الثلاثاء، 13 يناير 2009

كيف الضحك الآن إذا صمت البُكاء!!

• أحيانا اشعر أن الكتابة خارج الفعل ، أشبه بخيانة القناعات!! فقد هيأنا هذا العالم نفسيا بفعل قهره لنا بحيث أصبح القلم مُخجلا وغير ذي معنى!!بمعنى أن العاتيات وتراكمها بلدت ما بقي فينا!!. • تذكرت في خضم هذه البلادة !! ما قاله لي صديق من أهل القانون ردا على استفسار عن عقاب المدافع عن نفسه وعياله في مواجهة لص مُتسلل إلى بيتك؟؟ قال : يعاقبك القانون إذا رميته بالرصاص!!رغم ان السارق هو مجرم يحاول ان يخضع أمنك العائلي لمزاجه الإجرامي !! أتذكر اني قلت له : سأرميه رغم انف القانون!!، إنها ذات الحيرة في مواجهة قوانين مجلس الامن؟؟. • ما هو الفرق بين قوانيننا وقوانين مجلس الأمن؟؟عندما يطلب منك [كي تنجو من العقاب]ان تموت على يده دون ان يطاله عقاب!!وان تربت على كتفه بحنو بالغ وأحيانا توسمه إكراما لعيون أطفالك المرعوبين الذين أفزعهم في بهيم الليل . • بالطبع ستطلق الرصاص على رأس اللص مهما كانت التبعات وكيفما كانت مُضحكة وتدعو إلى الرثاء فمن مات دفاعا عن أسرته فهو شهيد برغم كل القوانين ..وهذا باختصار المشهد الغزاوي. • لاتبكي واصمت باكيا يقول لي القلم وأنا أتابع هذا المشهد السريالي وألا معقول وهذا الزمن الغريب والأدهى ان تجد في العالم من ينحاز إلى السفاح الذي يلغ دماء الأطفال بتقنية متقدمة مدعياً الشجاعة!! ، لا ليس حكومات بل بعض الشعوب أيضا تساند السفاحين دون ان تطرف لهم أجفان وهم ينتمون إلى فصيلة الإنسان!! لكنهم يقولون أنها تصاريف السياسة ليس إلا!! ولذلك قالوا لاردوغان : أنت تتحدث عاطفة وليس سياسة؟؟. • الصمت لا البكاء في حضرة الحزن الذي يدفع إلى الدهشة الموغلة في عدم فهم هذه المواقف إلا في إطار انتخابي هنا وهناك!!عندما تجد مظاهرة احتجاج على المذابح وترفع صور الشهداء وتجد مظاهرة أخرى ترفع العلم الصهيوني وتحتج على الاحتجاج؟؟ وتؤيد ما يفعله الجزار الذي يتذرع ويستدر العطف بسبب ما سمي بــ..هولوكوست هتلر بالرغم من انه لو كان هتلر حيا لما وجد أفضل من أفكارهم وأساليبهم لإفناء البشرية ولسجد خجلا أمام هذا الإجرام الموغل في السريالية . • تجدهم يؤيدون ذبحك وعندما تقول ان هذه مؤامرة ضد العروبة والإسلام سيتهمونك بالتخلف والحساسية العرقية ، ولكن ما معنى ما يحدث من مذابح في العالمين العربي والإسلامي إذا لم يكن حقدا عرقيا واضحا يدفع كوندليزا رايس إلى الخروج من جلدها إكراما للحقد الأبيض ، جلدها الذي مهما حاولت ان تبيضه فلن تعدو كونها بالنسبة للبيض غير حفيدة للأرقاء!!ومع ذلك ما يزال هناك من يعول على صمت اوباما الذي ظل وزيرا لخارجية أمريكا ثمان سنوات في جلد كوندوليزا فكلاهما أمريكي متأفرق وليس العكس. • صمت كالبكاء وننتظر العمر كله ولن يأتي (غودو) ولاتفهم كيف أن العرب يقفلون المنافذ في وجه المساعدات الإنسانية وفوق ذلك منع الأطباء العرب من نجدة المُصابين حرصا على سلامتهم!![اضحكوا بمليء الأشداق] بالرغم من ان الأطباء قد اتخذوا قرار الموت ويعرفون ما ينتظرهم من جحيم وبقناعة تامة في وجه هذا القهر السريالي [لاتضحكوا!!]فالأنظمة أصبحت احرص على الإنسان من نفسه حتى ولو كان مضحيا بها !. • كيف يكون لون الضحك على الذقون الآن؟؟ وبأي سيناريو سيكون؟ لاتقتحم لأنك ستموت ! لانريدك أن تموت بطريقة غير التي نرسمها لك ! لكن الموت المجاني في غزة مُباح ، العدو يحتل الأرض ومن حلاله أن يقفل المعابر لكن مقاومة الاحتلال حرام بالرغم من اعترافك بأنه مُحتل حتى ولو أجاز القانون الدولي المقاومة!!![كيف الضحك الآن إذا صمت البكاء؟؟]. • الأدهى من كل هذا أن تجد أقلاما لاتخجل من الخجل نفسه فتغرد في فضاء لاتفهمه فتحمل المقاومة مسئولية الجريمة!! أي تحليلات مُبكية هذه ؟؟ فإذا لم نقوى على البكاء فالمعادلة أن نضحك لأن الاثنان ضدان [الضحك والبكاء] او مثل [الليلة التي بلا قمر والنهار المُشرق] !!. • اضحكوا مثلما هو البكاء بالرغم من تضادهما بسبب أقلام مُسحت ذاكرتها ولا تقرأ التاريخ ولاتفهم في أصول الصراع ، ولا تفهم التضاد بين الحق وبين الباطل لكنها تكتب بالبنط الواسع وتبحث عن ادوار هزلية في مسرحية مُبكية لا تفهم في أصول الدراما!!ولذلك يتربي جمهور عريض على ذوق وذائقة تدعو إلى الرثاء وكتابات بائسة تهيأنا للصمت الذي يشبه البكاء. • المحصلة التي ربما لايفكر فيها هذا العالم أن ملك الموت واحد وقد يأتيك بطعنة من متسلل إلى بيتك أو تعيش لأنك أنت الذي أرسلت له الموت وفي كلا الحالتين الموت واحدة والأسباب تتعدد وهذا مايدركه المقاومون الذين هم ليسوا حماس فقط ولكن يبدو انه بعيد عن إدراك الساسة والأقلام الهشة التي جاءت إلى الصحافة في غفلة من زمن بائس. • لايفيد البكاء في غياب الفعل ، الصمت فضيلة لكنه ليس صمت ساسة السلام وأقلامهم ..إنه الصمت الابلغ والأعمق من أي بكاء.