الأربعاء، 11 فبراير 2009

كتاب في حجم علبة الزيت!!

الاول : لماذا لاتقرأ كثيرا؟
الثانى : الكتاب اغلى من علبة الزيت
الاول : المدعوم او غيره
الثانى : لافرق
الاول : اذن؟
الثانى :اذن التفكير بالبطون افضل!!
الاول : هل سمعت عن أمة تقدمت بدون ثقافة؟
الثانى : وهل سمعت عن امة تقدمت دون ان تاكل؟؟!!!
الاول : السؤال يحتاج الى جواب!!؟؟
الثانى : الجواب ليس عندى لأن سؤالى هو الآخر يحتاج الى ذلك؟
الاول : فلنتفق على عقل الحوار حتى لا نضيع فى متاهة!!
الثانى : يبدو انك رائق للغاية هذا الصباح؟؟
الاول : انا ابحث عن اجوبة؟؟
الثانى : تبحث عن اجوبه ام عن عقل الحوار
الاول : الاثنان معا!!
الثانى : فى شوارعنا لايوجد حوار!!
الاول : ماذا يوجد اذن؟؟
الثانى : تفنيص عند الوقوف باشارات المرور..لاتحدث احدا لاتبحث عن عقل او حوار الكل فى الكل تفنيص!!!
الاول : لااحب الكلام المطلق واليقينى ..اعطنى حالة من فضلك؟؟!!
الثانى : اذا اصطدمت سيارتك بسيارة مواطن آخر..هنا الامر يتوقف فى حسم الحوار على من الاقوى!! من فيكما الذى يهبط اولا ويلكم الآخر!!
الاول : وما دخل هذا بتلك؟؟انت تأتى بأمثلة لاعلاقة لها بهذا الحوار..
الثانى : بل لها كل العلاقة!!
الاول : كيف؟؟
الثانى : انت تبحث عن القراءة..والقراءة هى الثقافة والثقافة تهذب الانسان وتجعله متحضرا وراقيا ..لكن كما قلت لك الكتاب اغلى من علبة الزيت المدعوم وغير المدعوم!!
الاول : ماذا تعنى بقولك هذا؟؟
الثانى : اعنى ان فهمنا لاشتراكية الثقافة ومشاعية المعرفة فهم عجيب!!
الاول : بتوضيح اكثر لوسمحت!!
الثانى : نحن على الورق وفى مؤسساتنا وكل المسئولين يتحدثون بالبنط العريض على ان المعرفة حق طبيعى لكل انسان!!على الواقع يضيفون جملة( كل انسان قادر على الدفع)!!
الاول : لكن الا تعلم ان كل قادر اصلا لايفقه شيئا فى الكتاب؟
الثانى : لماذا؟
الاول : لأن القادر له نوافذ اخرى للثقافة ؟
الثانى : ولماذا يشترى الكتاب ؟؟
الاول :امعانا فى قهرنا نحن الذين لانستطيع شراءه ..هذا اولا!!
الثانى : وثانيا؟؟
الاول : وثانيا لان الكتاب لديهم عبارة عن ديكور للمظاهر.. وهذا أمر وادهى !!
الثانى : لله فى خلقه شئون
الاول : لذلك من الافضل ان نفكر فى علبة الزيت !! بالمناسبة هلى هى متوفره هذه الايام ؟؟
الثانى : هذا من صنف الحوار ام السؤال ام العقل؟؟
الاول : لم يعد لدى عقل احاورك به!!
الثانى : .............................!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟

الخــــــــــــوف

الحى باكمله يأكله الرعب عند مرآه!!، كان ابراهيم طفلا ضد البراءة ، فى حضرته تختفى كل الوجوه البريئة فى منازلها ، وفى حضوره تتوقف الالعاب والضحكات ويسود السكون المرعب فى وضح النهار ، كان مصدر الخوف والرهبة وكان احد الذين يخافونه برعب لامثيل له. فظ القلب واللسان هو ابراهيم شرس لاتقاوم نظراته ولايتورع عن تحطيم لعب الاطفال ، يجمع الاتاوات بدم متجمد كل صباح فى المدرسة ويخطف من الايدى كل ماتقع عليه عيناه . • استأذن امه فى الذهاب الى السينما ، التقى هناك بالوحش..رجع خائبا تسيل الدماء من فمه على قميصه الابيض بكى بحرقة من قهرت طفولته ، ولم يجرؤ على الشكوى من ابراهيم ، فكفكف دموعه وحاول ان يخفى الدماء عرج على عمته التى غسلت له قميصه وهى تتملكها الحيرة لكنه يعرف انها لن تشى به رحمة بطفولته التى سوف تسحق تحت اقدام امه الشرسة!!..وفى المنزل دخل غرفته مباشرة لئلا يلحظ احد ما الم به. • لم يكن فى ابراهيم اى نبت شيطانى ، كان اصفر الوجه ويميل الى الحمرة وشىء من الشعر وباختصار كان هجين الملامح ، ويهمس اهل الحى ان امه كانت على علاقة باحد العمال الطليان الذين يعملون فى المجارى!!! وجسمه كأنه هيكل عظمى ، واقل نموا من اترابه ،لم يكن هناك شىء يحول دون تحديه ومع ذلك لااحد من اطفال الحى يجرؤ...سوى حاجز رهيب غير مفهوم وغير مرئى... • فى احد الايام كان ذاهبا مع ابن عمه للسوق ، فجأة احس ان هناك من يتبعهما..استرق السمع للخطوات ، فاذا بها تقترب منه ، التفت بحذر، فاذا ابراهيم بمحاذاته ، انتهز فرصة دخولهما لاحد المتاجر ..التصق به فى الزحام: - اسمع..انا محتاج للنقود.. • تباطأ فى الرد..استطردالوحش: - لن تستطيع الاحتماء به دائما..والايام بيننا.. • تظاهر بعدم الاهتمام ..الا انه ا حس بان ابراهيم لازال خلفه فالتصق بابن عمه على نحو ملفت: - مابالك تلتصق بى كدت ان اؤذيك بحذائى !! - لاشىء ... لاشىء..الزحام شديد واخاف ان يبتلعنى بعيدا عنك • الجواب غير مقنع والهمس ازداد واصبح كالفحيح المسموع: - اسمع لاتضيع وقتى فالسينما سوف تفتح بعد قليل.. - وما دخلى انا؟؟؟؟؟؟؟!!! - اريد نقودا.. - و....لـ....مـ..ا...ذ...ا..اع..طي..ك..( قالها بارتعاش) - الاتعرف من انا؟؟اليوم فقط تعرفنى ام ماذا؟؟؟ - .................................................. ......؟؟؟؟؟!!! - ماذا يريد منك هذا الولد ولماذا يتبعنا ؟؟؟ - انه...انه..يريد نقودا..يريدها منى بالقوة. • هوى بيده الغليظه وصفعه..لكن وقاحة ابراهيم جعلته يستمر فى تهديده بالرغم من الصفعات المرة التى تلقاها..انها لحظة ضعف نادرة يراها فى ابراهيم..لكن لايدرى لماذا يحس بانه مازال قويا..القوى هو القوى حتى لحظة الهزيمة!!! • لا يجب ان يلتقى به..فى الايام القادمة سيتحاشى رؤيته..بعد العطله لكل حادث قول..لكن القلق صار يلازمه