الأحد، 12 أكتوبر 2008

عذراء الحجر

مدخل • كيف يرسم حزنه؟؟كيف يُنصفها ليعرف حتى العصفور مبلغ وجعه اثناء ما يعتريه ؟؟ كيف يعير قلبه لجوانح الناس كي يدق لهم ويعيشون تمزق الروح؟؟ يخشى ان تصغر الحروف دون البكاء ؟؟ ..كيف يبكي مُختلفاً حتى يصف اللحظة التي لا تشبه إلا ذاتها، ايها البكاء العادي انزاح قليلا، أفسح المكان للقرح حتى يتدلل !! وحتى لا يعجز القلم عن رسم هذا الذي ينغله، حنى يمرح الوجع فيه!!؟ فهذا احتفاء لا يشبه إلا حزنه، وهذه حروف دون انفساحه المُوحش، ايها الركب المنفلت قهراً الى ما وراء الدنيا توقف حتى يرسمك ولا تضيع ملامحك!!؟توقف حتى ترسمه الذكرى وابتسامة الوجع المخفي حتى القمع!!يا لسوء حظ الضحك الذي يصنع ذاكرة الغيم الذي سينهمر الآن من فرط الغربة وبشاعة الوحشة، ورهبة كل الأمكنة !!توقف ايها الركب حتى يبتدع قاموسا للوجع!! ، آه يا للوجع من له بمن يتلبس قلبه !!؟؟ هاهو يوم يمر والناس ترتاد المدينة بدون حارسة الورود، بدون اقحوانة الشمس التي فقدت أبجدية الكلام ونسيت لسانها!!لأنه ما من احد غير عذراء الحجر تجيد لغتها!!نغل ركبها المُهاجر كل أوطان الغبطة وأصص الرياحين وأنفاسها!!غابت كل الشعاعات التي رسمتها لأجل اوركيدا لا تشبهها غيرها!!أين يذهب بوله سكبه؟؟إلى أين ايها الركب فهو لا يصدقك وأنت تحمل من كانت تغتسل بحدقة العين ؟؟ حبيبته ونس العمر ترحل في أعماقه، تأخذ وداعته!! . • من يساعده ؟؟من يفهم عشقه لهذه اللوحة؟؟ من؟؟، حكاية كيف يكتبها؟؟ عندما يشعر بفوضى داخله..كيف يرتبها؟؟إرباكا يحتويه كيف يلملمه ؟!! ألمٌ كيف يـَِصَفهُ؟؟َوجَعٌ كيف يكتبه؟؟ ولوحة تستبد به كيف يرسمها وينصفها ؟؟إنثيال كيف يبوح به وينجو؟؟جراح كيف تفضحه؟؟انفساح كيف يصدقه؟ تراكم كيف يرويه؟؟آهات كيف يُعِرِيَها؟؟سؤال إلى سؤال..فكيف يُجيبه؟؟من له بحروف لا تـُقرأ بحبر لا يـُرى..من يهرب آهاته!!..يا أنت أيتها العذراء البهية في لوحة حار الناس في أسرارها كيف يفر إليك ثم إلى أفق ديجور؟؟وآذان النوارس لاتـُخبىء أسرارا وأنت مسافرة في لجةٍ سافرة؟؟!!يا هذا الوهم الذي تلبسه..يا هذه الأسطورة التي تحيط به!!: كيف يخلعها دون أن ترصده عصافيرها؟؟ كيف يلغى البداية؟؟فأعشاش المقالع ترجمه بسجيل لم يمر!!وجوارح حصارها تدميه!! والدماء فضائح!! و حروفه تنفلت وجوارحها في أشجار تتربص!!يا هذا القمر تظلل قليلا حتى يمر بوجعه ولا يلتفت الى اللوحة، حتى يهرب بأسراره!!..يا هذا الضباب عمم تفاصيلها في دخانك حتى:تتسرب جداوله من شقوق فاضحة..!!يا هذى النجوم:أما من غفوةٍ:تمرره من:كون سديم؟؟فكيف له أن يصف وجعه وفضاءاته تعريه ،تـنفض حروفه ،تبعثرها في أركانه..فأين يُخبيء أوجاعه؟؟أين يسافر بها؟؟أين يبكى وحشة الحياة وبشاعة الزمن..كيف يقول عذابات عذراء الحجر و العشاء الأخير؟ ، لا احد يفهم أو يدرك أو يصدق وحشته التي يعيشها. (1) قيل أن لوحة العشاء الأخير قد خلفت مكابدات لا حصر لها وقيل أيضا أنها تحمل رموزا وأسرارا كثيرة لم يتعرف عليها الناس بعد وأكثر ما تم تداوله ان دافنشي قد رسم اللوحة ليتعذب الناس في أسئلتهم قروناً، ومن القرون ذكرى قد لا تنمحي وما أصعب ان تشعر بأنك مقهور ومقموع لان دافنشي لم يرق قلبه للعالم فيجيب عن أسئلة بحجم الكون. توارد الزوار والسواح على مدى مئات السنين وجاء سواح وآخرون رحلوا ولم يجدوا أجوبة شافية!! 500 عام من القهر والأسئلة!! وهذه اللوحة الماكرة ظلت ترسل عذاباتها لهم والغريب ان كل العوامل الطبيعية وغير الطبيعية لم تؤثر في اثر دافنشي !! لوحة [العشاء الأخير] ذات التسعة أمتار التي ظلت تقاتل ضد الطبيعة والكوارث وحتى قنابل الحروب الكونية ، إصرار عجيب بقاء هذا السر الغامض يقهر القلوب ولا يلغي علامات التعجب من الذاكرة ، وحتى شفرة براون لم تثير إلا مزيد من المشاكل والأسئلة. 500 عام واسم هذه اللوحة لعنة على القلوب!!آخر أسطورة في العالم لم تقبل الرحيل بهدوء فلابد أن تثير الزلازل وتحرق الجوانح وتنهض من جديد بعد ان يمر بها ما يمر وهي أقوى قدرة على هذا القهر!!. في ميلانو قاموا بتوسيع باب الجدار الذي رسمت عليه فرشاة دافنشي [العشاء الأخير]، أزالت أو محت التعديلات قدم المسيح فقط، قصف الحرب العالمية الثانية انهارت بسببه احد الجدران في حجرة الأكل لكن اللعينة نجت، ظلت ترفع اصبعها في عين الأسئلة!!والعشاق أيضا. فكيف لا يعذبنا هذا العشاء الذي لم يأتي بعده عشاء منذ خمسة قرون، ظلت هذه الأعجوبة صامدة في وجه صواعق الزمن وتصاريف الدهر، لقد أثارت حنق الناس كثيرا وما تزال، استفزوها، حاولوا الاقتراب من لعناتها!! داوروا وناوروا حول جدرانها، هدموا احدها بحجة توسعة باب الدخول، فنجت هذه الساحرة من أي مؤامرة حيكت لها، ذهبت قدم المسيح وبقيت اللوحة في عين الشمس، عذراء الحجر الصامت هذه لا تقبل ان ترحل في هدوء قبل ان تثير العواصف، لقد عجز الناس حتى عن تحديد جنس الحواري القابع الى يمين المسيح هل هو ذكر أم أنثى!! فهل حاول دان براون بشفرته ان يعيد كتابة التاريخ بمخيلة ضاقت ذرعا بهذه الأسرار التي تصر على إثارة حيرة الناس؟؟ . (2) عذراء الحجر لوحة أخرى استمدت من العشاء الأخير سر بقاءها، قاتلت بجمالها كل الأسرار وكان هذا الجمال لعنة على الرسم والكلمة فحارت بين ان تصدق العابرين الذين أشادوا بتفاصيلها أو تصدق ذاتها، سحرها في عراك حقيقي مع نصها ولذلك هو نقمة عليها، لكن هذه العذراء أبدعت وان كانت جميلة، هي فقط أسطورة لا تتكرر لان الجمال أنتج إبداعا وأنتج حيرة لن يلغيها الزمن، كانت فقط غير مُهيأة للبيع أو الشراء، شراء اللوحة أو بيعها أو حتى سرقتها لن يفيد ولن يغير شيئا سوى سخرية التاريخ من أياً كان يظن ان بإمكانه تملكها أو شراءها مهما كانت قوة الصكوك التي كتبت من اجل اسر هذه اللوحة.. لان أسرها يعني نهاية أسطورة فائقة الروح والجمال والأساطير لا تنمحي، لكن أسرى الجمال يدفعون كثيرا من اجل ان يحرموا الناس من روعة الأشياء وتكون حكرا على جدرانهم الاسمنتية الميتة وتتجمد ملايين الحروف التي كُتبت شِعرا في بهاءها !! عذراء تحتاج الى متذوق خاص لسحرها، تحتاج الى من يفهمه ويحيطه بوله يندر ان يتوفر لدى كل عاشق، ألا ما العن هذا العذاب الذي سيستبد بالعشاق الذين تعرفهم والذين لا تعرفهم وحملوا أسرارهم وعذاباتهم داخل جوانحهم. ظلت عذراء الحجر هي الأخرى صامدة، هام بها العشاق (وهم كثر) استبسلوا هياما على أبوابها ولم تلين، ظل الزوار يتحسرون عليها سنينا ولم يرق قلبها أبدا، لكن للوقت تصاريفه، كان هناك عاشق غير مرئي ظلت عذراء الحجر تظن أنها صامدة بينما كان صمودها انتظارا وهي لا تعلم !! اقتنى العاشق المجهول لوحة أخرى، احتوت جدرانه سنينا، وكان بالقرب من عذراء الحجر، ضاقت اللوحة الأخرى بأشياء يصعب شرحها، فانهارت !!تحولت الى كم مُهمل حتى اقتلعت من جدار العاشق الذي ما كان يحلم بأن يقتني عذراء الحجر. ، الأساطيرء الحجر هي العشاء الأخير، هي الموئل الذي لا بديل له في مواجهة غوائل الزمن وستظل بالنسبة لك الامتلاء الذي لايمكن ان يكتظ فراغ حياتك بغيرها ذلك لان الأساطير لا تهوي!، الأساطيرر تظل حلماً، تظل دغدغة للبصر!!تظل السحر الذي لا مهرب من سطوته، يرافقك حتى الممات تظل الأساطير بالرغم من كل الصكوك!! فيا لتعاسة من يظن انه امتلك هذه اللوحة العظيمة، عذراء الحجر ليست برسم الابتياع، [حتى لو بيعت له!!] يبتاعها إذا ظن عبثا.. ويا لسوء حظ ظنه إذا خطر له ان يظن !!. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) عذراء الحجر احدى لوحات دافنشي

الخميس، 31 يوليو 2008

ايها العشاق لحظة قبل ان تـناموا؟؟

على هذا المحيط لاشواطىء ، استنير بإبتسامتك الخرساء المتيقظة، وستتسع اناشيدى.. حتى تصبح انغاما حرة كالامواج طليقة من قيود الكلام ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليلة اولى

عرفت امرأة بارعة الجمال منذ خمس عشرة عاما.. وكنت اظن قبلها ان قلبى المتقلب سينتقل مدى حياته من واحدة الى أخرى لانى دائما اسير التعب والجمال..حتى ذلك التاريخ كنت اظن ذلك..منذ خمسة عشر عاما توقف بندول الساعة عندى ولم يعد الا يراوح فى مكانه..تبتلت فى حبها على نحو يشبه الجنون والهوس..وحتى الآن هي لاتعلم؟؟!!!! ولكنها تعرفنى واراها من آن لاخر بعد وماتزال بنفس الالق والحضور..فهى عندما تطل على الاماكن تحدث الزلازل والبراكين..وما اكتبه هنا قد يظن احد ما ان الذى يمليه قلب العاشق.. اقول لكم شيئا لكى تصدقونى..هذه المرأة يختلف كل الرجال فى تفاصيلها لكنهم جميعا على اختلافهم حولها , يتفقون على رعب جمالها( وهذا ليس قلبى الذى يقول ذلك!! ) لكنى عشت سنوات من عمرى ادين لها بها لقد خلفت فى قلبى محور معاناة انتج الكثير الذى لا يمكن ان ينتج لو لم تكن هي فى حياتى!! وحتى الآن اعتبر ان لها فى عنقى ديون لابد ان اسددها بطريقتى ..يكفى انها وطأت على قلبى المشاكس خمسة عشر عاما لم يئن ولم يشكو بالرغم من ان قدميها قد احدثا ( بفعل تكرار الدوس!!) احدثامحورين ومكانين وحفرتين لايمكن ان يمحوهما الزمن .. ولذلك من اجلها وحدها سيدة كل الامكنه واميرة الاميرات اعشق الجمال واقدسه واجعله فوق كل شىء ، فوق اهتماماتنا الصغيرة، فوق اشعارنا ودراساتنا وفوق الهوية ومتطلباتها ..بإختصار وبإستثناء مسقط الرأس فإنى على استعداد للتنازل للجمال عن كل شىء الموضوعية والعلم والكتابة والشهادة بالريادة واؤمن ان الجمال اصلا لاينتج ركاكة.. هل انا مجنون..مهووس..ربما .. لله فى قلوب العشاق شئون!!... واعرف انه ربما تقرأ هذه الكلمات اى إمرأة تعرفنى وتظن انى اعنيها..فلتطمئن بالا..هذه التى اتحدث عنها حورية لاوجود لها فوق الارض..ولاتحت اى سماء..ولعل فى هذا ما يرضى أى إمرأة تظن انى ابتليت بها ..أو انى ضيف ثقيل على احلامها..فبالرغم مما تراه فى من عيوب فمازلت أحاط بالكثير من الحب مما هم حولى وحوالى..ولايمنع ان هناك من لايطيق سماع صوتى لكنهم قلة والحمدلله.. وكل عام وانتم عشاق...وإقرأوا ما بعده!!..

ليلة ثانية اخرى

تدلت من عل تلك المرأة الاسطورة..كأنما فى لحظة تنازلت عن كل الكبرياء بعد سنوات من الصد والاستعلاء والدلال... لم اكن اتصور انى ذات صباح سأحظى بصباحية مبهجة لم تكن لى على بال ولا على خاطر .... كانت قبلها بساعات قليلة تفضل ان تتحدث مع كل الناس الا مع شخصى الدرويش.. كأنى ضيف غير مدعو على مائدة كل الناس فيها على تناغم وانا النشاز الوحيد..تتبرأمنى عند الناس وتحاول ان تثبت انها لاتعرفنى ابدا..تلك الاسطورة الجميلة الفائقة فى السحر ، جعلتنى اتلفت حولى وانظر الى نفسى و اشعرتنى بأنى ثقيل الظل ..قمىء..او وباء ينبغى ان يبتعد عنه الناس..أوأبعد انا فورا الىأقرب محجر صحى مكين يحمى الناس من العدوى التى سوف تصدر عنى.. وكانت الى ساعات مضت تحرق جوانحى بأبتساماتها المجانية لكل من يستحق ولايستحق.. وبدون سبب يذكر..وعندما تتلاقى العيون بيننا فى لحظة يتسرب العبوس الى تقاطيع وجهها البهى!! وما كنت لاكون سعيدا عندما اتحول الى مرض يسقم اجساد الناس.. ويدخل الحزن الى قلوبهم..هذا الصباح مختلف!! بالامس فقط..منذ اثنى عشر ساعة بالدقة كنت جالسا بالقرب من احد الزملاء عندما رن جرس الهاتف رفع السماعة فإذا بالاسطورة اياها..سألته : من بجانبك؟ ذكر لها اسمى..عندئذ وبعد ثوانى وجدت الرجل وقد احمر وجهه خجلا وكاد ان يتوارى فى كرسيه..ادركت ان الاسطورة قالت شىء ما عنى؟؟ وصدق حدسى فقد قالت له : لاتذكر له اسمى ولاتقل له انك تتصل بى؟؟!! ليست حريصة الى هذا الحد..اعرف ذلك!! لفنى الحزن..لماذا؟؟ المفاجأة انى لم اقل لها يوما ما يجعلها تتجنبنى اذا كانت على هذا القدر من الحرص!! تذكرت عندئذ كاتب مسرحى عالمى كان يكتب مسرحية ستمثل فيها احدى الجميلات دورا رئيسيا..لسبب ما فى رأس الجميلة ظنت ان الكاتب مولع بها.. ومنذ ان تسرب ذلك الظن الى رأسها الجميل تغيرت معاملتها للرجل ..تغيرت تغيرا ملحوظا..لدرجة انها كانت تتحدث وتوزع ابتساماتها وضحكاتها على كل من هب ودب..حتى الخدم والحشم تنازلت لهم عن ابهتها وشرعت تمازحهم وعندما ترى الكاتب وقد اقبل من مدخل الردهة تتحول ابتساماتها الى عبوس قاتل..لكن ذاك الكاتب كان اقوى منى ..لانه شعر بالانتشاء لهذه المعاملة..ذات مرة وعندما ضاق ذرعا بظنونها استوقفها مبتسما فوقفت فى استعلاء مصطنع تنظر اليه من عل..قال لها فورا : انت ارق واجمل امرأة فى العالم..بل انت لامثيل لك الا فى الاحلام..انا احب هذه المعاملة منك واستمرى ارجوك..استغربت الفنانة الجميلة مابدر من اعجاب الكاتب بساديتها التى خصصت بها شخصه..قالت له: اتقول عنى ذلك وانا حتى لااطلق عليك تحية الصباح أو المساء..قال لها: ولذلك احب فيك هذا؟؟ قالت : لماذا ؟؟ قال لها : يا سيدتى بفضلك اصبحت اظن انى يمكن ان اكون جذابا!! وما زلت على قيد الحياة، فما اجمل ان تشك بى امرأة جميلة مثلك..معنى هذا انه مازال فى بقية مما يجذب الجميلات وقد كنت يائسا من ذلك..يا سيدتى عندما تشك امرأة فى نوايا رجل تجاهها عليه ان يشعر بالنشوة وان يعلق لها وساما لانها اعطته شعورا بأن حياته ماتزال مستمرة..فأرجوك ان تستمرى فى عليائك المبهر هذا ..لانه يشعرنى بأنى ما زلت حيا..عندئذ تشرنقت تلك المرأة وشعرت بأن رجليها قد غاصتا فى الارض.. وانها تحولت الى قزم لاتكاد تراه العين المجردة... هذه الجميلة التى القت على تحية الصباح اضاعت واحرقت سنوات النشوة عندى...لكنها مع ذلك اثلجت قلبى بأصطباحتها الجميلة..

ليلة ثالثة اخرى

ولان العشاق لاينامون ايها الاصدقاء..لاتصدقوا انهم ينامون ولو اقسموا بأغلظ الايمان لن اصدقهم..خاصة عندما تكون ورطتهم مع امرأة لاترحم..تصنع المآسى وتصدر العذابات اليهم فى كل مطلع فجر..وهم مع الافجار اصدقاء..ورفقاء لليالى الحالمة والسكارى بعد منتصف الليل..اذا اردت ان تسأل عن سلوك رجل يبدو غامضا على سبيل المثال ..فاسأل عاشقا سيدلك على التفاصيل لانه لاينام ولانه كذلك فلديه سجلات الغامضين المارين من امامه فى اواخر الليالى..وايضا امرأة غامضة لن يدلك على تراتيبها الا عاشق يبحلق من النافذة صوب النجوم فيراها عن غير قصد تتلصص ليلا خوفا من اعين الرقباء..واذا اردت ان تعرف ايضا اسرار الجيران ..فأسأل العشاق..لانهم وايضا لايعرفون النوم..فتصل الى اذانهم فى هدأة الليل ووحشته كل الهمسات والاسرار التى لاتخطر على بال!!.. ذات مرة كنت مسهدا مكتظا بالعشق فعرفت ان جارى قد تزوج امرأة اخرى دون علم زوجته!!! الا فى تلك الليلة حيث كان الحوار على اشده..ايها السادة اعجبت بذلك الرجل الذى اتخذ قرارا لايمكن ان اكون بمستوى جرأته!! ..قال لها فى تلك الليلة الحالمة وانا ساهر اعد الكواكب قال: اسمعى يا امراة انك جميلة وخفيفة الظل ومطيعة وحبك لى بلا حدود..ولكن اهلك هم الذين دفعونى الى الزواج عليك ..لماذا؟ الا تعرفين لماذا؟؟ لان فيك عيب قاتل.. لاتدافعى فى مواجهة اهلك عن حياتنا فتحولت الى نكد..كلما حاولت اسناد رأسى لكى اشكو لك همومى اجد اخبار امك واختك امامى فتنقلب الليلة نكداء..انت طيبه ورائعه وجميلة وتعشقينى حد الموت ..لكنى لم اتمتع بهذا العشق..لماذا؟؟ لاننا كلما تواعدنا على ليلة سمر هادئة ..واعود عند المساء لكى تطحنى لى اللوز والفول السودانى وتضغى طبق الحلويات واتخيل ابتسامتك الجميلة التى ودعتنى بها ظهرا وقلت لى لاتتأخر..الليلة سهرتنا واحلامنا..اعود فى الليل اجدك متجهمة ابحث عن اناملك كى تلعب فى شعرى واحس بالدفء الغامر..اجد انك لست معى بل مع اخبار امك التى وصلتك الان..يا جميلتى لان اهلك تدخلوا نتيجة ضعفك حتى فى متعتنا التى منحنا الله إياها ..تزوجت عليك..امرأة اخرى اقل منك جمالا..لكنها اكثر حنوا ..والاجمل من هذا كله انها مقطوعة من شجرة لااب ولا عم ولاخال ولاام ولاجدة ولاجد ولااخ ولااخت ولاصديقة حانقة تهمس لها فى أذنها من آن لآخرولاولاولاولاولاولاولاولاولاو الخ..ليس لها فى الدنيا سواى..او رفيقات دربها فى دار رعاية الايتام!!!...الان اهلك الذين تذودين عنهم ضدى حقا وباطلا هم السبب فى زواجى من امرأة اخرى..وفعلت هذا خصيصا نكاية فيهم حتى يعيشوا الى الابد تحت وطأة عذاب الضمير..فأذهبى اليهم اذا كنت غير راضية بضرتك الجديدة واقبعى بجانب امك الارملة التى تحسدنا على الجلسات الحالمة طوال حياتها وكذلك اختك المحرومة من الرجال التى تحلم بهم طوال النهار والليل والتى تتمنى لو أنها مكانك وانت ساذجة لاتفهمين ولا تدركين..قتلتك طيبتك وثقتك فى اهلك.. قتلت حياتك امك واختك النحس رسول النكد والجحيم اليك..ولكن لست على شاكلتهن..هذه حريتك اذا اردت وهذا العش لك منى هدية وهذا الشارع مباع منى الى أبد الأبدين..وهذه اسرتك واهلك واقرباء اهلك ومن والاهم ومريديهم ومريدى اختك التى تدعى الفضيلة!!..ومريدى امك الضليعة فى العشق القديم..واذا اردت ان تبقى فأبقى عليك ولك ان تختارى..وسأخرج لانه لم يعد يهمنى ردك أيا كان.. ولا تحنقى على..من اجلى اذا كانت لك بقية من كرامة وفهم فأحنقى على أولئك الذين دفعونى الى الزواج من امرأة اخرى.. ايها السادة العشاق وهو فعلا حديث لايهم الناس..لنعدله ونقول( بعض الناس)!! البعض الآخر سيقرأونه لانهم يعيشون تفاصيله..فياأيها المحاصرون بالقبح مثلما هو جارى الذى ارغمنى هدوء الليل وسكينته..وسهر العشاق ان اسمع قصته....وكل عام وانتم عشاق.. والآن ناموا قليلا اذا استطعتم..لكن المشوارمايزال مستمرا!

ليلة رابعة اخرى

مرة اخرى نزلت الجميلة من عل..قالت احذرنى فأنا متوحشة ويمكن ان اخربش لك وجهك بأظافرى الحادة والمسمومة..توقف عن هذا الذى تكتبه والا فإن وراءك يوم منى لااشد منه الا يوم الجحيم..فأبتعد عنى ..لست معنية بمناكفاتك ومراهقاتك!! ايها الخال من العمل والبال..اياك ان تلعب فى نارى..اياك ان تكتوى بلهيبى..اياك ان تدبج القصائد عنى..فسأعرفها حتى وان تموهت بجلد خفاش اخرج رأسك من قلب مليون رأس واقطعه..لاتقل عنى جميلة..لاتقل عنى مدلله..اخرجنى من رأسك الاصلع وبقية شعيراتك البيضاء اللماعة مثل ميش الكوافير!!لن تشغل تفكيرى ولن تأخذ من وقتى حتى هنيهات..كان غيرك من الرجال فعلوا وفشلوا..كان غيرك كثيرون توهموا وانتهوا..كان غيرك...الخ..وانا لااسمع حرفا مما قالته ولكنى دونته فى ذاكرتى فكل كلامها مقدس وتاريخى عندى ولايوازيه اى كلام يقال او يكتب!!..انتفضت الجميلة كأن ثعبان يطاردها..كأن فزاعة تزعج منامها الوردى الجميل..ثم قالت كلمات اخرى لااذكرها الآن!! ومن عادتى ان اخرج ما فى القلوب مما لايسمح بقوله عندما تكون النفوس هادئه..لابد ان استفز الآخر حتى يقول ما بداخله..هى سيامية من حقها ان تقول ما تقول وان تمرح كما تشاء..من حقها ان تكره الناس..كما من حق الناس ان يعشقوا دلالها!!..هى بإختصار فاكهة محرمة فى علو وسمو لم يمر على تاريخ أو أرض..اسطورة كل الازمنة..تحيط فروتها الناعمة بقلعة محكمة الاغلاق بطريقتها الفريدة والمتفردة..هى تتصور فى مكنونها ان اضطهادها لى يدمينى..اقول لكم سر لن اكرره..انا اتبرم من امرأة تجاملنى على حساب اعصابها ومعنقداتها..هكذا انا ماسوشى!! بطريقتى احب المرأة التى تغضب منى..لانها عندئذ تشعرنى بأننى ما زلت حيا ..اما تلك التى تستسلم لنزقى وتعتبرنى قدرا لامفر منه..اكرهها وامقتها لانها تشعرنى بأنى قد انتهيت وان النساء لم يعدن يفكرن مجرد التفكير بأنى ذئب ينبغى الحرص منه..اعشق المرأة التى تتبرم منى وتعتبرنى ذئب ومتطفل وتشكو منى..هذا وسام تعلقه على صدرى لو تدرى..نعم..احب ان تتوجس منى المرأة ..ان تعتبرنى وباء..ان تتجنبنى..ولا احب المرأة التى تحمل لى عطفا..حتى زوجتى..ذات مرة ايها الاصدقاء تغزلت فى زوجتى وعددت مناقبى واشادت بحنانى..غضبت منها وزجرتها..استغربت وقالت لى : هذا جزاء سنمار..انما اشيد بك لصنائعك التى تغرقنى لحنانك الدافق وكرمك..قلت لها: لااحب من يحفظ لى الصنيع من النساء حتى ولو كانت زوجتى..اذا كنت تحبينى ناكفينى واحقدى على لانى لاافعل الاشياء الجميلة او المواقف النبيلة من اجل ان اتلقى شكر..وكأنى افعل هذا عن قصدية مرتبه لكى اتلقى الثناء ..لااحب هذا..ومنذ ذلك اليوم..اصبحت تعاملنى الند للند واحببت هذا منها..واحببته اكثر عندما تناكفنى بعد ساعة واحدة من شراء فستان جديد لها!! ..علمتها الا تشكرنى..تنسى الموقف العاطفى الذى اشعر انه واجبى وتناكفنى مباشرة حتى لااشعر بالقهر!!..وانى قد اشتريت مواقفها بهذا الفستان الهزيل..حدث لى هذا مع امرأة اخرى ليست تلك الجميلة التى اعنى..تلك المرأة اعتبرتنى غريب الاطوار..مجنون..ولم يهمنى هذا..وقصة تلك المرأة انها استعانت بى لمرة واحدة لإرسال مجموعة من البحوث العلمية لها الى مركز بحوث فى طرابلس..وارسلته لها، ليس مجاملة منى لجمالها فالامور مفصولة عندى..لكنها اغضبتنى عندما اصبحت تتوددلى وهى جميلة لكنى اعرف ان توددها من خارج قلبها وقد تورطت فى صنيع بسيط فعلته لها..ضايقتها عمدا عدة مرات..ولكنها كانت تقابلنى بإبتسامات صافيه..جننت ..ذات مرة قلت لها اعرف انى اضايقك فلماذا لاتحتجى؟؟ استغربت سؤالى لكنها انكرت انها تتضايق منى..عندئذ فما رأيت بدا من استفزازها حتى تنسى صنيعى وتخرجه من رأسها..استفزيتها ..وقفت..انتفضت..قالت : نعم انى متضايقة منك..لكن يحاصرنى موقفك النبيل ..لقد ارسلت لى البحث العلمى فى نفس اليوم المطلوب لدى الدكتور المشرف فى الجامعة..لذلك اى رد سلبى منى عليك يعتبر جحودا..قلت لها انسى ذلك الموقف اخرجيه من حياتك فلست من النوع الذى يسجل المواقف و يتبجح بما يفعله ، انه سر فى صدرى احفظه مثل اسرار كثيرة عن جميلات انحزت اليهن ليس بسبب جمالهن ولكنهن متميزات..وانا لدى شعور بانى لابد ان ادعم اى صوت ثقافى واشعر انه من واجبى ذلك ولااريد من احد ان يسجله لى..قالت لى : انت اكبر مجنون..لو طلبت منى اى شىء( وكررت اى شىء) مقابل ما قدمته لى لما تأخرت وانت تعرف نظافتى وطهرى..قلت لها : امسحى من ذاكرتك كل هذا ..وصرحى بمواقفك دون اى عقد..وصرحت .. ومنذ ذلك اليوم انزاحت ريبتها ولايمر يوم دون ان تأتى لزيارتى ولانطمئن الا اذا جلست فى مكتبى وذاكرت فى رسالتها..آمنت وأقتنعت بأنى ذئب وديع.. وفرحت.. ولاافعل هذا من اجل الجمال.. اروى لكم قصة اخرى..ذات مرة جاءتنى امرأة جميلة ومطلقة تدعى انها تكتب نصوصا.. تغنجت فى مكتبى..تلوت.. وكان عطرها قاتلا!! يثير حتى اؤلئك العجائز الذين ينتظرون الموت امام باب ملجأ العجزة كل مطلع شمس..قرأت على نصوصها..كانت حد الرداءة..ماذا تريد؟؟ تريد ان اسجل لها نصوصها بصوتها..قلت لها: من اجل جمالك فقط انا والعاملين والذين فى استوديو التسجيل خدم لك يا سيدتى..نسجل لك هذا الذى تحملينه..فقالت بدلال ذكى: لقد قلت لى انت والعاملين خدم لى ولم تذكر الذين يكتبون..عندئذ شعرت بالاستفزاز وغضبت وقلت لها : الذين يكتبون هنا هم افضل منى ومن الخدم ومن نصوصك فلا تتجاوزى..غضبت الجميلة التى يلعلع اسمها رنانا ..وخرجت ونصوصها معها..هنا بعت الجمال اذا كان على حساب جمال الكلمة وبهاءها... كذلك تعلمت زوجتى وتعلم الاصدقاء الذين يعرفونى الاتكون مواقفى ثمنا لارائهم ووجهات نظرهم فى .... اعود الى الاسطورة التى اثارت هذه الشجون : كررت تلك الاسطورة ..لاتقل عنى انى جميلة لاتكرر ذلك امام احد..قلت لها لاتغضبى انت اقبح من عرفت!! لكنك شئت ام ابيت اجمل امرأة فى العالم............ناموا الآن ايها العشاق..احلام وردية..لكن المشوار ما يزال مستمرا........... دمتم فى قمة الروعة واقرأونى فهذه تجارب حية لكنها تمتزج بالخيال الذى لايسىء الى صدق الاحداث...

ليلة خامسة اخرى

اليوم ايها العشاق الذين لايزور النوم اجفانهم ولايصا دقهم النعاس..اليوم ربما ابدأ من قعر الرواية..أو آخر الحدوته..لكنها ليست أخر الموضوع.. الجميلة هذا الصباح وصلنى منها مسج!! لاتظنوا انه عبر الجوال..بل مسج عبر من تظنهم محل ثقة!!الجميلة لاتريد الا تهما وقضايا جاهزة للاحالة الى المنصة!! تهم ملفقة تلصقها بالعشاق كى تقلل من شأنهم فى نظر من هم أقل شأنا!!!..قلت لناقل المسج او ناقلته ( لافرق) : وهل انت غاضب أو غاضبة لى او بالاحرى نيابة عن شخصى؟؟لماذا يكلف الناس انفسهم عناء ايصال الرسائل السيئة ولماذا يرضون بدور غراب البين او طائر السوء؟؟ لماذا لايبحثون عن مهن اخرى على قدرهم؟؟!! قلت للموصلين ايضا: اذا كنتم حريصين على فأنا أشكركم ارجوكم ارحمونى من هذا الحرص..هي امرأة جميلة..اعترفت انا أو انكرت.. غضبت هي أو رضت..لكنى ايها المرابون الصيارفة فى مشاعر البشر..لست غاضبا منها فلماذا تغضبون نيابة عنى؟؟ لاتجعلونى اصدق ان هذا الزمن الردىء قد تغير بين عشية وضحاها فيصبح غربان السوء فجأة مكتظين بمثالية الحرص على الطيبين الدراويش امثالى!!..لااصدق انكم تجشمتم هذا الانفعال والنقل والشرح الممل لوجه الله والوطن والحب والناس والحرية والمثالية ثم لوجهىأنا!!هناك شىء ما يدفعكم الى قول هذا.. استعطفونى او استعطفنى او استعطفتننى الا افشى بالسر للاسطورة الساحرة ذات الابتسامة النادرة..قلت لهم او لها او له : اطمأنوا بالا فما جعل الامراض تتزاحم على جسدى الا لانى احمل اسرار ينوء بحملها الجبال..انتهت رسالتهم..خرجوا او خرج او خرجت مصعوقين من هذا المجنون الذى يتلذ ذ بشتائم الجميلة..الاسطورة ..النادرة..النمرة المهلكة..الجبارة العنيدة ذات الاحكام المطلقة..لاانكر انى احبها..لكن بطريقتى و بعيدا عن فهمها...مشكلة الناس فى هذا الزمن انهم عندما يتجبر عليهم الفهم يطلقون الاحكام والتحليلات المضحكة!!! ثم رأيت الجميلة الاسطورة..لم اقل لها شيئا غير التحية..لكنى اعترف امامكم ايها العشاق الذين لاتنامون ابدا..اعترف بأن رسائل الشؤم رأيتها وانا انظر الى ما بين عينيها الجميلتين..وكل ما فيها جميل..هذه النمرة لاتصدق انى احبها لوجه الله..لم تتعود الا على عشاق يدبجون القصائد من اجل جمالها..هي تفهم فى التاريخ والحضارة وعلم النفس وثقافات الشعوب ..لكنها لاتريد فى غمرة وعيها المتقدم ان تنسى انها امرأة..لاتصدق انه ما يزال هناك عشاق فى منتهى التصوف لايبحثون عن مآرب وليست لهم اغراض..انتهى لديها عصر القديسين الحقيقيين..ليتها تعلم( وهى تعلم) ان لكل قاعدة شواذ..ليتها تعرف قصتى القديمة معها والتى تحولت الى ذكرى ليس الا..ليتكم تقرأون حكاية( لؤلؤة كل الازمنة) فى قصة التعب..قصتها تؤلم وتثير مواطن الغبطة فى النفس..كانت ..اقول كانت..ولم تعد.. وتلك القصة ليس فيها من الخيال ذرة واحدة وان بدت للقارىء على هذا النحو..لكنى احمل لها( وليتها تصدق) كل الود والتمنيات بسعادة لاحد لها..هنا ينتهى ايها العشاق قعر الرواية..لكن الموضوع لم ينتهى..اردت فقط ان اخرجكم من اسار الافلام العربية التى تحبس الانفاس وتدمى القلوب قبل ان تصل الى مسك ختامها..انا لم اصل بعد الى المسك هذا لكنى اردت ان اقتلع لكم هذا المسك واطرحه حتى تقرأونى بدون إثارة..واياكم ان تناموا..ففى الجعبة الكثير.. وكل يوم وانتم عشاق؟؟...

ليلة سادسة اخرى

اللبارحة لم تكن ليلة تختلف..السماء صافية والهدوء يعم حى ابوعطنى فى بنغازى المحروسة كما كان يسميها ابى رحمه الله..لكن الفكرة هنا ربما تختلف..وربما سأكره هذه الجميلة لانها بدأت بالتودد وهذا يلغى كبريائى ويعنى انها قد اكتشفت انى ذئب بائس لاخوف منه ولاعليه..هذه مصيبة المصائب اذا هذا هو تفكيرها..اليوم ولأول مرة تحدثنى بدون طلاسم أو الغاز..اليوم لم تنزل من عل فحسب..بل ايضا غاصت فى الارض..هذه مصيبة المصائب..ألم أقل لكم انه لاتفزعنى وتشعرنى بأنى لم اعد على قيد الحياة الا امرأة تحرق اوراقى وتكتشف انى لااستحق حتى مجرد ان تشك فى نواياى!!ألم اقل ان الفكرة فى التفكر والسهر اللبارحة تختلف..اجلستنى الجميلة قبالتها وقالت بكل هدوء الواثقة المتجبرة العنيدة التى بدأت تكشف اوراقى لتحرقها ورقة بعد ورقة..لقد فكرت ايضا ان اعلمكم ايها العشاق بأن ليالى السهد قد انتهت وان علينا ان ننام مثل حصان الحكومة!! فماذا قالت الاسطورة لافظ فاها : - حسنا ادركت الآن انك عاشق تتلاعب وتلف وتذوب مثلما يذوب الثعلب العجوز الذى يستحق الرثاء ويدعو الى الضحك..حسنا..انت تعشقنى..فأعشق كما يحلو لك..أنا اريد أن ادخل التاريخ وازيل الرداءة التى تلف بنا عندما انصاع لعشقك واترك لك العنان كى يبتهج القلم فيك ويقول ربما ما لاينبغى ان يقال ..وتظن انى ساذجة لاانظر الى اكثر من انفى مثل رأسك الغبى ..اعشق كما يحلو لك ..وانسج حكاياتك البوليسية من مخيلتك وماسوشيتك..الم تكتب فى ان امرأة تتعالى عليك تشعرك بأنك رقم مهم..حسنا انا هنا لن اتعالى عليك وسأطلق على مسامعك كل التحيات كلما رأيتك فى الصباح والمساء والليل والظهر والضحى والفجر اينما رأيتك وكيفما رأيتك سأحييك ..وأمنحك ابتساماتى بالمجان حتى تحترق ايها الذئب المتهالك الا تعرف انى نمرة استكنى ما تفكر فيه الان وما ستفكر غدا ..وستكتب انك انتهيت!! بالفعل انهتـنى الجميلة فكانت ليلتى صامته غير مثيرة..لم اسمع دبيب النمل ولم اسمع حوار الجار مع زوجته فى سكون الليل..ولم اراقب حال جارنا السكير..ولم اتلصص على الارملة الجميلة الطروب ، صديقة زوجتى الروح بالروح!!! لم اعرف شيئا..لم اسمع لم اناجى النجوم..اللعينة احرقت اوراقى وقضت على ما تبقى من غرورى وسذاجتى وادعاءى الفطنة والذكاء..جعلت منى هذه الاسطورة مثل ذلك الذى يحمل اسفارا...ومع ذلك..اقول لكم نكاية فى الاسطورة تلك... لاتناموا..اياكم ايها العشاق ان تفعلوا مازال فى الجعبة ما يسرد عليكم..ولن استسلم سأدفع هذه النمرة الى الحقد على من جديد لكى انتشى واشعر انى ما زلت على قيد الحياة...لاتناموا نكاية فى تلك الجميلة التى تسعى الى ايقاظى من احلامى وماسوشيتى التى لااستطيع العيش بدونها...انتظروا اياكم ان تخدعكم الجميلات..فربما يكون السرد القادم ابهى واجمل..لكم الحب والتحية وكل دقيقة وانتم عشاق..

ليلة سابعة اخرى

اليوم الحكاية تختلف..نعم تختلف..اليوم جاءتنى النمرة الى عقر دارى..قطة متوحشة..رفعت اصابعها فى وجهى..اصبع بعد الاخر..كل اصبع اذا ما رفعته خرج منه ظفر مثل مخالب النمرة..كاد ان يتخدش وجهى بالجروح..جاءتنى اليوم ترتدى لباس الجستابو..ماكنت اظن ان الجميلات يحملن مثل هذه الاسلحة!..فوجئت..وانعقد لسانى وهى تدلق على مسامعى هذا السيل من الوعيد والتهديد..وذكرت فى وعيدها (لافظ فاها) ولاحرمنى الله من غضبها واحمرار عيناها..اظافرها النمرية التى جعلتنى ارتعش رعبا وانا العن اليوم الذى حاولت فيه ادخال يدى فى عش الدبابير..قالت الاسطورة بالنص: - لوكنت املك القرار لحرمتك من ان تحمل هذا القلم..ولجعلتك تعيش هائما باحثا عن جدار ..مجرد جدار( انتبهوا للتجبر)!! مجرد جدار تكتب عليه..لو ملكت القرار لمحوت اسمك من الصحافة والمواقع..ومنعتك من التداول حتى فى المريخ ايها البائس المتدلى من اواخر سحيقة فى الزمن...قالت..ولو ملكت القرار لارسلت الى القصة العربية وفضاءات ولحذرتهم منك ولقلت لجبير المليحان ومسعد الحارثى وسمير الفيل وايمن الجندى وعبدالوهاب احمد واحمد العيلة ( ذكرتهم بالاسم دون لعثمة) ثم اضافت: ولراسلت ناهدة دوغان ووفاء الحمرى وابتسام تريسى وحياة قائد وسمر الاشقر وفاتن ( ياإلهى هذه البوليسية تحفظ هذه الاسماء) ولحذرتهن من هذا الذئب الذى يذوب كما يذوب الثعلب على باب البستان ولطالبتهن بمقاطعتك حتى تكون وحيدا منبوذا ضيفا ثقيلا متطفلا تكره نفسك وحياتك... وها أنا اؤدى الامانه..لااستطيع ان ارفض طلب الاسطورة اذا كانت عاجزة عن ايصال رسالتها المسمومة فها انا قد فعلت ..وكم انا بائس..ولكنى سعيد لان الجميلة الاسطورة بدأت تنفذ حقدها فى وريدى لتشعرنى بأنى على قيد الحياة ..وما دامت تحفظ كل هذه الاسماء لابد انها قرأت بؤسى وانا ارجو من كل جميلة ان تتعالى على بغرورها حتى ترضى غرورى..ايهاالعشاق..مايزال فى الجعبة مايقال..فلا تناموا..النوم عدو العشاق..

ليلة ثامنة اخرى

تبعثر المساء ، حفنة من نجوم..من يسدل الستار؟ من يشعل القنديل؟ أو يسلم الجفون للرقاد؟وجهك الضياء ..بحر ،وفى الليالي يختزل الزمان نفسه فى اغنية..اغنية ندية مثل الفرح..ناطقة بالشوق ، رقيق يؤرقه حتى النسيم..متوجس من الا متوجسُ !! يسرح فى الشرود ، ثم يعود من اسفاره الطويلة ..الطويلة..الطويلة..شاحبا..شامخا.. و .. نبيلا .. فحميا!! من شدة الحرق..من شدة الظن..من شدة الريبة.. مجذوب الى عالم يعشقه..ولايريد ان يدنو منه!! لكنه فى النهاية عصفور ادرك خيوط الضوء الصباحية..يعود بهيا من جديد..متألقا من جديد..للحياة من جديد..فى وثبة واحدة يتفاعل جناحه ويطير!! يشقشق للصبح..يداعب أوتاره..ثم يزعجه وهج الشمس من جديد.. يحترق الجناح مرة اخرى فى انتظار صبح ندى يشرق على بهاءه..صنو الشمس الوحيد فى هذا الكون !! اذا شقشق من جديد..يتحول الى بيت من قصيد ..يردده حتى الصغار..تزقزق النغمات من جديد..تتحرك انامل ودودة ، تلامس الوتر وتصبح سحابة وليدة...تصير غيمة دموعها المطر!! تبث شوقها للطين ..تحمل البشارة..كل ما يقوله بشارة.. تشتاق لنور الشمس..لتنبت الاوراق ..هكذا هو..يريد ولايريد..يرغب ولايرغب..يحب ويكره..يـقدح ويطرى..حالة من الفوضى!! انما كلما جاء هذا العصفور ليكتب..يطرد البلل..تهتز الاوراق..ترتعش لمقدم النهار..لكن الصباح يصر على العناق..يصر على الهمس كما يهمس النسيم لجناحه..يصفق جناحه رغما عنه ..يغمز بعين واحدة يتحداه ويعلن الموافقة !!يريد ان يلامس الثريا بينما العصفور يكابد..يعاند جناحه..والجناح يريد اسمه العذب على كل لسان..يريده..مدللا ..سعيدا..يمتد فى الفضاء ..مثلما العناق ورخات المطر وينثر العبير والرحيق المسكى النادر الوحيد فى الكون..مثلما النحلة فى العنبر..هو..عصفور..خيوط من خزف منحتـنى.نجمة فى عليائها..تتلألأ بالضوء..وتفضح القلب المولع بالليل..تهدم جدران العش..تنصت الى النبض..تتلصص لكى تعلن حضورها اثناء ميلاد الضوء المتوهج من خلف الكلمة ..تصير قمر..ينتظر ذوب الشوق..تصير ندى يتعلق بالارواق يتنفش من عبيق البرعم.. يحملها الى الشمس ثم يذوب.. تهمس النسائم فى أذن الليل وشوشة ما: - من يطرق الباب؟؟ ينهمر الضوء بخيوطه يتحدى توجسات العصفور وينسج ميلادا!! يصير بحارا من كلمات تتصاعد نحو عين الشمس والعصفور يزقزق..يخربش..يتوجس..لكن شقشقاته تصل الى آفاق الدنيا..تغمض الازهار اكمامها!!تندهش من هذا السر المتوهج..تصرخ امام عيون المتأملين بالدهشة : لماذا تخفى عنا وعن الارض هذا البهاء وهو...لنا؟؟ عصفور طليق..يفسد عليائه..ينسج شقشقاته بقفص وهمى..

ليلة تاسعة اخرى

• كن عاشقا بهيا.. تلقى الصد وآنت تبتسم كمن يتلقى ضربة إذا لم تفنيه،تقويه من عدو..فالمعشوق مثل العدو..إما ان تنتصر وتنتشى وإما ان تهزم فتموت!!وكلاهما فى سبيل العشق..امام العدو انت تعشق التراب..وامام الحبيب انت تعشق امرأة بهية..ذات مرة جاءتنى تلك النمرة المرعبة..كانت فى ذلك اليوم تقطرحقدا.. تمنيت لو انى تلقفت بيدى بعضا من قطرات حقدها وشربته فالموت من حقد الاحباب حياة اخرى!! حياة لايفهمها الا من فهم لغة النجوم والنيازك وسهر معها..وقضى الليل يحدق فى زرقة السماء وشعاع البدر..لايفهم مذاق حقد العشاق الا من امتص رحيق هذا الحقد..له مذاق اسطورى لايقاوم..فأقول زيدينى حقدا ولا تـزيدينى حبا!!..جاءت الجميلة بحقدها..فجثوت لحضورها..قلت لها اغفرى لى سذاجتى وسوء نظرتى وغبائى..امتصيت رحيق حقدها..قلت لها نوما هانئا إذهبى فلك كل الدنيا !! أنا ماأنا فلا نامت اعين السذج !!!!..اخطأت وسامحينى..هدأ حقدها..كانت فى صباح اليوم التالى مبتهجة..جلسنا على حافة الوادى..نناجى شجر الاحلام..اعطتنى المفاتيح ومضت بنفس بهجتها..لكن الود لايدوم..الود ساعة والحقد من جديد ينمى كما النبت الشيطانى كما المريد كما العليق كما شخصية فى خيال علمى تسقط..ثم تنهض من جديد كما التنين ..اعيد الكرة وابحث عن الرحيق كى امتصه واذهب فى غيبوبتى المعتادة..فقد اعتادت هي على الحقد واعتدت انا على الوله والامتصاص.. فتظن بذلك انها قتلتنى..وهى لاتدرى انها تحيينى... ولاتناموا ايها العشاق..فمازال فى الجعبة ما ينبغى وما لاينبغى أن يقال .. او كما تقول غادة السمان • ( ما لاينبغى ان يقال ..لامفر من أن يقال)

ليلة عاشرة اخرى

ايها العشاق..لاتناموا..اياكم ان تفعلوا..النوم سلطان ..ولاسلطان على العاشقين الا العشق..ولكن اذا لمحتم احباءكم فاقفلوا العيون..ليس للنوم..ولكن حتى لاتروا بعدهم احدا..واذا اشنفتم اسماعكم باصوات الاحبه..فاقفلوا اذانكم ..حتى لاتسمعوا بعدهم احدا..هذه هى قمة العشق ..لاسلطان الا العشق..هذه قمة التجلى..فالعشق جنون دائم..وفرح سرمدى..وحياة لاتتكرر... حياة اجدى بالتاريخ ان يدونها..ويقرأها كل من لايلبى قلبه نداء العشق..العشق احلى جنون فى التاريخ...احلى حالة طهر ..لكنه طهر الهوس!! الطهر الذى لايدانيه طهر فى الدنيا..وقيل فى التاريخ ان احد العشاق العرب قد جن بمحبوبته التى تزوجت غيره..قاشفق عليه والديه واخذاه الى مكه كى يدعو ربه ان ينزع حب تلك الفتاة من قلبه..وعنما امسك بستار الكعبة المشرفة..وطُلب منه ان يدعو ربه كى يشفى من اسقامه..قال: اللهم زد حبها فى قلبى عمقا..لماذا يفعل ذلك؟؟لانه خشى ان يُشفى فيتخلص من جنونه..وهو يعلم انه لايستطيع ان يتنفس الهواء بدون هذا الجنون...بالله ايها العشاق لاتناموا..فالنوم سلطان جائر يمنعكم من التفكير واذا تعطل التفكير غابت صورة الحبيب عن مخيلاتكم..فلا تغيبوها..لكن العشق الطاهر هو الاجمل..اذا راينا فى المحبوب غيرذلك فقد افسدنا البراءه واقتحمنا استار الصناعه..فلا تفعلوا ايها العشاق الطاهرون الناصعون..اسوأ ما فى الامر ان نتصور المحبوب فى غير صورة الطُهر..فهو الجمال فى عمقه وتفاصيله..ومازلت احب تلك القطة النادرة.. منذ خمسة عشر عاما وانا الاحقها..ارتكب الصمت فى حضرتها وهى لاتعلم..اعد انفاسها واتابعها من مكان الى آخر وهى لاتعلم..كانت من اجمل الايام وابهاها تلك الايام...من لى بفهم هذه الحالة المتجلية المتفردة..المتوحدة؟؟ لاتناموا ايها السادة العشاق..باركوا الاشياء فى طريقكم وانتم تعشقون..بدون عشق..لن تقرأوا هذه الحياة حرفا ..حرفا..لن تتوهجوا..ستعيشون مثلكم مثل اى كائن يعيش ليأكل ويشرب ويتنفس برئتيه..لكنه لايدرك كينونته ومبرر وجوده فوق فضاء الارض..لاتناموا...النوم سلطان..وينبغى الا يكون لكم سلطان غير العشق..لاتناموا فالحكاية لم تُختتم بعد..السنا نبارك الاشياء بالعشق؟؟؟؟...

الأحد، 27 يوليو 2008

وقتـــــــــًـا لنــــــــــــــــــــــــــا...تهاني دربي

يقول لها لا وقت لنا تغادره مسرعة ولا تغادرها تكتكة الساعة ... في رأسها ...التي مع نبضات قلبها العالية ... تحول كيانها إلى سيمفونية صاخبة ..لا تعرف كيف قادت سيارتها إلى بيتها...المهم إنها وصلت بسلام ..هذا ما قالته في سرها... ..لم تكن حياتها سهلة... ومع ذلك لم تعرف أيامها حدثا مربكا في مشاعرها بهذا العنف...تحاول لملمة أسمال ما أنفرط منها أمامه....فهي دائما تتجاهل من يخاطب الأنثى فيها ..قافزة ببراعة كانت تجيدها لضفة أخرى مغايرة ...دون أن تؤذي مشاعر من يحاول مخاطبة بواطنها ..دون أن تفقد حكمتها... ما الذى حدث لها هذه المرة ...كيف تناغمت مع همساته الناعمة ..قبل أن ينضج فيها ؟؟؟هل بدأت تنزلق باتجاه الهاوية؟؟؟؟؟أم أنه كان عذبا بما يكفي لخلخلتها؟؟ بعيدا عنها .ولكن كانت تستطيع فراستها أن تراه....بهيا .. ووده آسر.. حنانه حقيقي يلامس دون استئذان..تباريح مغامراته النسائية يتداولها الجميع.....لم تكن ضيقة الأفق كان براحها يستوعب كل أشكال الضعف الإنساني أمام اى قيمة جمالية...كانت تتفهم ولكن لم تكن تتخيل أنها ستكون حكاية من ضمن خضمها...هي التي كان سورها العالي عصيا ...ما الذى أستشعره منها حتى أقترب ...وأخترقها..وحرق المراحل بهذه السهولة.. ودنى من حديقتها؟؟هل للود تجليات لم تكن تعرفها ؟؟أم للنزق صلوات شقية؟؟؟ أيهما كان حاضرا هذا الصباح...؟ أسئلة كثيرة تحرث عقلها هذا الذى دائما يترصدها ...بودها أن تستريح من طغيانه علي مواجيدها ..هذا الذي يسرق دائما بهجتها باليسير اليسير من شقاوتها ...لم تكن ابدا عابثة ولم تعرف إهداء الورود الرخيصة التي تموت في ذات المساء المتاخم لأوان قطافها ...حاولت ان تهرب من هذا الذى يتعقب خلدها..محاولة أن تمرر فعلتها ...لا ... الكلمة الأخيرة هذه لم تعجبها ...ما حدث لا يعدو أن يكون أكثر من أشارات مغواية..فلماذا هذا الشقي يعنفها؟؟ عبارته ...لا وقت لنا ...طنينها لم يزل في أذنها أمام البحر ...مع نسائمه ...تسترخي ..وتمارس طقوسها المعتادة ...عندما ينهكها تعملق هذا القاسي فيها ولا يترك أمورها تسير في درب أعنتها ..تلوذ به..وأستمد منه ما يبدد تشوشها..وتقرر ..ان تدخل الحلبة مع ما يضطرم في داخلها ..بإرادة من يعتقد أنه الأقوى أرادت أن تحسم المعركة...تعلم أن الأمور لا تسير عنده بهذا التعقيد المجنح ...هو يخطف ما يعتقده متع ليهرب .....هذا ما أقترحه عليه الظرف..محاط بكم غزير منهن...وذائقته تتخير...الكثرة أفسدت الجودة ..وكرست عادة ...لذا جميعهن متشابهات ...حتى وان كن مختلفات بالحد الأدنى ...عنده لا يعني حضورهن إلا عبوراً...داخله لا يتسع..ربما خوفا.. ربما حنكة ..ربما ..ربما تدرك جيدا أنها لن تصل لشغاف قلبه حتى تستحوذ على أسره ولا تريد ذلك..رغم انها تتمتع عنده بقيمة فخمة..كما همس لها..يحسها ويستشعرها ذات القيمة التي تجلل حضوره في أعماقها.حتى وان كانا يخطوان نحو بعضهما أول الخطى ـ لا تريد الخوض فما جذبه لها ـ فهي خائفة ..ان يطيح ذلك بخصوصيتها التي كانت تفخر بها وتعززها ...لا تريد أن تري نفسها مجرد فريسة...وهو صيادها ..تطرد هذا الهاجس ركلا من عقلها كلما دب فيه...فلا هي بتلك الأنثى الجميلة الطاغية ...ولا هو بتلك القسوة ... ...هدوء البحر أمامها...يصفي ذهنها ...تري الآن أوضح ..كل الحكاية ...إعجاب انزلقت تعابير تجلياته لمنطقة مبهمة ...حالة لم تعرفها من قبل لذا أربكتها...عندما تقترح البواطن ما هو شعاع مغاير ...نستجيب ...ولا نع إلا مع الوقت ...صيغه ..التي لو طال دمسها في خوافقنا ..ستسير بنا إلي حتفنا ...حتى يظل ما يشع ..باعثا على المتعة...نحتفي به ...ونجالسه ...ونفهمه..حتى يتجلى لنا أمره ...قالت أعماقها ..جميلا أن تفاجئك نفسك بما لا عهد لك به ...والأجمل أن ينير لك دروبا في سبرك كنت تجهلها أرادت ان تتصل به ..وتقول له ......مشاعر العبور تنتهي بذات سرعة نموها......الوقت لا يمنحها وقتا ..هي خلب....لا تخف الوقت لنا...لأننا سنعرف كيف نرضخه ..لإرادة سريرتنا ...لحقيقة هذا الود الثمين بيننا ...نحن جديرين بمتعة ..براءة اختراع يسجلها الوقت لنا.

الخميس، 24 أبريل 2008

قمبـــــــــــارى

قمبـــــــــــارى حكاية هو بحار قديم من بنغازى..قضى مراحل حياته الاولى متنقلا بين السفن التجارية التى تجوب بحار العالم ومحيطاته..كان يسكن قريبا منا.. هادىء المظهر والملامح..يكاد صوته يهمس همسا اقرب الى الدبيب وقد لاتعرف ماذا يقول!! فتهز الناس رؤوسهم له علامة الفهم خوفا من الاحراج..رجل يمتلىء بالغموض والاسئلة..لاتعرف... من اين اتى..لكنه دافىء وودود..تشعر من خلال نظراته بالحنو والقلب الطيب. اسئلة الناس كانت تدور حول : من اين اتى محمد غيث او قمبارى ولقب بهذا اللقب لانه كان يسمى الناس كلها باسم قمبارى لم ينادى فى حياته اى من معارفه باسمه..كل الناس لديه هم قمبارى..لايعرف لاهو ولاالناس بقية اسمه واسرته وامه واخوته..لكنه يترك انطباعا جميلا لدى كل من يعرفه..وانا عندما عرفت الدنيا من حولى كان جزءا منها .. من الاجواء والاركان والمكان..ولم تكن تخطر ببالى اى اسئلة تدور فى اذهان الناس..وكان كلما رجع من سفرة بحرية..يدلف بابنا القديم ويمد لزوجة ابى ما احضره لى من حلويات بحر الشمال ولعب الاطفال..ثم يذهب وقد لانراه بعدها لعدة اشهر...قمبارى كان لازوجة ولااطفال ولامؤنس.. ولانعرف الا انه بحار واحيانا يهجر البحر ويعمل سائقا فى احدى السفارات وعادة ماتكون سفارة اسيوية وبالتحديد الصينية..كان يحب الصين واهل الصين..سافر اليهم عدة مرات كما يقول.. وحيدا على الدوام.. ومع ذلك كان سعيدا يملأ الدنيا بهدوءه ونكاته الظريفة التى تنساب همسا من شفتيه!!وعندما بلغت الخامسة عشر كان ياخذنى معه الى الكبترانية(1) يرمى صنارته من على حافة الشاطىء ثم يطلب منى الجلوس : - ليس هناك انسان اكثر صبرا من الصيادين ياقمبارى!! هكذا كان يقول لى دائما..ثم ينتظر فيض البحر..ويتمتم لنفسه بكلمات لااتبينها ..كان حالة خاصة من الغموض الامتناهى..غامض فى حركاته وسكناته وعاداته المتقلبه..ذات مرة وجدته يحلق ذقنه على شاطىء البحر..كانت المرآة الصغيرة فى يد والة الحلاقة فى يد اخرى ويجلس مقرفصا قبالة البحر..ومن لحظة لاخرى كان يسرح بنظره صوب الافق ..ثم يفيق من شروده ويعاود الحلاقة..ذات مرة وهو يحلق ويحدق فى المرآه جاءت عينه فى عينى....كنت وراءه مباشرة اراقبه زمجر بصوته هادىء وساخر: - ضاقت الدنيا بك فتبعتنى الى هنا..لايستطيع قمبارى ان يمارس حريته بعيدا عن الرقباء ابدا؟؟؟هيا قل ما الذى اتى بك يا قمبارى؟؟ - مامعنى كلمة قمبارى؟؟ - كلمة اختصر بها الاسماء علمها لى الطليانى الذى ربانى..لاتعول عليها..لكن انت ما قصتك تاتى من البركة الى هنا دائما..ماذا يفعل طفل مثلك فى هذا المكان الصامت؟؟ - هل تريدنى ان اذهب من هنا؟؟- - وهل احملك انا على راسى يا قمبارى..لاتذهب..فهذا البحر يتسع لامراض الجميع ويخبىء فى اعماقه اسرار كثيرة لو تعلمها لشاب راسك الصغير هذا..كم وصل عمرك الان.. - خمسة عشر!! - خمسة عشر؟؟مثلك الان ينتظر كوب اللبن كى ينام ... ذات يوم جاءنى : - هل تذهب الى الكبترانيه؟؟ كان اهلى قد توجسوا من تردد الرجل على لفارق السن واحضاره هذا الكم من الحلوى لى دون الاطفال الآخرين..لكنه قال لهم : - لاتذهبوا بعيدا احببت هذا الولد لانه يتيم الام..مثلى لكنى اكثر منه يتما لانى لااعرف ابى وامى.. ولانى يتيم اشيب !! قلت له : - نعم اذهب معك يا قمبارى ضحك : - عرفت السر..ايها الطفل اللئيم تذوقت طعم اختصار اسماء الناس كما تذوقته انا..ستعرفه عندما تكبر تكتشف ان الناس الذين حولك هم نسخة واحدة ولذلك لايستحقون اكثر من اسم مشترك ..و..يكون..قمبارى.. كان يومها يقف على حافة الكبترانية جندى بريطانى من معسكر ( الدوقادوستا 2) وكان يتأمل افق البحر فى دهشة تبين واضحة تماما على ملامحه..اغتاظ قمبارى: - هل ترى هذا الاحمر الذى يتمتع بمرأى بحر بنغازى..يملأ عيناه بهذا الجمال الذى لايملك فيه ياردة واحدة..اقول فى نفسى لو انى ارميه فى هذا اليم.. - سيغرق ياقمبارى.. - فليغرق ..كلب وقع على راسه حجر ومات..ولااحد يرانا هنا..الجو هادىء وشاعرى..سيكون عبرة لغيره من الانجليز فلا يتجولوا فى شوارعنا بعد اليوم.. ارعبتنى الفكرة..قمبارى الهادىء ليس هو الان الذى امامى.. رمى صنارته وهو ينظر الى الانجليزى نظرة حانقة..ومن ثم التهى بالبحر والسمك الذى كانت حصيلة صيده منه مجزيه: - اليوم سأرشو زوجة ابيك حتى لاتعاقبك..هه وفجأة ثقلت الصنارة..تحمس قمبارى..رفع الذراع بقوة حتى ابتعد السلك وطال ووقع راس الصنارة على قبعة الانجليزى ثم رجعت الصنارة بالقبعة الى اليم من فوق راس قمبارى الذى ذهل من سرعة ماحدث..صرخ الانجليزى : - ارابيك..ستيوبيت..ستيوبيت - انا ستيوبيت يا دونكى..هيا خذ هذه اللكمة.. وقع البريطانى على الارض ووثب قمبارى فوقه متحمسا وهو يحاول جره الى الماء..ويصرخ فى : - اجمع الحوت فى السلة بسرعة.. جمعت الحوت والصنارة وانا ارتعب من الخوف..وقمبارى مستمرا فى جر الجندى الى البحر..لكن يبدو ان مقاومة الجندى اعجزت قمبارى عن الاستمرار فى ما يريده له من موت محقق..لكمه لكمة قوية واختطف السلة منى والبسها لراس الجندى فتقاطر منها الماء يلحقه الحوت على راس الانجليزى ..ثم رفعنى فوق كتفيه واسرع بى مهرولا وانفاسه تتلاحق.. كانت السيارة تمر فوقف له السائق وركب مسرعا وانا مازلت فوقه..ساله السائق بفضول: - ولدك؟؟. - ....ولد امى!! مادخلك يا قمبارى؟؟ انطلق السائق وهو يحاول فك رموز جواب قمبارى غير الشافى لفضوله..وعند البركة وصلنا الى بر الامان ..انزلنى من فوقه وطلب منى العدو سريعا حتى منزلنا.. رويت لابى ما حدث ..ضحك كثيرا وقال لى : - قمبارى هذا بطل.. ليته قتل الكلب؟؟!! لم افهم معنى ما قاله ابى بالدقه وما يعنيه تماما بتمنيه قتل الجندى... وربما لم اعرف ما يعنيه لسنوات اخرى...وبعد تلك الحادثة لم اعد اجد قمبارى لافى الشارع ولا فى الكبترانيه ومرت سنوات قبل ان اراه مرة اخرى..ذات يوم وجدته فجأة فى احد شوارع بنغازى قال لى: - كبرت يا قمبارى..وصرت شابا؟؟ - اين كنت طوال هذه السنين؟؟ - بعد حادثة الكبترانيه ابتعدت الى البيضاء عملت لدى السفير الصينى ولم اعد الا هذا العام بعد ان طـُرد الانجليز الكلاب..اسكن الان فى توريللى وراء المدرسة..مازلت عازبا تعال واسال عن قمبارى..اى طفل سيدلك على منزلى القديم هناك.. ترددت عليه عدة مرات ولعدة شهور بعد هذا اللقاء وذات يوم لم اجده انبأنى الجيران بانه احس بوعكة مفاجئة ثم اغمى عليه فحملوه الى مستشفى الجمهورية..وعندما ذهبت اليه وجدته ممددا على السرير وقد افاق من غيبوبته وعندما رآنى قال : - سيارتى وضعت تحت شجرة فى حديقة المستشفى اذهب وتفقدها جيدا ..ربما سرقوا منها مصباحا او اى شىء..دولاب..او حتى زجاج..يوجد هنا كم من القمباريين!! وجدت السيارة كما هى فعدت وابلغته لكى يطمئن عليها..واصبحت كل يومين ازوره واتفقد السيارة الى ان جاء يوم لم اجد السيارة فى مكانها ولم يكن قمبارى فى سريره...سألت عنه..قيل انه قد مات بالامس ودفن ظهر اليوم وذهب فى جنازته كل العاملين فى المستشفى..اما السيارة فقد جاء احد الاشخاص وقال انه قريبه فاستلمها وذهب بها.. رحل قمبارى بغموضه واسراره ..وكذلك سر الشخص الذى جاء واخذ سيارته...هل كان احد اقرباءه بالفعل ولم يتذكره الا فى لحظاته الاخيرة؟؟؟ لم ابحث عن اجوبه فى حياة رجل عاش غامضا وبدون اسرة..فمن عساه ان يجيبنى وهو راقد رقدته الاخيرة..ــــــــــــــــــــــــــ هوامش: 1-الكبترانيه : بروز اسمنتى صغير على شاطىء بنغازى بالقرب من الميناء 2-الدوقادوستا: معسكر الجيش البريطانى فى البركة ببنغازى ابان وجود القواعد الانجليزية فى ليبيا..

الأربعاء، 16 أبريل 2008

ليلة حزن فى قصر الوالى

ليلة حزن فى قصر الوالى حكاية قديمة محمد السنوسى الغزالى حضرة الوالى وضع الرجل اليمنى على الرجل اليسرى..( فاعلموا !) و( انتبهوا!)..وكانت الحاشية ..من وزراء وتنابلة واماء وعبيد وماسحى الجوخ والسبابيط ..قد احاطت بسريره المُزركش من كل جانب...اتكأ والتفت ذات اليمين ثم ذات الشمال..ثم غير وضع رجليه ( فلا تنتبهوا ولاتعلموا!) ، وكان الهواء يتنفس تمايل اشجار القصر..فالوالى كان ممتعضا ، شحوبا ، اصفر السحنة ، متقلق ، كمن تكالبت عليه نوائب الدهر ... الوزير تنحنح فى حضرته وهو واقف عليه مثل كل واقف!! واراد ان يجرب عقيرته !! مُحاولا الايغلال فى مداخلة لايعرف من اين يبدأ فيها !! ولكنها مداخلة فيما يبدو انها للتخفيف من وطأة الحزن على حضرة الوالى ، فتكسر حِدة الصمت ، وتدخل البهجة الى قلب ولى نعمته ..قال: - لاترعوى مولاى الوالى..لاتبتئس ولاتفكر..فداك كل العبيد والإماء!!إنه عبارة عن عبد زنيم ، ثمل ، ترنح فى ارجاء القصر من فيض حبورك(!) واعتلى السكر راسه الغبى الفارغ ..فرأى الفأر حِصانا ً ، واراد ان يمتطيه !! فما الذى يضيرك؟؟ عبد ومات .. نقص من عبيدك كلبا واحدا!! تصور يا مولاى ظن العبد الآبق ان الفأر حِصانا !! · ثم اردف الوزير مداخلته بضحكة مكتومة مِعبرا بذلك عن اجواء ختام النكتة السخيفة !! - سخيفة ( قال الوالى ) ، الغبى كيف تصور ان الفأر من الممكن ان يكون حصانا؟؟ واذا كان كذلك..فكيف تصور العبد ان يجد حِصانا فى جناح الجوارى؟؟ حيث وجدتمزه ميتا !!. · جرب الوزير حنجرته مرة اخرى... ثم قال: - لقد مات .زمات يا مولاى على اية حلال..ليس من حل الا الصبر؟!! عوضك الله يا سيدى الوالى عنه مالا وفيرا ..وسيرجع الله الى كيسك بفعل صبرك على خسارته اضعافا واضعاف ثمن راس العبد الغبى !!هذا الآبق الذى ذهب الى جهنم!! - الى جهنم( قال الوالى)..نعم الى السعير..اتعلم ايها الوزير الممل ان هذا العبد قد دخل حرم القصر بدون إذن ، وهو يُلاحق الفأر!!..ربما كان ينوى السرقة؟؟ · صمت الوالى..ثم اردف فى لهجة مرتابة : - ترى ماذا يريد ان يسرق؟؟ - ربما كان يريد التسلل الى حجرة الخزانة ( قال الوزير) لان بابها من داخل جناح الجوارى يا مولاى!! حفظ الله خزانتكم فارسل عزرائيل اليه ، وارسل الطمأنينة الى اموالكم ، الحفظ والزيادة لكم والوقاية من كل شر انت يا مولاى وحاشيتكم !! · لم يقتنع الوالى..مايزال مُرتابا.. قال بلهجة المُكتشف!!:د - ربما كان يريد سرقة شىء اخر غير المال!! - حفظ الله حريمكم( قال الوزير) لااظن انه يتطاول .. - ايها الغبى الاحمق( قال الوالى) لااقصد حريمى..بل اقصد راسى؟؟ راسى وليس حريمى او خزانتى!! · هنا انتفض الوزير كمن لسعته بعوضة وقال : = لايا سيدى ومولاى وتاج راسى وراس الناس ..العبد الآبق كان يظن انه يطارد حصانا ً ، فوقع على ارضية الجناح متزحلقا على المرمر اللماع ..مجنون يا مولاى..مجنون..لقد سمعت من العبيد عدة مرات يقولون : ان هذا العبد كان دائما يظن ان باحة القصر فى الشارع !! وان القصر – عافاكم الله – حظيرة تظم الخيل والحمير والبغال..صدقنى يا مولاى ..هذا ما اودى بحياة هذا الآبق التعس..عوضك الله فيه وفى قوته .. تونس 1990م.

الأحد، 13 أبريل 2008

آه يا نجوان...!!!

آه يا نجوان محمد السنوسي الغزالي... ترجمه الى الفرنسية الاديبة السورية : اماني محمد ناصر ons : Je n'ai trouvé ni tes yeux ,ni tes joues, ni tes genoux ,nit ta tendresse , et ton cataracte a séché , je ne me suis plus retrouvé chez mes femmes ,ni chez mes filles , ni chez mes amantes ou mes amies . Toutes ,oui toutes sont soupçonneuses ,alors que moi , je cherche la tendresse , mais je ne me doutais guère que jet te rechais , ô Najwane ! O Najwane , reviens pour que je te raconte la vilerie du temps , la solitude de l'exil , et la perte de ta poitrinr où appuyer ma tête .car les têtes t'ont amortie ,. Et moi, au milieu de ce chaos ,j'ai ouvert mes yeux ,mais je ne t'ai pas vue ..Tous les yeux ont perdu leur verdure ,toutes les poitrines se sont contractées , sous le choc du soupçon , Tous les genoux se sont redressés , . Pourrais-je ,du moins ,passer un jour avec toi ? !.. Qui me rendra le gynécée de tes yeux verts ?..Qui me favorisera d'une femme pareille à toi qui sans soupcons ? Qui sèmera le temps en ma faveur ,qui me cueillera le temps ,qui m'étreidra sans peur ?!.. Il y avait une pomme dans tes lunettes , me disait-on . Ah ! Najwane ,la solitude m'a tué ,et aussi la veulerie des amis et les soupçons des femmes , Mais moi je ne fais que te rechercher parmi les femmes ..O Najwane, l'isolement m'a tué, et combien je ressens ton absence !…On m'avais dit que tu étais une femme pleine d'amour , Et avec telle tendresse tu regardais ton nourrisson ,qui a decide de t'appeler maintenant !!?? Mais comment ais-je pu me raqppeler de toi ? Et comment j'ai enfin découvert que je te recherchais sans plus te retrouver ?!. Mais comment je ne l'ai su que maintenant ? Oh! O Najwane , O Maman.. ----- النص باللغة العربية آه يا نجوان الي امى فى ذكراها الخمسين ونيف نجوان.... قالوا.. كانت امرأة تختصر الزمن!! فى بهاءها متفردة،و نجوان لم اعرفها لكنهم وصفوها لى : عينان خضروان تلتمعان كزمرد، صدر دافق اهترأ من اكتظاظ الحنو فاسقطها فى ربيع العمر،يستريح المحروم فى وجنتيها!! ويشرب ماء الورد ويتيه فى خدر سرمدى، تسند الراس على ركبتيها فيهيم عاشقها فى الاحلام لم اعرفها لكنهم قالوا لى ان حضورها كان حقل اخضر، والندى يخجل من هالاتها، قالوا لى عنها تلك التى لااعرف!! اذا نطقت .. لاترسل الا حلو الكلام واذا اعطت لاتحسب الزمن واذا عطفت انهال دفقها كما الشلال تلك نجوان !! ********** آآآآآآآآآآآآآآه يانجوان كم افتقدك كم احتاج اليوم الى ركبتيك لكى اسند راسى المغبون!! آه يا نجوان عصفت بى الخطوب والقسوة وحاولت ان اعوض بك نساء العالم وكلما ارسلت نبرة حنان، جاءتنى القسوة تسعى ، وكأنك تختلفين عن نساء العالم ولذلك رحلت !!... كيف تركتنى اعانى هذه الوعثاء، وهذا السخف المريع وحصار ريبة حواء ، وقسوة المدى وحجر الصوان!! آآآآآآآآآآآه يا نجوان كم افتقدك وانا ابحث فى اعينهن عنك لم اجد وصفك الذى وصفوه لم اجد عينيك ، ولا وجنتيك ، ولاركبتيك ، ولاحنانيك ، جف شلالك ، لم اهتدى اليه لا فى زوجاتى ولابناتى ولاحبيباتى ولاصديقاتى الكل فى الكل مستريب وانا ابحث عن حنان وما كنت ادرى انى ابحث عنك يانجوان.. آآآآآآآآآآآه يا نجوان تعالى لاحكى لك دناءة الوقت ووحشة الغربة وفقدان صدرك، لاسند راسى ، استهلكتك الرؤوس ، وانا فى السديم فتحت عيناى فلم اجدك ، كل العيون غابت عن خضرتها كل الصدور انكمشت واسترابت كل الركب وقفت من لى بيوم معك؟؟ من لى بخدر عيناك الخضروان من لى بامرأة مثلك لاتستريب ؟؟ تزرع الوقت لى تقطف الزمن لى تحضننى ولا تخشى!! تفاحة فى نظارتك كما وصفوك لى آه........يا نجوان قتلتنى الغربة ودناءة الاصحاب وريبة النساء وانا ما انا الاباحث عنك فيهن..!! آه يانجوان كم تنغلنى الغربة وكم احس بغيابك ****** قالوا لى انك كنت امرأة تكتظ بالعشق وكم كنت تنظرين بحنو الى رضيعك الذى عن له ان يناديك الان!!؟؟ كيف تذكرتك؟؟ كيف اكتشفت انى كنت ابحث عنك ولن اجدك.. كيف لم ادرك ذلك الا الان؟؟ آه.....يانجوان يا أمــــــــــــــــــــــاه كم.. ا ف ت قد ك

الخميس، 10 أبريل 2008

انت سطر من كتاب

انت سطر من كتاب إليهاتمتد بين جوف الارض والسماء تمتد مثلما الحياه جذورها تشق جوف الصخر دونما ضجر تبث شوقها للحرف تبث عشقها للتربة تستنشق العصارة تحمل البشارة والعصارة اذا أطل حضورها مثلما برعم يشتاق لنور الشمس يشتاق رؤية الحياة ثم تصير الورقة الجذور والاعماق الارض والنبت الاوراق والسماء تمتد بين جوف الارض والسماء جياشة المشاعر راسمة الحرف فياضة العطاء ................ هي مثلما المساء المتبعثر بحفنة النجوم هي مثلما الصبح المبشر هي قنديل ووجهها المضىء..بحر وفى الليالي المقمرات يختزلها الوقت فى اغنية..فى كلمة..فى ترجمة.. ندية مليئة بالفرح ناطقة بالشوق رقيقة يدميها حتى النسيم مزعجة..وازعاجها جميل مقلقة..واقلاقها بهاء تدنو منك الشهب الملتاعة تعود من اسفارها مجذوبة الى الشوق لانها تقرأك تداعب اوتارك مثلما الضوء الجديد مثلما النهار يلثم الازهار والاشجار .......................... تدرك ..أو لاتدرك تذهب بها الظنون..او لاتؤوب!! حروفها تتبارك تبهج الاشياء تعتذر منى..تصالحنى لالوم لاعتاب وسطر من كتاب تلوكه السنة عشاقك اسمى من اى عشق اروع من اى حب مثلما الاطيار فى بكورها تزقزق الالحان لمولد انغام اذا انسابت انامل فى الورقة ولامست وتر تصير مثل الغيم مثل السحاب دموعها امطار تتناسق الكلمات كأنها الدرر سطرابعد.سطر.. تتناسق الاغنيات الحالمات مثلما الاصيل مثلما المساء مثلما بقية الاشياء تتصالح معى حروفها وما اجملها من رفقة تغنينى!! انجما..كواكبا..افلاك تشعل صفحة السماء يصير وجهها الضياء وليلها المحبة وصبحها الرجاء يا مزعجة: كل ما احبه فيك: حرف بهى يملأ الفضاء بالحب والضوضاء والباقيات احلام... وغثاء!! انت نص من عذاب وقصيدة تجمع كل الحروف والرياح الممطرات ياأيتها المدلله بكل الاردية يروق لك هذا السعد يرتكبك!! وعند مقدمك ترفل الاقدام وتتناهى الاحلام فما أروع السباحة فىأ نهارك ما ابهى التحليق فى فضاءاتك ............ انت فى قمة جبل والنسور لاتحوم الا هناك!! فما اجمل هذا الصعب وما ابهى الوجه الآخر للسهل!! وكلماتها فى عــل دقات قلب مولع بالسهد بالليل بعد النجوم يا سيدة كل المسارات كل النساء خرس وآنت وحدك تعلنين الضوضاء تكسرين آنية الضوء وقدومك يصير كل الضوء من يطرق الباب؟؟ تقول الريح لأذن الليل هذا طيفها كالعادة يخترق الهوادج يحدث الفوضى فى دواخلنا تعالوا لتتمغنط حبات الندى وتصبر مع قدوم الشمس فى رائعة الليل امرأة تسكننى منذ سنين تصير عندى بحارا!! تتصاعد امامى نحو الشمس لغة مبهمة ولون يختلف فيا إمرأة النهار انت سطر من كتاب سطر من عذاب ..................... ليس نهارك وليد اليوم لو قرأت اسفارى واقتحمت عزلتى لوجدت اسمك فوق انهارى فوق اوراقى اسمك هو إسم كل طفل من أطفالى!! وعندما اكتبه احبو!! ايتها الريحان والزعتر اهتف بحروف اسمك فى كل دفتر احبو..لكنى اسرع ولااتعثر حضورك يبهرنى بصمت لايستكين!! وحكاياتك فى انحاءى تزهر ياأيتها التى تشقين جوف ليلى ورائعة نهارى!! ايها القدر المنفلت من عقالى من جنونى !! اذا ابتسمت للفضاء ساقت الريح الغيوم!! واذا غضبت يرتعد الكون وتهطل الامطار ساطعة انت مثلما الوجوه المشرقات مثلما نجوم فى ليالى مقمرات ناصعة بهية عبيرك نشوتى ووجهك ، القنديل، قبلتى..

الأربعاء، 9 أبريل 2008

مدائن الثقافة: غريكوس...قصة:محمد مفتاح الزروق

مدائن الثقافة: غريكوس...قصة:محمد مفتاح الزروق

غريكوس...قصة:محمد مفتاح الزروق

غريكوس...قصة:محمد مفتاح الزروق 1 كلما أتى ليزور "غريكوس" , كان يجده جالسا في مكانه, لا يبرحه , و لا يغادره .... مثلما كان يتركه , كان يجده ... جالسا بكبرياء الأبطال , دائما ..... و "غريكوس" يجلس هناك منذ أمد .. وهذا الأمد بعيد ... ضارب في أعماق التاريخ .. لا مقدرة له على تقديره لأقرب عدد صحيح كما عرف في الحساب , حتى والده لا يعرف متى جلس "غريكوس" على هذا الكرسي الحجري الذي لا يقل عنه قدما . الذي يعرفه و يستطيع تأكيده أن " غريكوس " يجلس على الكرسي الذي هو أقرب ما يكون إلى صفة صخرية , قرب العامود الرخامي الطويل الممتد في عنان السماء , و على مقربة من بقية جدار صخري رمم منذ فترة حديثة العهد بمقياس أهل التاريخ , و لكنها ليست حديثة بمقياس أهل البناء و التشييد و الصيانة . عندما تشرق الشمس , كانت بقية الجدار الحجري القديم الحديث كافية لأن تمنحه الظل الذي يحتاجه , خاصة في هجير الصيف . وقبيل العصر إلى أن تغرب الشمس , كان العامود الرخامي يمنح " غريكوس " ظلا على جزء من جسمه , يتغير مع مسير الشمس .. وكان الله في عون " غريكوس " في فترة الظهر من حرها وهجيرها , وفي فترة الشتاء القارص الطويل من برده ومطره .... إن تواتر الحر والبرد , وتوالي مجيئهما وأفولهما أعواما وعقودا وقرونا طوالا ليفتان عضد " غريكوس " و يتركان فيه آثارا بالغة الخطورة . " غريكوس" لا يأكل : فعلى الرغم من جلوسه قرب (كرمتين) و(عريشة), و على الرغم من وجود الكثير من شجيرات (الكليل) و الزعتر و شجرات (الخروب) و البطوم و ( الشماري ) على مقربة منه , فإن أحدا لم يشاهده يوما يمد يده ليأخذ منها شيئا .. حتى حمزة أكثر أصدقائه ودا , كان يتمنى أن يضبطه متلبسا بالسرقة , سرقة ثمرة من ثمرات الأشجار , لكنه لم ير ذلك . بل هو لم ير أيا من يديه الاثنتين تتحركان قيد أنملة . اعتاد "حمزة" أن يذهب إلى " غريكوس " يوميا , يطمئن عليه , يحادثه دون أن ينتظر منه ردا .. في الشتاء ولأنه مشغول في الصباح بمدرسته , كان " حمزة " يزور "غريكوس" في فترة الظهيرة , حيث يكون عاد من مدرسته , ويكون الجو دافئا, فيخرج في تلك الفترة ,عقب تناوله طعام الغداء وبسرعة قياسية . و في فترة الصيف : حيث يطول النهار , كان "حمزة " يقضي فترة ما بعد العصر بصحبته , ويظل معه إلى أن تغيب الشمس , يفضله على كل أقرانه, الذين يهرعون إلى اللعب بالكرة أو الركض خلف بعضهم البعض أو بالتمتع بحلول موسم من مواسم ألعاب الأطفال الوقتية .. والتي لا تبدأ بتاريخ محدد , إنما يبدؤها أحد الأولاد , بعد أن يسأم من سابقتها , ولا تلبث أن تستشري في البلدة كما تستشري النار في الهشيم , فترى الأولاد كلهم يلهون بذات الطريقة التي يلهو بها الآخرون هكذا ... فجأة , دون أن يجعلوك تحس بالمرحلة الانتقالية من هذه إلى تلك . ولو أمعنت التفكير, لتمنيت أن يكون للكبار هذه القدرة الفائقة والسريعة على التكيف مع الواقع , وسرعة الاستجابة لمستجدات الحياة , واتخاذ الرأي الجماعي للمشاركة في العمل الجماعي ,,, ولو عن طريق اللعب .. ولكن هيهات ... " حمزة " الوحيد من الأولاد الذي لا يستهويه عالم الكبار, ولا يتمنى يوما أن يكبر , لا يريد أن يكون كوالده يذهب ويجيء دونما جديد ولا مستجد . ولا كأمه التي لا تغادر عتبة باب البيت إلا نادرا , لتزور جارة لها في مناسبة من المناسبات , تبادلها حديثا لا قبل له به. ولو خيروه لاختار ألا يكون كأبيه أو كأمه بل أن يكون مثل "غريكوس" غامضا شامخا وحيدا, رأى الكثير وفعل الكثير , ولم يقل إلا القليل , الكل يريد أن يسمع منه , ويتوق إلى معرفة ما يحتفظ به في جعبته من أحداث حصلت , وأساطير نسجت .. " غريكوس " الذي عاش طويلا , و كان شاهدا على كثير من الأحداث.. 2 " غريكوس " لا يأكل لأنه بلا رأس ... و قصة رأس " غريكوس " لا يعرفها تحديدا أحد , فعندما سأل حمزة والده قال إن الرأس يوجد في أحد المتاحف بالخارج .. و إن جارهم " فرج " شاهد الرأس عند زيارته لذلك لمتحف أثناء دراسته هناك .. وهو يقسم بأغلظ الأيمان أن الرأس هو رأس "غريكوس" وقد تأكد من ذلك بعد أن قام بقياس أبعاد الرأس بجهاز اسمه (القدمة) مغافلا حراس المتحف , وعندما عاد إلى بلده وجد أن النتوءات والكسور مطابقة تماما .. لهذا فإن هناك من سرق هذا الرأس وباعه لهؤلاء النصارى الذين يهتمون كثيرا بمثل هذه الأشياء .. آخرون قالوا أن "فرج " المشهود له بالكذب لا يعرف أن الرأس لم يغادر البلدة , وأنه موجود داخل متحفها العام .. و يذكر حمزة أن أباه سبق وأخبره أن جده يتذكر في طفولته رأس "غريكوس" ... فخلال فترة الاحتلال الإيطالي للبلاد كان "غريكوس" يحتفظ برأس شامخ أعلى كتفيه , وكانت عيناه بيضاوين .. ويؤكد الكثيرون لجده أن الطليان هم الذين أزاحوا رأسه عن كتفيه .. ولأن جده لا يأبه كثيرا لغريكوس ويعتبره صنما من الأصنام .. فإنه لم يأبه أيضا لاختفاء رأس "غريكوس" ..فإذا كانت كل الأصنام لا تهمه , فهل يهتم لرأس أحدها ؟ و لو حقا أن الطليان هم من أعدموه , فإن هذا هو العمل الجيد الوحيد الذي قام به الطليان وليتهم أزاحوا كل الأصنام التي يأتي بعضهم لعبادتها.. ولكن لماذا أعدم الطليان غريكوس بقطع رأسه ؟ هكذا يتساءل حمزة الصغير أمام والده .. وهل هناك من لا يزال يعبد الأصنام ؟ هل كان غريكوس مع المجاهدين ؟ هل رأى عمر المختار ؟ يطرق والده و كأنما سئم الأسئلة ... و تظل تكبر الأسئلة في مخيلة الصغير, وتكبر معها إجابات مختلفة .. لماذا لا يزال الكثير منهم يزورون الأصنام ؟ أهم يعبدونها ؟ إنه يأتي لزيارة غريكوس كل يوم, لا أحد يتهمه بأنه من عبدة الأصنام والعياذ بالله . ثم إن غريكوس ليس صنما , لو كان حقا أعدم فإنه بطل من الأبطال الذين مأواهم الجنة, وغريكوس بطل مخلد فهو موجود ها هنا منذ زمن, لم يبرح منطقة الآثار .. بل هو دافع عنها .. ولهذا قطعوا رأسه.. نعم , من الممكن أن يكون غريكوس شهيدا .. فالشهداء أحياء .. هذا ما قرأه في القرآن .. و لو عرف أحد ما مكان رأس غريكوس وأعاده, فإنه بلا شك سينهض ويتحرك ويتكلم .. سيحكي نضاله الطويل ضد الوثنيين الرومان مع "مرقص" .. وسيتأمل كل قطعة حجر .. كل شجرة .. كل جبل , وكل واد .. كل ما من شأنه أن يذكره بقصة يشرع في سردها.. تمنى حمزة أن يكبر قليلا ليكون أول من يجد رأس غريكوس .. ويضعه في مكانه على كتفيه فتحدث المعجزة , ويتكلم غريكوس .. ها قد نهض غريكوس .. حرك يديه ورأسه , وانتصب ...وحدثت المعجزة .. مشى غريكوس إلى جوار حمزة بين أشجار المنطقة الأثرية يتحادثان.. يسأل حمزة عن كل ما قرأه في الكتب .. و يجيب غريكوس برحابة صدر ... و هو يجلس ها هنا قبل المسيح , و عندما بعث المسيح جاء أحد حوارييه , مرقص , الذي ولد أيضا في هذا المكان وسافر إلى فلسطين ورأى المسيح و سمع منه , و عاد إلى بلده ليبيا ليدون الإنجيل , و يدعو الناس إلى الله الواحد الأحد , الأمر الذي لم يعجب الرومان الوثنيين, و اليهود المقيمين معهم والذين رأوا في الديانة الجديدة خطرا عليهم , أخذ الرومان بتحريض من اليهود يقتلون أتباع "مرقص" مما اضطرهم إلى الهروب إلى الجبال , و أخذ " مرقص " يدعو الناس إلى دينه , و تزايد أتباعه وكونوا أوائل المسيحيين في ليبيا , والوادي الذي كان فيه "مرقص" لا يزال يعرف باسمه إلى اليوم .. والوادي الذي دون فيه الإنجيل يعرف هو الآخر بوادي الإنجيل . و حدث " غريكوس " "حمزة" عن ظهور الإسلام في هذه البقعة وكيف جاء الفاتحون الأوائل .. و كيف طرد الرومان منها ... إن ما كان ينتظره حدث , وهاهم أصدقاؤه يهرعون ليروا "غريكوس " بعد أن كانوا لا يهتمون به , و يرون أنه حجر أو صنم , و بعضهم حذره ذووه من الانصراف إلى هذه الأوثان لأنها من المحرمات المهلكات , وأن عليه أن يبتعد عنها .. هاهم يتقربون من " حمزة " ليكون وسيطهم لدى " غريكوس" , أما هو فإن أقصى ما يفعله هو أن يرفع رأسه فخرا , و يسير بينهم ليعرف " غريكوس " بأصدقائه واحدا واحدا , وكأن الأرض لا تسعه لفرحته الكبرى ... 3 "حمزة" هو من أطلق على " غريكوس" هذا الاسم , فهو يدرك أن "غريكوس" هذا ليبي , ليبي من أصول إغريقية , قدم أجداده إلى ليبيا واستوطنوا هذا المكان , الذي نصحهم به الأهالي لأن سماءه مثقوبة وخيراته كثيرة , لم يأت مستعمرا ولا مغتصبا , بل جاء ليعيش فاندمج وصار من أهل هذه الأرض, ولا يزال أحفاده إلى اليوم يحذون حذوه , ويأتون إلى هذه الأرض لأنها الأقرب إليهم قلبا وقالبا وسرعان ما يندمجون فيها وينصهرون. أوليس "حمزة" مثل " غريكوس " , من عائلة مسلمة قدمت من "كريت" منذ أمد بعيد و استوطنت ذات المكان .. مدرس التاريخ يقول أن التاريخ يعيد نفسه , وهو يصدق هذه المقولة . عندما أراد أن يختار اسما لغريكوس فكر في أن يكون الاسم ذا دلالة, أن ينبثق من المكان الذي أتى منه , هو أتى من اليونان فلابد أن يكون "إغريقيا" , و لكن الاسم "إغريقي" لم يرق له , ماذا سيختار ؟؟ حسن .. قدامي الإغريق كانوا يضيفون الواو والسين إلى أسمائهم .. إغريقيوس؟ لا...لا .. إنه أثقل من أن يستطيع النطق به .. ومع بعض التغيير البسيط أصبح الاسم "غريكوس" , والاسم جميل حقا و يناسبه كثيرا . لقد استغرق اختياره عدة أيام , وعليه الآن أن يسرع إلى أصدقائه ليخبرهم به , ويرى ردود أفعالهم , هم بلا شك سيعجبون بالاسم , ربما سيتظاهر بعضهم بأنهم لا يهتممون للأمر, لكنهم لن يستطيعوا أن يخفوا إعجابهم به بينهم و بين أنفسهم . انطلق يعدو على الطريق المشجر الجميل , حتى وصل إلى أصدقائه الذين كانوا يلعبون بالبطش ( البلي) , طفق يلهث وهو يحاول لفت أنظارهم إلى أهمية الأمر , ولكن يبدو أن أحدا منهم لم يهتم حتى بعد أن صرخ : _ وجدته .. وجدته ... غريكوس . أحد الصبية كان من هواة المطالعة والاستذكار , سأله : • ماذا وجدت يا أرشميدس ؟ _ اسمه أرخميدس وليس كما قلت . • أرشميدس أو غيره .. ماذا وجدت ؟ كنز علي بابا ؟ ضحك الصبية بأسرهم , في حين أخذ حمزة يحاول إضفاء أهمية على حديثه .. فقال لهم : "غريكوس". • من ؟ هكذا هتف أحدهم متسائلا , في حين قال الطالب المجتهد كثير الاستذكار: • ألا تذكرونه ؟ أنه شقيق أرشميدس .. عفوا أعني أرخميدس .. تعالت ضحكات الصبية .. _ لا ..لا .. إنه اسم التمثال الجالس قرب الحائط الصخري .. • ولكن كيف عرفت ذلك ؟ هم أن يقول أن هذا من وحي أفكاره .. إلا أن سخريتهم منهم دفعته إلى أن يتخذ موقف المهاجم الواثق من قدرته .. فما يريده تحقق .. لقد نجح في جلب انتباههم نحو شيء يعرفه .. وهم لا يعرفونه .. وبغض النظر عن كنه هذه المعرفة وكيفيتها فإن عليه فقط ألا يكذب .. فالكذب لا يجوز .. بيد أن أحدا ليس بمقدوره أن يجبره على قول الحقيقة .. • لا عليكم , ربما قرأ ذلك في كتاب من الكتب التي يزعم أن خاله يرسلها إليه من " بنغازي" .. وليكن , فلنفترض أنه عرف أسماء كل التماثيل الموجودة في المنطقة الأثرية , ماذا سيزيده ذلك ؟ - لا أوافقك الرأي يا صاح , لو عرفت أسماء بعض التماثيل , وبعض القصص عنها , لكان هذا مدعاة فخر لي , و قد يدفعني إلى العمل مرشدا سياحيا في إحدى الشركات , خاصة و أن السياحة باتت تحظى باهتمام متزايد , و ربما تصبح هذه المنطقة محط أنظار السواح بعد أن انصرفوا عنها أمدا طويلا .. أحس "حمزة " أن الحديث أخذ يتجه في الاتجاه الذي يفضله .. فقال: _ أنا أفضل دراسة التاريخ .. واللغات القديمة .. و أحب العمل في التنقيب بحثا عن الآثار .. ومن جديد فضل "حمزة" السكوت عن حكاية اسم التمثال .. و أحس أن الحديث يدور لمصلحته .. أيقن أن على هؤلاء أن يعوا حقيقة " غريكوس" وتاريخه المشرف , و عليهم أن يحترموه مثلما يحترمه هو .. وسمع أحد الصبية يقول : • أبي يقول أن السياحة حرام .. أنا لا أعرف معنى هذه الكلمة .. ولا أعلم لماذا يفضل النصارى المجيء إلينا .. أهو حج الكفار؟ نعم أن سياحتهم حج الكفار .. ألا ترى أنهم يعبدون الأصنام و يقولون أن حجهم أعني سياحتهم هذه لا تتم إلا بشرب الخمر؟ عبادة الأصنام ؟؟؟ هل تزال كل هذه التماثيل لمجرد الخوف من أن يعود الناس إلى عبادة الأصنام .. هذا يعني أن كل أحلامه ستروح بلا رجعة , فلا سياحة , ولا آثار ولا غيره , والأهم "غريكوس " سيختفي و سيتركه وحيدا... وكعادته دائما , مل " حمزة " حديث الصبية عن اللعب و واللهو , وفضل أن يتركهم وشأنهم , فغادر صامتا , و سرعان ما نسي الجميع أمر "غريكوس ", أما هو فكان سعيدا أن وجد لصديقه اسما , ومن يدري فلعله يوما سيلتقي به ويحادثه , وسيكون "غريكوس " أيضا سعيدا بهذا الاسم . في انتظار ذلك سار "حمزة " فوق البساط العشبي , وهو يفكر مليا في الأمر , متى يا غريكوس ؟ متى ؟ 4 امتزجت رائحة العشب والشجيرات الجبلية برائحة أمطار الخريف , الأمطار التي لها رائحة تفوق الخيال , والتي تأتي مرة كل عام وكأنها العيد , وعلى الرغم من أن المطر لم يتوقف هذا العام , فحتى في شهري الصيف الحارين أمطرت , إلا أن أمطار الخريف الأولى كانت دائما الضيف المرحب به , الضيف الخفيف الذي لا يكاد يجلس حتى ينصرف دونما استئذان . "حمزة" من أشد الناس حبا لهذا الضيف , فما أن أجهشت السماء, و اسودت قليلا حتى سارع عقب عودته من المدرسة ليركض فوق الأعشاب ما طاب له .. فإذا ازداد انهمار الأمطار ركض فوق الطريق الإسفلتي الذي يتوسط أشجار طويلة اصطفت على جانبيه , كأنما تحيي زوار البلدة وتميل في انحناءة كريمة لتظلهم بظلها الذي يخفف من حدة نزوات الطبيعة . وسعد "حمزة" أيما سعادة وهو يشتم رائحة الإسفلت المرتوي , فجعل يسير الهوينى كأنما يتلذذ بامتزاج الطريق برائحة الأعشاب المبتلة , لتنبعث تلك الرائحة الأسطورية التي تشترك كل نباتات الجبل في إحيائها, مثلما نشترك في إحياء العيد , حتى العصافير الصغيرة تأبى إلا أن يكون حضورها مسجلا بالصوت والصورة والرائحة أيضا , فتظل ترفرف فوق الأشجار وتشقشق , ويهرع الصبية إلى صيدها بالمقلاع ليفسدوا فرحتها بالعيد . وما أن يشتد انهمار المطر و يأخذ الجو في الميل نحو البرودة حتى تولي الأدبار , لتحل محلها رائحة الشتاء , رائحة البرودة القارصة, التي غالبا ليس لها رائحة : فالأنوف مسدودة , و الأغصان الجافة المحروقة يملأ دخانها البلدة الباحثة عن الدفء , والتي يلجأ فيها كل سكانها إلى بيوتهم طلبا له . ومادام الضيف الخفيف ها هنا , فلم لا يقضي معه حمزة أطيب الأوقات قبل أن يغادر مسرعا دونما استئذان , لن يعود حمزة إلى البيت قبل حلول الظلام , أما الآن فعليه أن يذهب ليطمئن على "غريكوس " والذي دون شك سيعذره لتأخره , فهو دائما موجود أما أمطار الخريف فلن تسامحه إن لم يكن في استقبالها وهي تأتي لتذهب , وسيرى ماذا فعل هو الآخر مع المطر أو بالأحرى ماذا فعل المطر به؟ولعله بهذا سيضرب عصفورين بحجر ويكون مع كليهما... صحيح أن متعة الركض على طرقات البلدة تحت أمطار الخريف لا تعدلها متعة , إلا أن متعة جلوسه قرب " غريكوس " وتحت المطر أيضا ليست بالشيء اليسير . كعادته دائما أمال بيده اليسرى جانبا من السياج المحيط بالمدينة الأثرية فانخفض حتى أدنى مستوى , في حين رفع رجله اليمنى ليضعها وراء السياج , وأبدل اليد اليسرى باليمنى , و هوب ... قفز فصار في الداخل على مقربة من "غريكوس" ... اشتد انهمار الأمطار , و أبرقت و أرعدت , آه .. ما أسرع حلول الشتاء .. هكذا خاطب نفسه وهو يحث السير باتجاه أقرب شجرة ليلجأ إليها , حتى إذا خفت حدة الأمطار استأنف سيره . وصل إلى غريكوس مع توقف المطر , و نظر إليه كأنما ينظر إليه لأول مرة .. حبات المطر اللامعة كانت تنعكس على جسد "غريكوس" الأبيض اللامع المصقول , و أحس أن ثمة أمرا ما قد استجد و أن " غريكوس " ليس كما كان ... خفق قلبه بقوة وهو يدور حول التمثال , وتأكد أن أمرا ما قد حصل ... فدار حول الجدار الصخري والعامود الرخامي .. ليعرف السبب .. من فعل بك هذا يا "غريكوس" ؟ هتف , وتطلع بعد ذلك إلى أعلى الجدار الصخري ... الآن عرف السبب .. ولكن , سيحدث ما هو أسوأ إن لم يتدارك الأمر. 5 تلك البلدة ..... كانت في يوم من الأيام أكثر مدن الشمال الإفريقي أهمية , بل أهم مدينة في القارة بأسرها . وكانت تلي سيدة العالم "أثينا" في الأهمية بين مدن العالم القديم بأكمله .. و قطنها في يوم من الأيام عدد من السكان لم تصل إليه مدينة ليبية حتى في العصر الحديث . مركزها يقبع على جزء من جبل ليس له نظير .. لم تكن على سفح الجبل , ولا على قمته , ولا أسفله , بل في بطنه تماما يظللها من كل جانب إلا جانب واحد , ترنو من على بعد إلى المتوسط .. إذ تتضح المياه الزرقاء الصافية , بعيد أرض سهلة خضراء تناثرت فيها الأشجار والشجيرات لتبعث في النفس أن ثمة يدا ليست كأيدينا هي التي رسمت بإتقان جليل لا يعدله إتقان . الشمس الحارقة لا تصل مطلقا إلى هذا المكان , فالجبل يحتويها و الأشجار السامقة تظللها .. أما مساء فكانت الشمس تواجهها بحنو بعد أن تكون حدتها خفت فتلاطفها وتمنحها دفئا وتعاندها رياح الشمال التي تبعث أنساما باردة , فتتعارك الرياح ولكن الصاري هو الرابح دائما في هذه البلدة الجميلة . ولكي تصل إلى هذه البلدة عليك أن تنزلق من طريق الجبل الرئيسي إلى مسارب و ممرات تسيجها الأشجار الفارعة , و المحال المغلقة في غالب الأمر .. و ستجد نفسك تنحني مع هذه المسارب , بشكل يجعلك ترى لدى كل انحناءة منظرا جميلا يبدو لك فجأة دون سابق إنذار , وربما وجدت مقهى أو اثنين يقدمان خدماتهما للسواح الأجانب الذين يندرون غالبا .. أو المواطنين الذين اعتادوا التنزه من حين لآخر في المنطقة.. ستلوح لك لدى إحدى الانحناءات المنطقة الأثرية , من عل , وهي نائمة في أحضان الجبل , في مشهد خلاب , سحر ألباب القاصي والداني , فترى دائما وافدا جديدا من كل مكان , منهم من لم يحظ بالزيارة من قبل , ومنهم من جاء للمرة الثانية محضرا معه أصدقاءه الجدد و كأنما ليؤكد لهم أنهم أخطأوا بعدم المجيء معه في المرة السابقة , ومنهم من دأب على المجيء حتى أصبح هذا المكان في رأيه خيرا من غيره , وأن ليس بالإمكان إلا ما كان . وعندما تلوح لك المدينة الأثرية , تكون قد اقتربت من البوابة الأولى التي يجلس أمامها بعض الصبية أو الشبان , ليبيعوا منتجاتهم المحلية الموسمية كالعسل والتفاح واللبن والرمان والتين الشوكي وما شابه , وعلى مصطبة عند الباب مباشرة يجلس موظفو الآثار مستظلين بأشجار الكرم , يصنعون الشاي أو يلعبون ( السيزة) , فإذا اقترب زائر نهض أحدهم على مضض ليتجه إلى غرفة التذاكر , التي تقع عند الباب مباشرة , ليستلم ويسلم ويعود إلى مكانه, فعند هذا الحد انتهت مهمته , وستستلمك التماثيل المصطفة على جانب الطريق وكأنما تحييك , ولك الخيار في مصافحتها من عدمها لأن جلها بدون أيد أو رؤوس , و لو لم يكن معك مرشد فالحال سيكون إلى حد ما غامضا , فلن ترى أكثر من حجارة وتماثيل , والمرشد سيوضح لك أن هذه الحجارة كانت في يوم من الأيام سوقا أو حمامات أو معابد أو مسارح , ولأن هذا المرشد لا وجود له فعليك أن تبحث بنفسك وتحاول قراءة اللوحات التي أتت عليها عوامل التعرية وأقامت عليها الطحالب مستعمراتها , أو أن تستمع بالطبيعة و بالهواء العليل النقي , دون أن تكمل مسيرة استكشاف الآثار التي أضحى التنقل بينها أمرا صعبا , وسيلفت نظرك وجود خطوط سكة صغيرة تذكرك بأن الزمن أتى حتى على بعض الآثار حديثة العهد , وليس فقط على تلك الضاربة في جذور التاريخ . لا يذكر "حمزة " أنه دخل مرة من باب المدينة الأثرية , ولا يذكر أنه اقترب منه خشية أن يراه أحدا فيظنه متطفلا , هو يأتي مباشرة إلى "غريكوس" , ولم يرق له أي من تماثيل المدخل , التي لا يمكن أن تكون مثله ... " غريكوس " الذي يجلس وحيدا , بإباء وشموخ , حتى مكانه كان يتيح له رؤية ما لا يراه الآخرون .. 6 دار حمزة حول الجدار الصخري , و تأمل " غريكوس" وكأنه يحاول أن يرى شيئا جديدا , لم يكن باديا من قبل . إن الأمر ليس كما كان آخر مرة , بل ثمة خطب استجد في هذا المكان , و قد استطاع أن يحدده ... على كتف "غريكوس" الأيمن أثر ضربة أزالت جزء دقيقا منها , والضربة لها سبب , والسبب واضح تماما , ثمة قطعة كبيرة من الجدار الصخري لا حظ تشققها منذ زمن ولم يتوقع أن تنهار في يوم من الأيام , وهي لم تنهار إلا أن جزء صغيرا جدا منها هو الذي سقط ... وعندما سقط أضر بغريكوس , وجرحه , فما الذي سيحدث لو سقطت القطعة المتشققة بأكملها , هذا يعني انتهاء "غريكوس " , سيصبح أشلاء ولن يعود له أثر . دار "حمزة " حول المكان , وعاين القطعة التي سقطت , إنه سيحتاج إلى أربعة صبية مثله ليعيدها إلى مكانها , وفكر في من سيقع عليه الاختيار من أقرانه ليساعده , بالطبع " قدورة " سيكون على رأسهم , فهو أكثرهم شحما ولحما , ويراهن أن بمقدوره لوحده زحزحة الحجر , أما إقناعه بالمجيء فلن يكلفه أكثر من (سندويتش) كبير به تونة وبيض وهريسة .. هذا كل الأمر .. وبالنسبة للآخرين فالأمر أيضا سهل , سيعطي كل ما معه من (بطش) لـ" رفيق" , أما "المهدي" الذي يعمل في ورشة مع والده مساء فإن حصالته كفيلة بحل المشكلة , فهو يعمل , وكل شيء بثمنه .. بقي واحد ... من؟ ؟ " حسين" ... سيقول له أن هناك مسابقة لحمل الحجر , سيأتي كعادته مغرورا لإثبات قدرته .. لن يتأخر , هو يعرفه .. والآن بمن يبدأ .. بالميكانيكي ؟ نعم " المهدي " أولا , والبقية بعده. وهرع من فوره إلى ورشة "سي سليمان " والد "المهدي" وطلب منه أن يترك المهدي يأتي معه لمساعدته في حمل أشياء بالبيت , وله ديناران كاملان , وطلب الأب رفع السعر إلى خمسة دنانير , ولم يكن معه سوى ثلاثة .. تنازل عنها من فوره وخرج من الورشة يصحبه " المهدي " .. • ما الشيء الذي تريدني أن أحمله معك ؟ - ليس الآن .. علينا الآن أن نسرع إلى "قدورة" .. أين أجده ؟ • لابد أن يكون في بيته . - لنسرع إليه . ولم يجدا صعوبة في إيجاد " قدورة " و إقناعه .. و كذلك "حسين" الذي قال له " حمزة" أن العملية كلها اختبار لمدى تحمل كل منهم , وقوته . و خرج الخمسة إلى المدينة الأثرية .. وقفزوا من المكان الذي يعرفه " حمزة" جيدا .. حتى إذا وصلوا إلى المكان أشار "حمزة" بيده إلى قطعة الحجر الكبيرة , قائلا : - هاهي ذي . هتف " حسين " قائلا : • ما هذا ؟ هل تسرقون الآثار ؟ تضايق "حمزة" و قال له : - لنعمل بسرعة .. ودعنا من هذا الكلام .. ما الذي سنفعله بصخرة كهذه حتى نسرقها . قال " قدورة" : • نحن فقط نريد إعادتها إلى مكانها : _ لنبدأ .. و أخذ الجميع ما عدا " حسين " يمسكون بالصخرة ويحركونها..ولما انضم إليهم "حسين" بدافع إظهار شطارته .. تحركت الصخرة وارتفعت .. وخلال دقائق كانت في مكانها .. مكانها الذي لو بقيت فيه هكذا لسقطت .. ولو سقطت هذه المرة لكان سقوطها أشد و أقوى من ذي قبل .. ولربما تبع سقوطها سقوط البقية الباقية من الحائط المتشقق .. قال لهم " حمزة" : - سأعود لوحدي و معي سطل به عجنة إسمنت .. سأعمل على تثبيت القطعة .. هذه العملية يسمونها ترميم .. • لا يهمنا ما ستفعله , نحن سنخرج الآن ... خرج الجميع بما فيهم حمزة .. رجع كل منهم إلى منزله .. أما حمزة الذي كان في منتهى السعادة لنجاح عمله , فقد سارع إلى جيرانه , حيث كانوا يقومون بصيانة المنزل قبل أن يداهمهم الشتاء ويصبحون في حال يرثى لها ... كما حدث معهم في الشتاء الماضي .. وطلب منهم بعض الإسمنت. سار يقود برويطة , وضع فيها سطل و ملعقة , و قد امتلأ السطل إلى فوهته بعجنة الإسمنت .. حتى وصل إلى السياج , دفع بالسطل من فتحة بالسياج تاركة البرويطة خارج السور , وسار يئن بالثقل , يرتاح تارة ويستأنف طورا حتى انتهى به المطاف إلى " غريكوس " .. وقف بفخر يتأمل إنجازه , كانت القطعة التي وضعوها لا تزال في مكانها , عليه الآن يصعد إلى أعلى الجدار ليملأه بالإسمنت .. ويسد كل الشقوق. 7 قبل طابور الصباح كان جميع الصبيان قد عرف باكتشـــاف جثة " حمزة " في المدينة الأثرية , وقد سقطت عليه الحجارة , وعلى تمثاله "غريكوس ", ولكنــهم لم يعرفوا أكثر من ذلك , فكــل كان يأتــي بأخبار تختلف عن الآخر , وكانت التفاصيل المملة تتغير لتصبح أحداثا مختلقة وتمط وتضيق حسب هوى الراوي. و في الطابور كان كل من " قدورة " و " المهدي " يرمقان بعضهما البعض بنظرات مستغربة ... أما " حسين " الذي أخبر الجميع بأنه كان مع " حمزة" داخل المنطقة الأثرية قبيل وفاته .. فإنه كان يقف إلى جوار "رفيق " الذي وبخه أيما توبيخ على مثل هذا الكلام .. و قال أنه من الممكن أن يزج بهم في السجن , ولذا عليهم أن يصمت , وأخبر الصبية أنهم لهوا قليلا قرب الآثار , ووجدوا "حمزة" في الداخل فتحدثوا معه قليلا ثم تركوه , ولا علم لأحد بما كان يفعله "حمزة" داخل المنطقة الأثرية . وحرص " رفيق " أن يقف قرب " حسين " حتى لا يثرثر , ويذهب بهم إلى الهاوية .. وعقب انتهاء مراسم الطابور الصباحي .. ساد الصبية الأربعة صمت مطبق , وكان " قدورة" أكثرهم صمتا .. وكأنه لا يصدق ما حدث.. وتوقفت الدراسة ذلك اليوم .. وجمع كل الطلاب في الساحة بعد انتهاء الحصة الدراسية الثالثة.. ووقف مدرس التاريخ أمام الطلبة .. وقيل أنه يعرف خبايا الموضوع أكثر من غيره , لأن شقيقه هو الذي اكتشف الجثة قبيل المغرب , و أطلع على سير تحقيق القضية, لهذا يريد أن يلقي كلمة بمناسبة الحدث الفظيع وتحدث ... ذكر مدرس التاريخ أولا تاريخ البلاد , و معالمه الأثرية , و كيفية الحفاظ عليها , وأنها مسؤولية الجميع ... أما أن يأتي أعداؤنا من الخارج , ويستغلون سذاجة أطفالنا , فيغرونهم بالمال أو بغيره .. لكي يسرقوا الآثار التي لا تقدر بمال .. ليبيعوها هم بالغالي و النفيس , فهذا أمر لا يمكن السكوت عنه . وقال لهم أن يد العدالة ستطال هؤلاء الذين غرروا بالصبي الصغير المسكين , وأنهم سواء كانوا محليين أو أجانب , سيأتي اليوم الذي سيسقطون فيه و ينفذ فيهم الجزاء الذي يستحقونه .. خطبة مجلجلة ... دوت في أسماع الطلاب الصغار المشدوهين .. فأمام الموت يذهل الكبير قبل الصغير .. وتصبح الكلمات من العيار الثقيل حتى و لو لم تكن ذات قيمة . وقال مدرس التاريخ : لقد كان "حمزة " يفك قطعا من الآثار و يملأ مكانها بالإسمنت مستغلا عدم شك أحد فيه لأنه صبي صغير .. و لا أحد يعرف أين ذهب بالقطع المسروقة , بل حتى أمين المنطقة الأثرية لم يستطع للآن أن يحدد عدد هذه القطع .. وسقط فجأة "قدورة" بجسده الضخم ... سقط وسط الصف وأخذ يجهش بالبكاء بصوت مرتفع وهو مرتم على الأرض ...

الاثنين، 7 أبريل 2008

وطن التوابيت..الصديق بودوارة

وطن التوابيت الصديق بودوارة 1 في العراق ليس صعباً أن نموت .. الصعب جدا هو أن تعثر على تابوت يأويك . 2 في العراق الآن ثمة ثقافة جديدة تزدهر انها ثقافة التوابيت حيث تبدأ القصة عندما تنتهي العبوة الناسفة .. والقصة لاتعدو كونها توفير مبلغ الأربعين دولاراً ثمن التابوت وهو بالمناسبة لعبة » سبيدر مان « في مهرجان دبي للتسويق.. 3 في العراق الآن ثمة اتجاه أجبر آلاف عمال صناعة الاثاث على أن يتركوا مهنتهم ليزاولوا مهنة صناعة التوابيت فالموتى لايحتاجون إلى غرفة نوم بقدر احتياجهم إلى تابوت يدفنون فيه . 4 في العراق الآن تزدهر مهنة صناعة التوابيت ويجني أصحابها المال الوفير وتمتد الحجوزات لأسابيع طويلة تحت شعار (قبل أن تمـوت بشهر احجز تابوتك الآن ) 5 في العراق الآن توابيت بالجملة وموتى بلا عدد لايهم مادامت الأمة بأكملها بحاجة إلى تابوت .

السبت، 5 أبريل 2008

المتنبي..مفتاح العماري

المتنبّي ظلك مسافة أحلامهم لكنهم......... حين ثملوا من عصير حكمتك أضحوا يكذبونك .. هذا دأبهم مع الغيوم والكتب و الأنبياء فلا تلفت لرفاتهم وتقفّى إشارة يدك الموشومة بحبر السماء وأعبر بهدوء الواثق امرأتك الأخيرة ليست هذه الشجرة خاتمة النساء فقط سيظل ظلك ضلالة ظلالهم لأنهم خسروا صوتك أضحوا شتاتا نادمين خمرك يفضحهم وأينما حلوا ، خيالك يستفز غيابهم يكذبونك ..... لأن ضوءك يمحوهم وأوصافك تربك لغاتهم فمهما كادوا من ألوان تجري بين الظلمات النور معجزتك فتشبث بحليب سبأ هذه معجزتك دعهم يستنسخون عبثا الرسوم ذاتها التي خطتها سيولك على أودية نسائهم قال قرينك المغربي ّ: "المكان الذي لا يؤنّث لا يعوّل عليه " لا ضير إذن .. هذا دأبهم مع الغيوم والكتب والأنبياء .

العرافة الليبية...تهاني دربي

العرافة الليبية تهاني دربي النكهة التي تضفيها الرموز والأساطيرللأدب خصوصا عندما يتم تطويعها ببراعة لخدمة جمال أي نص لا يستهان بها... فهي مرة تكون مفتتحا يجود.. ومرة مختصرا يقول ومرة إرثا يقود..ومرة تماهيا لا محدودا....ونتاج كل هذا.. براح واسع من السحر والخيال..فرسانه بجدارة المبدعون. شعرائنا وأدباءنا الليبيون باعتمادهم على مخزون تراثي عربي تجاهل دون قصد ربما هذه المنطقة التي اسمها ليبيا وما تحفل به من تاريخ وحكايا وأساطير رغم شواهد حضارتها المنتشرة والمتنوعة بغزارة علي تراب هذا الوطن هذا الغياب لحضور تاريخنا بتفاصيله المذهلةعن التوثيق قد يكون مبررا مقنعا لانزياح اغلب من يتعاطون الأدب في بلادنا الأ من ندر الى التعلق برموزعربية وأجنبية معروفة علي نطاق أوسع.. فى العموم ليست نقيصة أن يستعير الشاعر أو الأديب رمزا أجنبيا أو عربيا وانما هذا التواجد الكبير لرموز تراثية عربية واجنبية لا يقابله حضور مماثل يليق برموز وأساطير وحكايا التاريخ الليبي في أدبنا ... وان حضرت فحضورها لا يتناسب بأي حال من الأحوال مع الكم التاريخي المتنوع لها. وأنا بصدد نشر ديواني تلبستني روح شخصية أسطورية من تاريخنا لا نعرف الكثير عنها رغم أن حضورها موثق في لوحة مشهورة جدا لفنان تشكيلى ايطالي شهرته ملأت الأذن والعين..فمن منا لا يعرف مايكل أنجلو؟؟ ..وفي المقابل من منا يعرف.."العرافة الليبية"..؟؟ لوحة مايكل أنجلو "العرافة الليبية" هذا أسمها .. لوحة جميلة تزين من زمان احدي كنائس روما..حضورها الذي له دلالات غير مكتملة عندى جعلني أراسل عددا من من لهم علاقة بالتاريخ أطلب نجدتهم لأتعرف أكثر علي هذه الشخصية الأسطورية الليبية..بعد أن حسم ألحهاها على أمري ولم يرضى حضورها المبهم في أعماقى بديلا عنها يقبل بغيرها غلافا لديواني ..أنتظرت كثيرا ..وتأخر الديوان.في البداية قلت."لا يعقل أن تتصدر ديواني هذه اللوحة دون أن أمتلك معلومات تفصيلية عن صاحبتها" وحتي عندما لم يصلني أي رد بخصوصها لم أستطع التنازل عن فكرة تصدرها لديواني ..وها أنا من خلال هذه الزاوية أجدد طلبي مرة أخري للجميع فمن لديه أي معلومات دقيقة عن هذه الشخصية ..ياريت يتكرم بها عليَّ ويرسلها لي وسأشكره حتى يستنجد المفارقة وأنا في خضم البحث عن تفاصيل العرافة الليبية أهداني ألأستاذ "محمد الغزالي ""مجموعة قصصية أسمها وجهان في الصقيع للقاص"محمد مفتاح الزروق"هي أول انتاجه ..المجموعة من النوع الذى تسلمك كل قصة فيها الى التي تليها حتى تفاجأ بأنك أكملتها..ولا تملك ذائقتك من التسليم بمتعتها بما قرأت..في النهاية..هذه المتعة هي الغاية في اعتقادى ..الحبكة التخيلية الى حد التماهي مع شخوصها هو أكثر ما لفت انتباهي لبراعته في صياغة العلاقة بالتاريخ واعادة خلقه لعالم حديث هو امتداد لنبض وحرارة حضور شخوصه الي حد التوحد معها في أول قصة في المجموعة والتي تحمل المجموعة أسمها والتي فيها نقرأ علاقة الطفل"حمزة" بطلها مع تمثال مقطوع الرأس. يجهل هو أسمه ..ويطلق عليه لاحقا اسم "غريكوس".تلك العلاقة الحبية التي لا ترتكن على معلومات واضحة قد تمنح هذه العلاقة الحميمة منطقا ما والتي برغم غيابها يجد حمزة نفسه منجذوبة لهذا الثمتال يزوره باستمرار في المنطقة الأثرية المجاورة لبيته ويكاد لايفارقه...تداعي حوار هذا الطفل مع نفسه تختصر بعذوبة تعلقه بهذا الثمتال ووجعه من الأهمال التى تعاني منه آثارمنطقة شحات"التي لم يذكر الكاتب أسمها صراحة ولكن تفهم من السياق وقد يكون هذا التعمد من قبله جاء في اطار تعميم حالة الاهمال التي تعاني منه كل آثار بلادنا....أغلب رؤوس الثماثيل مقطوعة ..غير معروفة الاسم والأحداث.... علاقة شغف واهتمام وارتباط تنتهي بموت جليل لهذا الطفل وهو يحاول انقاذ آثرهذا التمثال ..هذه النهاية الدراماتيكية تليق فعلا بحالة العجز التي تشهر وجهها المحبط أمام عشاق آثارنا...فهل يا ترى سأموت أنا أيضا مثل حمزة قبل أن أصل لهذا الأثر ؟..بصراحة لا أتمنى ذلك أبدا ..لذا سأسعى وأنتظر مهما طال الزمن....فليعذرني الكاتب..إذا أسقطت القصة الأولى علي كل اهتمامي ربما لأنها "جاءت علي الفاهق"كما نقول ..

الجمعة، 28 مارس 2008

سأكون أنا...خديجة بسيكري

يـــا الله .. حينما نكون لغيرماخلقــتنا أرحـــام أمهاتـــنا .. أوكـــــار ثعابين وزنازيــن صدئة .. أحضان جـــداتنا .. أوصالنا موصولة با للاموصول بنا وحبل المشيمة منتهي الصـــــــلاحية يخنـــق بـــــــــــــــــــــذور فلذاتنـــــا يا الله .. حينما نكون غيرمانشتهي دهشتنا من زيـــــف كينونتنا .... سد يحجب عنا سكينة أرواحنا وجيعة أحلامنا المنفـــلته من مخادع فضيلتها المندســـة في أرديـة الخـــداع وهي ترقـــــص على انغـــــام دفــــوف الافـــــاق .. متوهمة حسن أناقتها يا الله .. حينما نكون غيرمانود أن نكون بحر سراب خطواته ... يجرنا صوب شواطئ لا نريدها نستفيــق بعد أن تلفحنا شموسها وترسم أمواجها ملامح لوجوه لا نعرفها يا الله .. لولم تكن الأرض كروية لما جـــرت الشهوة .. الرجال نحو مدارات الإناث ولا استكان فوق جبله آدم ولم يتـــرك لنا ســــــلالته حينها ما كنـــت سأكون أنا .. بكل هذا الألم

الأربعاء، 26 مارس 2008

مخابىء الشوق تلك التي كنت اتلصص من وراءها؟؟؟ اتعرفين ازهارك التى تروينها عند انبلاجة الصبح عندما تتنفس عِطراً ينشر شذاه فى البر والبحر.. انا خلسة كنت هناك!!.. اتعرفين مامعنى ان تستعر النار فى مخابىء الشوق ؟ أتعرفين وحشة العاشق؟؟.. مثلما وحشة اليتيم الذى فقد امه ؟؟؟. (اعرف كيف هو فقد الام) يصمت: صمت المستهام!! اتعرفين انى فى وطنك عدت طفلا من جديد.. يرسم حروفاً جديدة؟؟ غيما ً يحتويه بعضا من بلاغة الكلام؟؟ اتعرفين : يا من تغزلين صباحاتك قبباً من ضياء؟؟ عبر خيوط الشمس؟؟ اتعرفين انك انت: من يمنح الانهار لغة الاشراق؟؟.. وانت من يبث فى الحروف اسرارها.. * اتعرفين يا سيدتى لماذا لااستطيع نسيانك..؟؟ مهما ازدريتنى وصديتينى وقفلت ابوابك اتعرفين لماذ؟ لانك معى لان ديونك فى عنقى صعب ان احصيها.. كما صعب ان اتذكر تفاصيل اول يوم تعلقت فيه!!! اتعرفين انك وراء كل حرف ونص وكلمة وشعر والتفاته وقراءة واستقراء ومزاج وذاكرة ؟؟ اتعرفين ان محرابك هو الذى استلهم منه خربشاتى منذ سنوات طويلة؟؟؟ اتعرفين انى كنت قبل ان ادنو منك عندما كنت بعيدا بعشقى كانت سنوات مره؟؟ كنت عندما يحبو المساء فى شوارع مدينتى اعرج على اركانك.. على بيتكم القديم ثم بيتكم الجديد احدث نفسى : هنا اليوم كانت : اماكن جلوسها وحديثها الجميل؟؟؟ و عندما يجر الليل خطواته فى البساتين المحيطة بك.. كنت هناك... اجلس قرب انفاسك حتى يستقر البدر فى صفحة الزرقة؟؟؟ و عندما ترتطم الامواج خلفك بصخور رخوة كنعومة قلبك. .كنت هناك اتنصت هدبرها...؟؟؟ * * هذه هى بعض ديونك.. كيف يتسنى لى ان أفيها؟؟؟ و حبك العظيم وهب الحياة لنهاراتى .. حملنى الى افق اروع.. فمن غيره هذا الحب يكون: الصنيع والعرفان؟؟؟ كيف يتسنى لى ان افى انهار عندما يصفق الغمام بجناحيه تساقط امطارك فتخضر سهولى وتهيج الازهار بالثمار؟؟؟ كيف يتسنى وانت التى اذا تفتحت اكمام ورودك ونثرت شذاها اخذتنى فى خدر بعيد؟؟؟ ومثلما هى الاشعار منذ بدء الزمان.. ايضا انت ينمو عشقك مثلما عروق الاغصان.. ينشر الظلال... ومثلما السواقى تروى عطش الانسان .. وتصنع النهار!!!. اتعرفين ؟؟ * كيف لى وانت التى عندما تغادرين الأمكنة... تكفهر الأشياء.. وتظلم الأركان.. فاحمل مصابيحي يائسا أجوس الدروب ويقتلنى شوقى... ابحث عن صحاب .. ابحث عن ركن للبوح... فلا أجد غير طيفك يلاحقني كالظل العنيد.. فينتشر الضوء.. ويخفت مصباحى من رعب شعاعك... وعندما تعودين احس بهالاتك ..إماراتها اعرفها يا سيدة الكون .. تتدفق كأنها الحياة.. احس بحرارة وموعد صادق لايخطئه القلب.. تجتاحين المسافات ... فاحسك اغنية رائعة الترديد.. نشيد يختلف فى اذنى ونغما لم اسمعه الا بحضور طيفك... فتغمرنى ذبذبات خطواتك المسرعة.. المرعبة .. الجميلة.. الساحرة.. يحيلك الشوق الى وطن يضمنى!!!.. * كيف يتسنى لى ان لااتذكرك؟؟ وانت التى زرعت حروفى.. يتحرك اللسان... تهب نسماتك.. تهب انسامك.. يتلون القول.. و يضمخ الكلام بعطر لامثيل له... و عندما تعودين في كل مرة... لاتنغلنى وحدتي.. وانهى بناء كل قصور الرمال.. وقلاع الزبد.. واخرج من تيهى.. تأتين كما نجمة الصباح تحمل البشارة .. وتعود الحياة الى اركانى.. تعود الى اجنحتى... ويأتى فيضك نهرا ً من حروف باسقة!! * ياسيدتى.. كلماتى لاتفيك.. فانت معشوقة العالم .. تعرفك المدن والعواصم.. والشواطىء والغابات والاودية.. هاجسا ً من شوق.. وانا.. قدرى ان اعشق معشوقة الدنيا ..قدرى ان احترق فيك.. وانا اراهم يحومون حولك .. لانك خيط من عذوبة.. قدرى ان احملك فى قلبى .. نشيداً دافئا لاتمله الآذان... يا سيدتى ان قبلتنى .. او ازدريتنى.. احبك فى الحالين.. انت هى انت... فى الحالين كلاهما كما انت!!! احبك مفتوح العينين.. فإذا ما اغمضت.. تابعت اهدابى رحلة العشق حتى ينبلج الصبح.. وتمتلىء عيناى بمرآك... فكيف لى ان انسى وانسلخ من ذاتى؟؟ وكيف.. وقد زرعت فى جوانحى كل هذا الوجد.. كيف يتسنى لى ان افيك ... اتعرفين؟؟؟؟؟؟؟

الجمعة، 14 مارس 2008

ذنب جميل لاأطلب له الغفران

خديجة بسيكري ذنب جميل لاأطلب له الغفران قال لها وهو يعبث بشعرها الغجري .. لا تحزني يا عزيزتي وتمتعى بالأيام المكتوبة لك ولا تعذبي نفسك فالحياة كفيلة بأن تفعل هذا بالنيابة عنك .. والتفتت إليه بابتسامة ساخرة حقاً .. أنت تقول الحقيقة والدليل أنها بعثت بك إليّ لتكوني أحد عذاباتي ، فهل الحب عذاب بالنسبة لنا ؟.. لأنه عائق غريب ومنبوذ اجتماعياً رغم أنه الحقيقة الظاهرة الوحيدة .. هو الاحساس الصادق في داخلنا بالرغبة في التغير لأجل من تحب ، بالرغبة في احتضان العالم وإشعال دبيب الحياة في أطرافه المشلولة ونداوة الفرح في يباب أرضه .. لماذا يقترن لدينا الحب بالعذاب ؟.. ينتهي بذات الحرف والقلب يشترك معهما بذات المصيبة ، الباب مغلق ..البعبع رغم أنه قد يكون بيتا آمنا يزف بعد بأمطار غزيرة .. بقاء .. براح .. عالم متسع لنا ، لماذا نشوه هذا الكائن الجميل ؟.. هزها بحميمية أيها الذهن المسافر دائماً إلى أين هذه المرة ؟ نظرت إليه وفي ذهنها ألف سؤال أنت رجل وأنا امرأة برغم كل إيماني بأننا إنسان واحد لكنني حينما أدخل محك التجربة اكتشف الكثير من الفروقات .. وأنا معك الآن أنسى كل تجاربي ، ذاكرتي لا تمتلك سوى أنت فحينما تحب المرأة تلقي كل ذكرياتها وتبقى أمامها عشقا وحيدا ، تهبك كل عالمها ، تحبك بإحساس صادق بأنك تجربتها الأولى بينما أنت لا تمل الحديث عن تجاربك السابقة ونساؤك المبعثرات في كل الدنيا ، تكون في أحضان محبوبتك وتحكي عن محبوبتك السابقة بأدق التفاصيل وبحرارة لا ترهقها حتى حرارة اللحظة التي تحياها .. اكتشفت أن هناك فروقا كثيرة وأن القلب الآدمي ليس واحداً وأن قلوب النساء بلا ذاكرة لهذا يعذبهم الحب كثيرا لأنهن يدخلن التجربة مجردات من كل خبرة سابقة فلا ينصبن المتاريس ولا يرسمن خطوط رجعة إلا فيما ندر .. لهذا الحب يعذبنا أكثر نحن النساء اللواتي يقربنا اللهيب فنحتضنه ونحن عليه متوسلين الله أن يشب عشقنا لهيباً في كل الدنيا .. فتضيء به عتمة الأرواح والدروب المظلمة ، ولكن النتيجة دائماً ما تكون متفحمة تنكفىء عليها حتى تتماثل للشفاء وتلتفت حولها متوجهة إلى لهيب آخـر يغريهـا بالتـقرب لأنها وببساطة فقدت ذاكرتها في الحريق الأول .. لهذا يتحول الحب إلى عذاب لأننا لا نحمله مشاعل ترفعها في وجوه العتمة ولا نقوله ، نداريه فيلسعنا وتلعب به الرياح فتشتت مساراته ، وبرغم كل هذا الجنون وهذه العذابات يظل له مذاق لا تحتمل بدونه الحياة .. وذنب جميل لا نطلب له غفرانا..

حكاية مطلقة الرئيس ساركوزي ـ سيسيليا

حكاية مطلقة الرئيس ساركوزي ـ سيسيليا تأليف :آنّا بيتون آنّا بيتون، هي صحافية فرنسية سبق لها وعملت في مجلة «ماريان» الأسبوعية القريبة من اليسار قبل أن تنتقل إلى مجلة «لوبوان» اليمينية.سيسيليا المقصودة بعنوان هذا الكتاب ليست سوى السيدة سيسيليا ساركوزي التي كانت زوجة للرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي بعد انتخابه رئيسا للجمهورية في شهر مايو الماضي. ولكنها لم تحتفظ طويلا بلقب «السيدة الأولى» في فرنسا وأصرّت على الطلاق من الرئيس. استمرّت آنّا بيتون، مؤلفة هذا الكتاب، لمدة سنوات وهي بمثابة «كاتمة أسرار» سيسيليا. وها هي تنشرها اليوم بموافقة صاحبتها. ولم يتأخر هذا الكتاب في أن يصبح في رأس قائمة الكتب الأكثر انتشارا منذ صدوره قبل أسابيع.يتضمن هذا الكتاب، أو بالأصح يكشف هذا الكتاب عن الكثير من الأسرار، وفي مقدمتها ذلك السر الذي كان الفرنسيون يودون معرفة الإجابة عنه، وهو: ما هو سر طلاق سيسيليا من الرجل الذي أصبح رئيسا لجمهورية فرنسا؟ وإذا كان الجميع يعرفون، وإذا كانت الصحافة قد نشرت صورة سيسيليا وهي في نيويورك مع رجل أحبته اسمه «ريتشارد اتياس» وبقيت معه لمدة ستة أشهر. كان نيكولا ساركوزي زوجها آنذاك وزيرا للداخلية وفي صدد تحضير حملته الانتخابية الرئاسية. وما تؤكده مؤلفة هذا الكتاب هو أن طلبها للطلاق كان بمثابة إعلان صريح بالحب لـ «رجل حياتها». نقرأ: «أجمل تصريح بالحب. لم تكن تريد حقا أن تتم قراءة طلاقها بطريقة أخرى. لقد عملت على تسريعه وكانت مصممة عليه وأخرجته من أجل غرض واحد أعلنته للمقرّبين منها وهو إقناع ريتشارد اتياس بحبها الكبير له. إقناعه أنها مستعدة من أجل حبها له أن تضحي بكل شيء (...) مستعدة للتخلّي، في هذه الملكية الجمهورية التي تمثلها فرنسا، أن تتخلّى عن التاج والسلطة وعن جميع امتيازاتها». ولا تتردد المؤلفة في القول ضمن هذا الإطار إن سيسيليا قد «كذبت» عندما قالت إنها لا تطلّق «من أجل آخر» وأضافت: «لا أريد أن أرحل من أجل آخر، وإنما هذه المرّة من أجل نفسي». كان هذا القول قبل عدة أسابيع فقط من توقيع وثيقة الطلاق. وما يتم تأكيده أيضاً هو أنه بعد شهر من الطلاق لم تكن سيسيليا قد قابلت «ريتشارد». ويبدو أنه هو الذي لا يريد أن يراها. وتنقل المؤلفة عنها قولها إنه غدا يخاف منها. «إن أسرته وأصدقاءه يقولون عني أشياء سيئة كثيرة... غاية في السوء». ولهذا وضعت صديقتها في نيويورك «بياتريس ستيرن»، تنقل المؤلفة عنها قولها: «حاولت بياتريس التحدث إليه. وقالت إنه ينبغي الانتظار فهو حذر جدا». وهي تؤكد أيضاً أنه «تفهمه»، ذلك أنها «تخلّت» عنه عدة مرات، وخاصة أنها غادرت المنزل الذي كانا يعيشان فيه بالقرب من مدينة نيويورك و«عادت» كي تدعم زوجها نيكولا ساركوزي في حملته الانتخابية الرئاسية. تقول: «لقد جعلته يتألم كثيرا. فعدة مرات عاد إلى منزلنا بالقرب من نيويورك ليجد أن أمتعتي لم تعد هناك. لقد آلمه ذلك. وقد أسأت له كثيرا في عمله وفي كل مكان. لم أتصّرف حقيقة بشكل أنيق. فعلت ما استطعت عمله، ولكن ما استطعت عمله لم يكن جيدا. وهو يقول الآن إنه يخاف مني ويخشى أن أكون شخصية مزدوجة». وتضيف أنه قال لها: «أعرف أن هذا الطلاق هو أجمل تصريح بالحب يمكنك القيام به لكن هناك سيسيليا أخرى... وقد سبق لي ورأيتها... وأنا أخاف منها». ولا تتردد سيسيليا في الإعلان عن «ندمها» كون أنها قبلت أن تلعب «اللعبة السياسية» مع زوجها السابق نيكولا ساركوزي. وقد بررت «عودتها» برغبتها في «التأكد» أن «الصفحة قد طويت تماما مرة واحدة وإلى الأبد». وقد تأكدت من ذلك بعد عودتها من عطلتها مع زوجها السابق أثناء الصيف الماضي في الولايات المتحدة حيث كانت قد رفضت أن ترافق زوجها الرئيس الفرنسي إلى مأدبة دعاهما إليها الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش وزوجته. لقد أرادت بإصرارها على الطلاق أن تقدم لـ «ريتشارد اتياس»، اليهودي المغربي، كما تصفه، البراهين على حبها له. تقول: «ريتشارد هو الشخص الذي أحببته أكثر من الجميع في حياتي. وأعتقد أنني لم أحب أي رجل قبله». وتضيف: «إنه رجل حياتي... وأنا امرأة حياته». وتؤكد المؤلفة أنها تقول مثل هذه الكلمات بكثير من الرومانسية. بنفس الوقت تؤكد مؤلفة هذا الكتاب أن سيسيليا أمضت قرابة عشرين عاما مع نيكولا ساركوزي وهي تسهر عليه «كطفل» وتتأكد أنه ينام باكرا. ولا تتردد سيسيليا في الإشارة إلى أنها عرفت لحظات صعبة مع زوجها عندما كان يعود في ساعات الفجر وهي «تذكر أسماء بعض الفتيات»، كما تقول المؤلفة ثم تنقل عن سيسيليا قولها: «لا يتصرف نيكولا كرئيس جمهورية. يجب أن يقول له أحد ذلك. لقد فعلت ذلك مدة 18 سنة ولم أعد أستطيع فعله وقد أصبحت من الآن فصاعدا أنا أقل من يستطيع فعله». وتنقل المؤلفة عنها قولها أيضاً عندما أخبروها أن الرئيس ساركوزي كان لا يزال يضع خاتم الزواج بيده في شهر ديسمبر، أي بعد إعلان الطلاق بفترة فعلّقت بالقول «سوف ينزعها» ثم أضافت: «هذا مضحك»، ثم أيضاً وبصوت منخفض: «هذا أمر محزن، أليس كذلك»؟ وعندما سألوها عن تفسيرها لذلك قالت: «لا شك كي يُبدي أنه ليس هو الذي أراد حدوث الطلاق». وتشير مؤلفة الكتاب أنه عندما غامر أحدهم وسأل الرئيس ساركوزي في نهاية شهر نوفمبر الماضي عن سبب احتفاظه بخاتم الزواج بيده قال: «سيسيليا لا تزال تضعها أيضا». وهذا ما علّقت عليه المعنية بالقول: «هذا غير صحيح». وأضافت: «أنا في يوم إعلان الطلاق اعتبرت أن الطلاق قد أصبح واقعا، ونزعت خاتم الزواج». وتؤكد سيسيليا أنها لم تعرف أي شيء عن «مغامرات» زوجها قبل الطلاق، ولم يقل لها أي إنسان شيئا من هذا القبيل، ولا حتى «دومينيك دوفيلبان» رئيس وزراء فرنسا السابق والذي كان مرشحا «محتملا» للانتخابات الرئاسية عن معسكر اليمين. تقول سيسيليا: «لم يقل لي أحد شيئا كي لا أتألم. قد أحسنوا بذلك، وكنت سأتألم كثيرا». وتضيف في مكان آخر: «هل احترام الإنسان لنفسه يعني قبوله بما لا يمكن قبوله؟ فأنا ربما لم أكن أستطيع أبدا أن أقبل، على غرار دانييل ميتيران ـ زوجة الرئيس الراحل فرانسوا ميتيران، أن يكون لزوجي طفل ـ غير شرعي من امرأة أخرى». وتحت عنوان: «عندما تُبدي إعجابها بسيغولين»، المقصودة هي سيغولين روايال التي كانت مرشحة اليسار «المهزومة» في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة، تشير المؤلفة إلى أن سيسيليا أرادت ذات مرة في عام 2002، وتحديدا بعد الانتخابات الأوروبية أن يتوقف زوجها عن النشاط السياسي. \وتنقل عنها قولها: «كان نيكولا يرغب كثيرا في التوقف عن ممارسة السياسة. وكانت لدي رغبة كبيرة في أن يتوقف. ثم قلت لنفسي إنه لا يحق لي أن أنصحه بذلك. كان التزامه السياسي عميقا جدا. فما كان مني سوى أن تراجعت». ولكن اعتبارا من ذلك التاريخ أيضاً أرادت هي نفسها أن تفتح آفاقا سياسية أمامها وأن تخوض ذات يوم معارك انتخابية. \وكانت تردد «أحب مهنتي كثيرا». وكانت تقصد بذلك «مهنتها« كـ «امرأة سياسية». هذا ما كانت تؤكده على الأقل، وهذا ما رفضه عليها دائما زوجها «السابق» نيكولا ساركوزي و«لم يعترف» لها بتلك المكانة. وكانت قد صرّحت أثناء الانتخابات البلدية لعام 2004 قولها: «سوف أكون كما يبدو مرشحة عام 2008 وأنا بصدد التفكير ببرنامج وبفريق عمل. أريد أن يتم انتخابي على أساس برنامج وليس باعتباري زوجة فلان». وفي خريف عام 2005 صرّحت سيسيليا ساركوزي «أنا مغرمة أكثر فأكثر بزوجي. وهو كذلك». لم تكن تريد فقط أن «تطمئن» على بيتها وإنما أيضاً على مستقبلها «السياسي». وتساءلت أيضا: «لماذا لا يوجد في حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية ـ حزب زوجها- نساء ذكيات مثل سيغولين»؟ وكانت سيسيليا قد أوشكت أن تكتب في مطلع عام 2005 نفسه كتابا تحت اسم مستعار تتحدث فيه عن آلية عمل وأخلاقيات الأحزاب السياسية. وتنقل مؤلفة هذا الكتاب قولها لها: «سيغولين روايال ستساعدني لمعرفة كيف تجري الأمور في حزبهم». لم تكتب شيئا. لم تحس أنه «مسموح لها» بذلك. وعندما التقت بـ «ريتشارد اتياس» سمحت لنفسها بكل شيء. كتاب انقسم محللو فرنسا ومفكروها الكبار حوله بين مؤيد لنشره باسم حرية التعبير ومعارض لذلك فالزوج ليس سوى رئيس الجمهورية ورمز الدولة. *الكتاب:سيسيليا *الناشر:فلاماريون ـ باريس 2008 *الصفحات:175 صفحة من القطع المتوسط ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيان الاماراتية..2008-03-09