعاملني بعض الأصدقاء بجفاء أحيانا لأني لا اعتمد عليهم كمرجعية في تقييم بعض الناس..وهذا امر طبيعي لأني ذات بمدائني الخاصة بي لي فهمي وذائقتي وقراءاتي وتجربتي الخاصة وأخطائي ايضا( فأنا ممتليء بالعيوب) ولكني لااقبل ان اكون تلميذا في مدرسة!! خاصة اذا كانت مدرسة خائبة وبها كثير من الاخلال في العلاقات ..وفيهاأكثر من البراجماتية المريضة الفاقعة..هذه البراجماتية الواضحة والمفضوحة والتي لااحب أن أكونها..لقد جبلت وعشت على ان اقدم الجهد دون ان انتظر المقابل..(قد لايفهم بعض الناس هذا الموقف) … واحترم كل من يعاملني معاملة الند للند والا تكون مواقفي عائقا امام قول الحقيقة لي مهما كانت مرة وأتقبلها بصدر رحب ولا أنضغط بسببها بل واجل كل من يعاملني على هذا الاساس..فجهدي تجاه الناس ليس مرتباً نفسيا لتسجيل مواقف( وهو الأسلوب السائد لدينا) لا اكون جاهزا للرد على أي موقف حر اوموضوعي بتعزير الآخرين لانه موقف غير موضوعي وغير اخلاقي ويخلط الكثير من الأوراق..وأسوق مثلا على ذلك .. ذات مرة كان لعز الدين اللواج موقفا ثقافيا يتقاطع معي .. ارسل لي مع مسعود ألحامدي..قال: ارجو الا تغضب لان هذا هو موقفي..وارجو الا يؤثر هذا على ما بيننا..حزنت ليس بسبب موقفه بل بسبب انه ظن بي الظنون لمجرد انه خالفني..غضبت بالفعل..لااحب ان أكون على هذا النحو أبدا ولااحب أن يفهم الناس ان مواقفي مرتبة لكي يتغاضوا عن أخطائي أو لكي لا يخالفوني..ليس واردا هذا..وحاول ان يجربني الكاتب محمد المالكي ..فكتب عني كتابة مشتركة مع الكاتب محمد الترهوني..كانا يتوقعان ان تثار حفيظتي ، والمالكي يعرفني منذ اكثر من ربع قرن..لكنهما اكتشفا اني لاامارس البغاء مع قناعاتي!! . ولم يحدث ان اثارني احد كتب وجهة نظر في كتاباتي او شخصي..إلا شخص واحد قد تطاول أكثر مما قسم الله له من حجم وكان لابد من تحجيمه..والمحصلة وعود على الأصدقاء إياهم.. لا اقبل أن أكون ذيل في طابور من ذائقات وآراء وبرجماتيات مضحكة لم تفيد حتى أصحابها في علاقاتهم ومسيراتهم الحياتية!!..وذات مرة قيل لي: حساباتك خاطئة فالمجتمع الذي تعيش فيه لايتواءم مع فكرتك..قلت (وكنت اعني ذلك)!: لكل حساباته ..وكل حسابات تفضي بصاحبها إلى ما هو فيه وعليه!!!..
(3)
· وصلني مسج من طرابلس لم اتوقعه وهو تعليق على مقالي عن غربة الفزاني في مجلة الجليس ..ورد في المسج بالنص ( قرأت غربة الفزاني بعمق..كأني بك تريد ان تبكيني .. وقد ابكيتني ؟ لقد افزعت قلبي ونكأت جرحا ودلقت عيني تذرف دموعا باكية..يا وحشة الزمن الغابر بفراق على..فمن أين للفزاني بعواطفي الجياشة التي ادهشتني ..فمتى نقول للزمن الذي أضناه أخذت ما استطعت وآن لك أن تغرب عنا)… · الضغط ارتفع في اليوم التالي..تذبذب..ولم يسعد قلبي جهاز قياس الضغط الذي حاولت الا يكون من مصدر واحد وذلك للتأكيد…الطبيبة قالت لي: استاذ محمد لولا اني اعرفك لما صدقت عمرك الحقيقي فأنت في نظري اكبر بكثير!! قلت لها لابأس عليك يقول بعض الحكماء ان الحقيقة باهتة لدرجة اننا لا نصدقها أحيانا..بعض الحقائق مثل الأوهام او الخل الوفي!! وكما قال نيتشة : من المؤكد أن للأوهام لذة مكلفة، غير أن تقويض الأوهام أكثر كلفة!!.. والعمر وهم نظن أننا نعيشه ونحن لانتمتع به اذا كنا نعرف اكثر من بعض ما يعرفه الآخرون!!.الآخرون الذين يريدون منا ان نكون كما يرغبون..وانا حزين لأني لا أستطيع ذلك أبدا..لان في هذا إلغاء لذاكرتي ..لكن الطبيبة فهمت ما ارمي إليه.. · قالت لي بالحرف ( لافظ فاها): أستاذ محمد احزن اذ اجد مثلك يتوقف كثيرا أمام مواقف آخرين هم بالاحرى لم يفتحوا كتابا في حياتهم..لقد أدركت الآن سبب ارتفاع الضغط..إضافة إلى هوايتك مع الأملاح كما اعلم عنك!!… · وقد صدقت الطبيبة فأنا أموت في الحوا نط ( ج حانط) ولااحب غير الحانطين!! لان دمهم خفيف على قلبي..والحانطين هم أحبائي وقرة عيني الذين لا يرفعون ضغطي وأحيانا يشغلهم حالي . · في المساء استمعت إلى برنامج المنتدى المفتوح الذى استضاف الإعلامي المتميز حسن بن عامر في حلقته الاربعائية الشاعرة خديجة بسيكري ، وفوجئت، لان حسن من عادته ان يبلغني باسم ضيفه القادم في اغلب الاحايين..كنت اتمنى لو داخلت مع خديجة.. في نفسي اشياء اود قولها لها. وهي تعرف مكانتها في اعماقي..هي شاعرة متميزة لولا انها قد شغلت اخيرا باللجان المتعددة والكتابة الصحفية الاسبوعية ، واكتظت بزحام لا مبرر له..والزحام هو مقتل المبدع وانثيال ذاكرته..تعدد اللجان يحول المبدع الى كائن ممزق بين الاوراق والمقترحات إضافة للزوايا الاسبوعية..وهذا الاسبوع بالذات تلقيت مكالمة من احد المسئولين في طرابلس يقترح فيها ان اوافق على تبوأ موقع آخر في بنغازي يضاف الى موقعي الذي انا فيه ..قلت له لااستطيع يا سيدي فأنا لااملك غير قلب واحد!!..وذات مرة اسديت لسعد نافو نصيحة تمنيت لو انه عمل بها وإلا ما كان مُشتتا بين لجانه وزاويته الاسبوعية التي يسميها بالمختصرة!!.. · من وجهة نظري وبتجربتي المتواضعة فالكتابة الملتزمة بزمن محدد تفضي بالكاتب الى الكتابة اكثر من القراءة وهذا جانب لااحب ان يسيطر على الشاعرة خديجة..فأنا اعرفها منذ ان خطت اول حرف في ساحة الإبداع..بل وصادرت لها اول مقال كتبته!! وذلك من اجلها هي ولعلها الان تدرك الدافع..لانها لم تنسى هذا الموقف وذكرته في مقابلتها..المهم ان خديجة شاعرة متميزة..ولا أرى انها من السيدات اللاتي تتحكم فيهن الهموم الصغيرة وذلك من خلال كتاباتها بالرغم من بعض ما اقرأه لها ( احيانا) من ذاتية مفرطة..وذات مرة سمعتها تلقي نصا أعجبني ( لا اذكر عنوانه) ولكني اذكر تفاصيله وأجواءه الصوفية المبهرة وتمنيت لو انها استمرت في هذا الجانب..الزوايا الأسبوعية ما لم تكن نصوصا إبداعية أوبحثية او ترجمية او ما شابه ذلك من الاهتمامات الإبداعية مهلكة للكاتب ..ولوجهة نظري سبب واضح بالتجربة..فمثل الاهتمامات التي ذكرتها هي التي تدفع الكاتب الى البحث والقراءة اليومية في بطون الكتب والانترنت ..والدافع للقراءة ( من وجهة نظري) ليس الشغف في كل الاحوال وان كان الشغف احد الدوافع، فأحيانا تكون نوعية الكتابة هي التي تفرض على الكاتب ان يقرأ..وهذا لايعني ان خديجة لم تعد تقرأ ولكني أخشى عليها ان تصاب بعدوى اللجان..فتنسى الذي اظن انها خُلقت له ومن اجله…الطريف في المقابلة هي مداخلة الشاعرة تهاني دربي..لقد اصرت كعادتها على ذكر السنوات التي عرفت فيها خديجة..وتهاني تصر على هذا الجانب وتكتب حوله وتداور حواليه..وكأني بها ايقنت ان الزمن قد اصبح من اهتماماتنا وعلاقتنا وطيدة به..ونحن في الاصل لاتربطنا بالزمن اى علاقة وعلى جميع الاصعدة!!.
(4)
· اليوم الثالث كان أروع فيما أظن ولن أبوح بالسبب فقد اتفقت معي !! على سيميائية الكلام وعلى الأصدقاء تفكيك الحروف..شعرت بغبطة لا حد لها..دفعني هذا الابتهاج الغامر الذي أحدث فوضى في داخلي إلى الحركة الدائبة والمثابرة فسهرت في مكتبي حتى أواخر الليل أنجزت العديد من البرامج المتراكمة لدورة إذاعية جديدة وراجعت برامج أخرى لمعدين متعاونين ، وقمت بكتابة صفحات عدة من مخطوطي القادم(استقراءات وملامح) وراجعت وصححت صفحات عديدة من مخطوطي الجاهز وهو عبارة عن جزء أول من حكايات ( بعض من سير التعب)!! ثم كتاب آخر لن اعلن عنه الآن لأنه مفاجأة!! وتاخر الليل ولم يتوقف الشغف ..او التعب اللذيذ..نقلت كل ملفاتي معي الى المنزل…وانا من عادتي ان ترافقني اوراقي اينما حللت..وهي عادة اعتبرها سيئة لان تراكم الملفات يثقلها على كاهلي واحيانا لايكون لي حاجة الا بالقليل منها..لكنها عادة رافقتني مع شغف التوثيق الذي يرافقني هو الآخر…وعندما وصلت الى البيت وجدت عشق آخر .. ، فيلم امريكي بطولة الاسمر الجميل ( سيدني بواتييه) في اسطوانه ليزرية( سي.دي)..ولم اقاوم… أقصيت الملفات وجلست له اتابعه..لازمني هذا الحب منذ صغري..الروايات الاجنبية على الشاشة.. احس دائما بأن هناك صنعة اسمها ( السينما) احس بقدرتهم على الاقناع وصنع الرواية حتى وان كانت الافكار بسيطة او مكررة.. صحيح انه تزعجني صراحتهم في علاقاتهم حد القسوة لاني ارى ان الانسان بدون عاطفة لايعود بشرا..لكنهم لا يدعون ولا يتكلفون..ولا يفبركون نهايات سعيدة بدون شغل ومبررات ، انهم يهيئون لنهايات تصنعها الاحداث والتسلسل المنطقي لها..( قد يكون انبهارا مني)..لكنه الاحساس الذي يلازمني حول اعمالهم الاجتماعية خصوصاً… · الليل قد بدأ يرحل وتباشير الفجر قد بزغت وشمس النهار بسطوعها قد أذنت الوصول..والعصافير بعد أن أنِستْ خيوط الضوء حاصرتني بتغريدها الجميل الشجي حولي..تكاسلت ولكني لم اخلد الى النوم..فهناك يوم آخر ليس يوم امتحانات ورحلات مكوكية يومية بين المدارس والمعاهد…لقد كانت حصيلة لحظة سعيدة ليوم سعيد سبقه..فاليوم هو يوم الجمعه المباركة..لكني بعد الظهر خلدت الى نوم عميق..اقفلت موبايلي.. وحجزت نفسي لراحة قليلة استعدادا ليوم السبت..
(5)
· هذا اليوم ( السبت) ، كان ثقيلا ربما كالعادة..ليس كما تقول جدتي عائشة رحمها الله ( بريكة يوم اليهود!!) ولكني اشعر بانه لم يخلق للإجازة ، وعادة لااجيز نفسي في هذا اليوم بالرغم من اجازته لكل من يعملون معي ، بالنسبة لي احضر في هذا اليوم وكل يوم الى العمل ، وايضا يوم ألجمعه ، احيانا لااعترف بالراحة فيه..لدي شعور ان الانسان لابد ان يغرف من الحياة ما يتسنى له من زمن، فالراحة بالنسبة لي تفتح نوافذ اخرى لاارغب فيها ولا اسعى إليها ،أحيانا لاني كائن قد لايعجبه ما حوله من نظام رتيب وحوارات عقيمة فأهرب الى الامام حتى يوم الجمعة..المهم يوم السبت التقيت بأحد الكائنات المزعجة يرغي ويزبد لأنه مُنع من الدخول الى ندوة اقتصادية!!( سأفضحهم في الانترنت!!) قال ذلك..والانترنت اصبح معول بطولات لرخويات ما كنت اظن اني سالتقي بنوعياتها على الأقل في هذا القرن..قلت له ساخرا: لابأس عليك فالجودة لها اسيادها وكذلك الرداءة.. ولم يفهمني لانه ببساطة لايفهم أي شيء في أي شيء..انه عبارة عن دبيب يسعى بين الناس والاقتصاد الذي يحتج على منعه من دخول ندوته يفهم فيه كما افهم انا في صناعة الكهرباء..وبمناسبة الكهرباء فهي صناعة وردت ايضا على الصحافة!! كما ورد عليها اهل حماية البيئة الذين لابد ان نحترمهم في مجالهم..وورد عليها آخرون يفهمون في الصحافة كذاك الذي لايفرق بين حرف الألف وبين عامود الكهرباء المطفأ في شارعهم!!.. · في المكتب فتحت على إحدى الفضائيات..عادة لااتابعها ولكني أفتح التلفزيون بحكم العادة حتى تكون اذني في المكتب متحفزة لأي خبر قد احتاج الى معرفة المزيد عنه.. لكني فوجئت بكائن آخر..كاتب مصري قديم..عاش حياته على الارتزاق والادعاء المفضوح وكتب لعدة سنوات بإسم إمرأة..سمعت صوته الذي اميزه دائما..اقتربت من الجهاز لاستمع جيدا الى آخر كذباته..وهو عادة لايتحدث الا عن الموتى ..وشهوده موتى ايضا..مثل صحفي آخر ضحك علينا في مراهقتنا..ثم بعد ان كبرنا ضحكنا من انفسنا لاننا كنا نستعذب هذا الكذب ونصدقه..المهم استمعت الى هذا الكاتب الالمعي..كانت كل اجوبته تقطيع في الناس والكتابة ولااحد في هذا العالم يفهم في الصحافة والشعر والقصة و..حتى الرقص الشرقي غيره هو..نكاية في عقولنا التي ما يزال يظن ان ذقونها رخوة..وتذكرت عندئذ نماذج اخرى لدينا..نماذج اقل ما يقال فيها انها مجنونة..وذات مرة كتبت عنها..عن جنونها وايضا نفوسها المريضة التي تحاكي مثل هذا الصحفي الذي تابعته بتأسي على الزمن الذى استغرقته الفضائية العربية في الحوار معه..كتبت عنها ما هو افظع لكن صادرني ونصحني صديق أحبه واحترمه واجله ويسعدني حضوره في حياتي..فامتنعت عن النشر.!! · لااحد يمكنه ان يمنع احد من الكتابة او الكذب بالرغم من المرارة..ولااحد يمكنه ان يمنع احد من الدفاع عن نفسه ولو باسلوب غير مقنع..وغير خلوق واستنادا على وقائع ممزوجة باوهام مريضة..تنم عن جذور زرعت الحقد فى القلوب حتى نخاعها!! مثلما زرعت في نفس هذا الصحفي الذي يمتلك ( كاريزما) لاادري كيف حصل عليها الا اذا كان يعيش في مجمع للجهلة!! كان حاقدا .. وليس ثمة مبرر للحقد.. لكن الحقد اصلا لايحتاج الى مبررات..إنها القماءة التي تعيش مع الإنسان منذ طفولته ، وكلما كبر ، نما الحقد لديه ، فيصبح حقده اجتماعي وطبقي وثقافي ، حتى يحيله حقده الى مثل النار التى ستأكل بعضها!! ولا يستطيع مثل هذا النموذج الجبان الذى يعجز عن المواجهة والدفاع عن الفكرة! ان يتخلص من حقده..ولذلك فهو عبارة عن تنبل يعتبر كل ما للآخرين له ، لانه يمن عليهم بسراب يراه فى عقله المخبول..فيدبج الحكايات والكذب ويجعل من الشرفاء وسيلة لخلط اوراق هو يريدها اسفين يفجربه كل علاقة ساميه ويذبل كل نبتة خضراء..ذلك لانه جبل على على علاقات المصالح ولم يترعرع فى جو اسرى حميمي علمه ان هناك فوق الارض علاقات خالية من اغراض مريضة…وقد يبدع مثل هذا الصحفي في لحظات جنونه..لكن الذى يدافع عن قيم الحرية والكلمة الطيبة ويفصلها عن مشاعره وعلاقاته …لامثيل له الا حامل الفكرة ونقيضها.. وليس ادل على ذلك الا تحوله احيانا الى بوق لمن يدفع بحق ودون حق..بل انه يستنكر ان يستمتع الآخرون بعرقهم وكدهم الذى لم يبذله هو …وسبحان الله كم يشبه هذا الصحفي بعض النماذج لدينا..إنه يستنكر ان يكون بعض الكتاب منعمين واغنياء..ويقول من اين لهم؟؟ وقد يكون سؤاله في محله لو انه انطلق من خلفية تعتمد على وقائع تدين هذا الكاتب او ذاك..لكنه يوصم بعض الكتاب بالارتزاق وهو لايقل ارتزاقا عن وصفه لهم..وبعض الاسماء التي ذكرها اعرف انها من عائلات موسرة ولاتحتاج الى هذا العفن الذي يذكره..والعجيب اني اعرف انهم في مصر يخشون لسان وقلم هذا الصحفي لذلك يتجنبون اثارته..ذلك لانه مثل ( ماري باي باي) في الافلام المصرية القديمة يتجنب الناس الاحتكاك بها او اثارتها خشية لسانها المقذع وما اسوأ ان يخافك الناس..ليس لهيبتك..ولكن لانك سيء الفعل واللسان!! ..لذلك ارى واتحمل مسئولية ان بعض الكتابات هى نبت شيطانى لاينبغى ان نفصله عن تفاصيل كتابها كحالات مزرية وتدعو الى الشفقة وايضا استثنائية اذا صح التعبير..استثنائية لانها تسىء الى الجو الثقافى وتلبسه لباس لاينبغى ان يكون له..ولاينبغى ان يُرتدى تحت شعاره…فيمكن ممارسة اى شىء مكروه ولست ضد حرية الانسان شريطة الاتكون الثقافة شعاراً لممارسة هذا الادعاء…فإذا ماكانت الكتابة وسيلة لممارسة الحقد ورمى الاتهامات خبط عشواء لكى تطرح الاسئلة والتساؤلات… ونفسية الكاتب فى ادعاءه البراءة والدفاع عن قيم الحرية لها دور حاسم فى هذا الهراء!! كما ان الخوف من مثل هذه الاقلام هو الذى يجعلها تتمادى لانها لاتملك امكانية المجابهة الا بالقلم وحده..والقلم يمكن استعماله للخير وللشر..حسب نفسية الكاتب وما يرمى اليه.. · من هنا…فإن الكتابات مهما طاولت النجوم وظن اصحابها انهم يمرون على التاريخ بكفاءة!! لاتستحق الا قراءة اسماء كتابها دون حاجة الى قراءة نصوصها ، لانها ستكون ، او بدأت تكون ذات موضوع واحد سحبت منه الاف النسخ ووزعت فرادى وجماعات..تتشابه الحروف والكلمات..وهى جميعها عبارة عن فقاعات فى هواء ميت!! تبقى فيه لحين تعصف به رياح اقوى…وانا هنا لاامارس الرقابة ولاادعو الى القمع..لكنى اجزم بان الذى يرمى تقيئاته على الناس الذين هم افضل منه مهما حاول تشويههم ودون اية أسانيد مقنعه ، هو باختصار يوصم الآخرين بما فيه وما عاش عليه وما تعلمه فى حياته..ليصدق انه العاقل الوحيد وان الاخرين هم المجانين..بما فيهم الأطباء وبعض الأصدقاء الذين قرروا بانه مريض..وهذا حال الصحفي الذي تابعت حواره..والغريب انه في جوانب اخرى يذكر بعض الفنانين القدماء بكل اجلال ويستنكر عدم الوفاء لهم..وهو موقف مثالي لاافهمه من كاتب على هذا النحو..لكن التاريخ لن يلقى بالا لكثير من التفاصيل السخيفة بعد مائة عام…وسيخجل نيابة عن اؤلئك الذين عاشوا بلا خجل اوحياء..لكن سطوره ستقول كل شيء.. · ولم يبقى لي غير المناكفات مع مهدي( دودي) ويوسف المهلهل ( ابوليلى) ..والسلام.