الثلاثاء، 23 يونيو 2009

حوار التعسان!! حكاية

رحلة الحياة قد تكون ممتعة ، ولكن ليس الى الحد الذى يتصوره البعض ، هناك امور تحدث .. لايمكن للانسان ( وبسببها ) ، ان يسمى الحياة هكذا ممتعة !! وميول المرء الى التفاؤل المستمر هو نوع من الخيال الافاق!! كما ان الاصرار على التمسك بالاراء دون اعطاء الغير حق المناقشة هو قمة النرجسية..الحياة يا رفيقى اخذ وعطاء حتى فى الفكر..ومن يملك الفكر لايخشى الفكر!! اعرف انك لم تفهم بعد..ان حديثى ممل ومتناقض ربما ، لكن ثق ان بعض التناقض لايوجد الا فى عقولنا الصغيرة فقط..اما على الواقع فمعاناة الانسان واحدة..حتى وان اختلفت الوجوه...بمعنى ان ايمانك بجدوى جميع آرائك يدفعك الى الحديث عن نفسك دائما بطريقة لا تخلو من الدعوة الى التقزز!!· مثلا..ها انا اتحدث معك فى رحلة فى هذا القطار الذى يشق القضبان ويتكلم بطريقته ويفرض علينا ضجيجه لاننا فى حاجة اليه!! وهى رحلة ليست قصيرة..لو انى قضيت الرحلة كاملة فى الحديث عن نفسى ستصاب بالسأم وتحاول التخلص من هذا المتطفل الذى يزعج وحدتك لمجرد لقاء عابر فى رحلة واحدة وآنت لا تعرفه..!! وستكون حذرا بالطبع من الحديث معى(!)..ولكن صدقنى ماأنا الا ثرثار تافه بعض الشىء!! واحب ان نقتسم هذه المسافة حتى تنتهي على خير..بالطبع أنا الآخر من المفروض ان اكون حذرا من الخوض معك فى اى موضوع.. وما يدرينى؟؟ ..لعلك.....( صمت)...لكنى ارى انك مواطن طيب ومسالم وقد ارتاح قلبى اليك منذ اول محطة ركبنا فيها معا...· قلت لك ان رحلة الحياة ممتعة الى حد ما..وقد تكون على جانب آخر مضجرة مثل رحلة قطارنا هذا ...بالمناسبة لم اعرف اسمك بعد؟؟
.- ..................................؟؟
- لاباس لااهمية لذلك..سوف اناديك صديقى!! فانا اشعر انك صديقى فعلا..لمجرد انك تستمع الى ..اسمع ليس يسيرا ان تجد من يستمع اليك فى صمت مريب مثلما تفعل انت معى الآن؟؟اعنى قلما تجد فى هذا الزمن من ينصت اليك بهذا الامعان!!! انظر الى اخر العربة هناك سيدة تتشاجر مع زوجها بصوت مسموع..هذا جزء من التعاسة الحلوة..بالمناسبة..التعاسة لاتلازم الا امثالنا..ارجو الا تكون منا ؟؟.. فان اسوا ما فى الحياة ان يكون الانسان مثلنا!!!يمارس الاحتراق بلا معنى..يسموننا شمعة تحترق لكنها تسمية ممجوجة ومملة.. ..اسوا ما فى حياتك ان تعرف اكثر مما يعرفه الاخرون..سوف تلهيك اهتماماتك اللعينة عن مشاغل الحياة ومتطلباتها..اعرف صديق لى يمارس مهنة سوء الحظ..ولدت التعاسة معه وبرفقته حتى تاريخ رحلتنا هذه..لقد حاول الزواج من فتاة احبته.. وتحدت امها فى سبيله..لكن هذه الشيطانة الاخيرة لم تحبط ولم تيأس حتى ليلة العرس وابنتها ذاهبة فى موكبها انتحت بها جانبا ولبست مسوح البراءة وذرفت دموع التماسيح مدعية انها تحتفظ بسر رهيب حول حبيبها ولامناص من ان تقوله لها وبررت كل رفضها السابق لهذا الزواج بهذا السبب التى لو لم يدفعها حرصها على ابنتها ما كانت لتقوله..وكانت كل الشياطين حاضرة خلف الشمطاء عندما همست لابنتها :- ان عريسك مجنون ويهذى احيانا واحيانا تتطور معه الحالة الى ان يمسك بسكين ويحاول ضرب كل من حوله ويضطر والده فى بعض الاحيان الى ان يربطه بحبل حتى لا يؤذى احدا... وآنت يا ابنتى اذهبى الى عريسك لكن خذى حذرك ومن الافضل الا تنامى قبل ان ينام هو..والأفضل من هذا كله ان تنامى فى غرفة لوحدك و..... · هربت الفتاة فى تلك الليلة بمساعدة امها..· اسمع... كاذب من يقول ان من يحمل هم الناس ولد لكى يدفع ثمن فكره برقبته.. ان الامر يختلف والقضية اصلا ان من يحمل هذا الهم لايخلو من الهموم..وهم الفقراء بالاحرى دون غيرهم من مدعى الفقر..وحتى الذين ابتسم لهم الحظ وقدر لحروفهم ان تباع بانتشار واسع..فقراء هم ايضا..فقراء المضمون ولايبيعون الا كلمات بلا معان !!! الفرق بينهم وبين التاجر هو الرخصة فقط..اجازة البيع ..فصاحب الحروف تجيز له الرقابة وصاحب الدكان تجيز له البلدية التى لايهمها الا الرسوم والمكوس والضرائب ..اما ماذا يبيع ولمن فهذا ليس من شأنهم!!! والتاجر وصاحب الحروف يشتركان فى امراض واحدة القلب والضغط والسكر...لكن الثانى يمتاز عن الاول بشعوره بالاضطهاد والقهر!!!..· دعك من كل هذا..اعرف صديقا اخر يمارس مهنة الفقر..اراد ان يختلى يومابصديقته..فاخذ مفتاح شقة صديقه وتوجه بها الى الشقة ، اعنى انه ظن انها ذات الشقة وشرع يحرك المفتاح يمينا ويسارا فلم يفتح الباب حتى كسر المفتاح فى القفل..وبينما هم بالرجوع مهزوما فتح باب الشقة وخرج منه رجل متكرش ضخم الجثه عريض المنكبين..وانتهى المطاف بصديقى انه افاق من غيبوبته فى مركز البوليس بينما صديقته جالسة على كرسي ينهشها الرعب والاحباط..لم يكن صاحب الشقة الا رئيس بوليس الاداب..اتعلم اين صديقى الآن؟؟..انه فى السجن يلعق جراح حظه التعس..نعم الفكر وحده لايقطع الرقاب ولكن اشياء اخرى تفعلها معك..- عفوا ايها الصديق منذ ساعات وانا اثرثر فلا اسمع رأيا ولاارى ايماءة وانما نظرات غامضة منك تجاهى ..لاتقل لى انك..........!!؟؟ فسحنتك لاتدل على انك منهم..لكن هذا التحفظ الغامض يقلقنى...انا اتحدث اليك وآنت تنظر الى ولم تحاول حتى ان تقاطعنى على الاقل :- ..................................؟؟!!
- حسنا ماهى مهنتك؟؟!
!- ..................................؟؟!!
- لعلك ضجرت او لاتطيق حديثى؟؟
- ...................................؟؟!!-
هذا كثير..ماهذا الصمت المقلق؟؟!!
- ....................................؟؟!!
- لن ينفذ صبرى ..ساصمد حتى تتكلم..-
...................................؟؟!!
- لقد اوشكت الرحلة على النهاية ولم تتكلم بعد ... ولكن؟؟؟يا الهى ..انت تومىء لى براسك ..هذا تقدم كبير..بعد الايماءة الكلام..ولكن لماذا تقف الان وتحمل حقائبك دون ان تقول شيئا؟؟ يا لى من ابله..انك تشير لى بانك اخرس..ثم اصم ايضا..هل هذا من حسن حظك..لكنك تبتسم ابتسامة غامضة..لعلك تتشفى في؟؟ ..اذن قبل ان تذهب هل تعرف القراءة؟؟..حسنا ساكتب بضع كلمات مادام حديثى كله انتهى الى اشبه بصفير عند رأس ميت؟؟..شىء مضحك اقرأ هذه الجملة واضحك حتى الثمالة :(( لقد اكتشفت وبفضلك انت اننا نحن..نحن الذين نظن اننا نفكر للاخرين..انماخلقنا من اجل الغباء وبمواهب!!!))