الأحد، 17 مايو 2009

سُمـــــــــار بنت البحر6حكاية طويلة!!

كمباري فاجأ الجميع بحضوره الاول بعد إختفاءه الطويل ، جاء متخفيا متلثما بعباءة قديمة ، فالبوليس يبحث عنه في كل مكان يتوقعون وجوده فيه لكنهم لم يتوقعوا ان يكون بهذه الهيئة هذا البحار العنيد ذو القامة الغجرية !! البوكسياري طلب منه العودة الى مخبأه لكنه أصر على البقاء وقضى أيام المأتم وهو يتلفت .
• كم هي اللحظات تمر ببطء والايام ايضا ، لايعرف ما وراء بنت البحر ، ظلت اسرارها تؤرق كل اوقاته قال للحامدي:ماذا تفعل بنت البحر هذه الايام ـ ماذا يفيد يامنية الروح رجائى فيك او قطع الرجاء مِنك؟؟..كلاهما شعور قاتل ..كلاهما أسى وتأسى..كلاهما..مثل احدهما..كلاهما ينغل مواطن الغبطة فى قلبى.
كلاهما لعنة وموات..كلاهما انتحار ..وانتظار للذى يأتى اولا يأتى..كلاهما مرسى..اُفقه فى السديم..حلمه مُستحيل كاستحالة العنقاء والخل الوفى..ومدينة انت..مدينة من التناقض..والرهبة والخوف والاطمئنان ودفق الحنان..والقسوة والغموض..مجاهل بُليت بها كمن اعمى بُلى بعل ٍ لايعلم هل يقفز منه الى عمق لايعرف منتهاه؟؟..ام يرجع عنه الى طريق لايعرف!! ودرب موغل فى الوحشة والاِغتراب..تسامرت كل الهواجس على قلبى..اذا حضرتِ ارهبك واخاف حضورك واذا غبت قلت اى يوم هذا؟؟ وهل تخطط للحظة لااعرف كيف ستمر؟؟؟ لانها لم تمر قبل الان ولم اذق طعمها..وهى لحظة ستمر فى كل الاحوال..لكنى لااعلم هل سابقى بعدها.. ام ارحل فى الدياجير..ولانها لحظة لم تمر ويكتنف الغموض تفاصيلها ..ترهبنى..تحتل عقلى ووجدانى..تمارس القمع على ذاتى!! كأنها تقول لى : تلك اللحظة لها ما بعدها...اقول فى ذاتى هل تخطط اليوم اوغدا لتلك اللحظة؟؟ هى غامضة لاتفهم من اين ستاتيك بالفجاءة..هل تـُخطط لتلك اللحظة ..اتساءل؟؟ واقول يا منية الروح اين انت؟؟ابحث عنك فى الطرقات..والازقة ورقم هاتفك..والصمت المُريب الذى ينتحر فى جوانحى..يا سيدتى ماذا تخططين؟؟ماذا تفعلين عندما تغيبين عن اماكنك المُعتادة..انت عصفورة..اعرف انك عصفورة بنت عُشا ورديا..كللت تفاصيله بحضورها البهى..ليس من عاداتك ان تغيرى المسارات الا ماندر..وكم انا غبى اذ اثق انى اعرف عاداتك..ومن قال ان لك عادات؟؟او اعتيادات..انت كومة صمت مهيب.. عبق لامثيل له ولا ند..انت ..وانت ايضا لااعرفك..رغم انى اعرفك..وما عرفت اغلى منك..يا سيدتى اُحبك..اموت فيك..ونهايتى مُحققة لديك.. لاى شىء تخططين هذه الايام؟؟... هل تخططين للحظة عشت سنوات طويلة اخاف منها؟؟، هل آن الاوان ؟؟.. يا مليكة تعاستى ورداءة حظى ماذا فى رأسك الجميل؟؟ ابيع عمرى مقابل ان اعرف يا سيدتى!!.لاتبالغ يا احميدة ..قال له الحامدي ، عشاق كثيرون مثلك ثم دفنت الايام ذاكرتهم كما تطمر هذه الامواج كثير من الرمال والاسرار ، تعال هنا ، كم حبة رمل كانت هنا ثم اندثرت وهذه الحبات التي تراها بالملايين ستختفي ، سترحل وتحط مكانها حبات اخرى ، كذلك ذاكرة العشاق تذوب كما يذوب زبد البحر في الرمل .
يا لأمثلتك الثقيلة الغريبة يا حامدي ، كيف خطر لك هذا التشبيه ام علمتك الايام؟ لانك تنسى ، او لاملامح لعشقك ، انت من صنف غريب وانا لست مثلك ، انا من النوع الذي يقتله العشق ، وانت من النوع الذي يحييه العشق وينهض على عشق آخر ، غليظ انت وغامض وقد لايكون لك قلب بالمرة ، أي قلب هذا الذي تشير على قلبي ان يكون مثله ؟؟ توقف عن هراءك القلبي هذا يا حامدي بك خلل لاادري كُنهه بالرغم من جمال روحك او لعلك تكابر أريد أن أنسى هذا النصائح العشقية الغريبة!! حتى لاانساك أنت الآخر.
بنت البحر كائن غير قابل للنسيان هذه هي المُعضلة التي لن تفهمها حتى يتلبسك عشقها وهي تحتاج الى تركيبة مثلي ولذلك امثالك لايقعون في غرامها لا نك لاتحب المغامرة ولا تتواشج مع المجازفة و بنت البحر مغامرة ..قفز في ظلام جميل اذا تلبسك فلن يمكنك خلعه ابداً هذه هي القصة . يتــــــــــــــــــــــــبع

سُمـــــــــار بنت البحر5 حكاية طويلة!!

• افاق من حلمه على مسعودالطبال الذي كان يقرأه ، استغرب العلاقة بين طبال النيهوم وبين الحلم ؟؟ ربما تكون هناك علاقة فهو يدرك ان الحياة لعبة احيانا تتقارب اشياء ولاتفصح عن اسرارها ، هذه بنت البحرامرأة أسطورية حكاياها لايصدقها عقل ثابت؟؟ تعودنا على الثوابت ولم يكن للأساطير مكان الا حول امرأة قد لاتتكرر من قرن الى قرن .• هناك سذج ،لكنهم اشرار كما يقول أمبية، يوجد اذكياء يمتلأون بالطيبة ، الذكاء ليس دليلا على الخبث دائما كما ان السذاجة ليست حجة الاخيار ،الحياة لعبة كما قلنا وهذه هي احدى تقلباتها بنت البحرداهية و ذكية لكنها ليست خبيثة السريرة ، نظرية كمباري الدائمة في هذا الجانب النفسي هو ان التربية هي الاساس بمعنى البيئة والمحيط وليس الغنى والفقر لكنه يعترف ان ربيب النعمة اكثر عفة من غيره ولذلك هو عرضة للهلاك بسبب عفته ، اذا عشت في اذا عشت في عش جميل ستكون منبوذا فيه اذا مارست القبح ، لن يكون لك مكان في هذا المُحيط ، العجيب ان كمباري الذي يضع هذاالتحليل لم يعرف اب حقيقي ولا أم حقيقية كما انه فقير والام التي عرفها هي صوفياالايطالية التي ماتت ولم تقل له من أي بطن خرج!! ولايصدق انها لاتعرف ، لابد ان لها عذر لاني اثق في صوفيا ولا الح في الاسئلة عليها فأنا اعرف مقدار حبها لي كما يقول كمباري ا لذي لايتجاهل تاريخه العائلي ولذلك يقول: تعلمت كل هذا من صوفيا ويكفي اني لم اعرف غيرها ومع ذلك عندماكبرت لم تعمل على تعميدي ولم تذهب بي الى الكنيسة يوم الاحد رغم انها ارثوذكسية مُتطرفة لكنها قالت لي: انت من ابوان ليبيان مسلمان وعملت على ذهابي المنتظم الى الجامع كي استمع الى دروس الشيخ مصطفى في جامع الماجوري القديم ، كان يمكن ان اكون مسيحيا وايطاليا اذا ارادت صوفيا ذلك ، لم يكن احد يمكنه ان يمنعها غير ضميرها فلا احد يعرف اصلا اين ولد كمباري ومن هما ابواه بل وحتى تفاصيل ولادته ولكنه وجد نفسه في ليبيا ورحلت صوفيا دون ان تقول له ولم يعد يهتم كثيرا بذلك. • بنت البحرتتقافز تحتاج الى خبزهاالمُرطب فذوقها مُتقدم كما عرفنا ، يصرفتحي على ان يشترى لها البسكويت من مصطفى البابا ، بسكويت يوناني مُطعم بالشوكولا والكريم يشبه الكيكة في رطوبته ورخوه ..هكذا هي بنت البحرعفيفة راقية في مذاقها .
• تبدى الصبح يا جماعة ، يوم الجمعة دائما ثقيل ومُزعج وليلة اللبارحة اكيد كوابيسكم مزعجة .
• قال ذلك فتحي بينما يحاول إثارة ضجة لايقاظ الشلة التي ارهقت بسبب ليلة طويلة قضوها في الغناء .
فتحي كان مجنون سلوى زوجته لايدري ما شعورها الان، مر الزمن وتراكمت الشجون تجاوزت الحياة هذا بالنسبة له ، لكنه احبها بجنون ،كان يتسلل اواخر الليل بسيارته الميني ، يرمي لحاف امه القديم فوق جسده وينام داخل الميني التي كانت مصفوفة الى جانب سور منزل اسرة سلوى ، يتندرون على هذه القصة الان، لكن احميدة يفهم ولا يمكن ان يفهمه غير عاشق مثله كان يفعل اكثر من ذلك قرب بيت حبيبته ، مثل لص كان يتسلل الى الحديقة ليتنسم عبيرورائحة بنت البحر ذات مرة كاد ان ينتبه اليه احدالاطفال الذي خرج الى الحديقة ، تسمر الطفل ولمعت عيناه واصيب بالرعب ، بقيا للحظات يحدق كل منهما في الآخر متسمرا ثم فر من امام الطفل المندهش المذعور لكنه يثق ان صورته علقت في ذهنه
بنت البحر ماكرة تحاول هي ايضا ان توقظهم بنت البحر مزعجة جميلة بنت البحر حبيبته لن تقتل حبه وان ارادت ، مزروعه هي في دمه وكيانه لن يثنيه صدها ، هي دائما الاجمل في حياته ، اجمل واحلى من كل شيء ، لاتحاول فكل هذا الصد وقود لحبه ، مزيد من الاشتعال في حروفه ، هو غبي اضاعها بحرصه المُفرط عليها !! قال له امبية :
- هل يضيع الاحباب من فرط الحرص ام من مبالغة الوجع؟؟- من الاثنان معا !!- كيف ذلك ؟؟
- كانت تشك في مشاعري نحوبنت البحرتلك عزيزة وكانت هي حبيبة قديمة ثم ابتلعها الزمن؟؟تزوجت وانجبت وملأت دارها عيالا ومع ذلك ماتزال تشعر انها تملكني ولذلك تفسد كل شيء ترسل ضرباتهاالعشوائية علها تصيب اذا صدقت ظنونها ، وكانت تملك وسائل الخراب ، غبي انا يا صديقي، كم انا غبي ، كنت اتغزل في عزيزةامام بنت البحرلابعد الشبهة عنها ولاثبت لعزيزةانها واهمة وكنت اظن اني اهديء من روعها لكن عزيزة لم تكن واهمة ولم يكن ليفيد ما خططته فإذا بي افسد كل شيء بسبب غبائي وقلة حيلتي ، وكان هذا الحرص الغبي والساذج كالسحر الذي قلب ظهرالمجن وادار ظهره للساحر وضحك عليه ، لاتحرص على حبيبتك بهذا الاسلوب البائس ياصديقي فها أنا اجتر اوجاعي بجانبك واحدق في بنت البحرالمزيفة كالاحمق المأفون .كمباري ملح الشلة بإبتسامته التي احيانا تحس انها مُغتصبة يكابده ادعاءها مثل الضحكة الحكومية التي يرسلها الساسة لضيوفهم للمجاملة وربما في اعماقهم لايحبونهم ، لكن كمباري يحب الشلة هذا هو الفرق العميق بينه وبين رجال السياسة.طال غياب كمباري لم يعد في الارجاء ، لم يعد حوله أي خبر وهو رجل غريب في كل شيء حتى لايعرفون من هم بقية اهله لكنهم اشتاقوا اليه والى سخريته اشتاقواالى تعليقاته المرة .سيعود ، اين سيذهب ، ضرب عسكري انجليزي سكران ؟ وماذا في ذلك؟؟، انا ايضا في مصر كنت طفلا ضربت انجليزياُ وشجيت رأسه بطوب وهربت ..قال ايه الحكاية ذلك ثم حاول تغيير الموضوع . لكن الشلة لم تنسى هذا البحار العجيب بقبعته اليونانية واحيانا بصلعته اللامعة مثل مطار بنينا كمايقول التشوش.
• ماتت ياسمينة وجدوها في الصباح مسجية في فراشها واصبعها متخشب مرتفع نحو السماء ، تنادت الشلة والتئمت امام بيت البوكسياري كل منهم حمل ما يستطيع حمله الى هناك حيث بيت العزاء ،ابوالفشنك تحمل مسئولية الشاي وتوزيعه على المعزين ،احميدة دس في يدالبوكسياري مبلغا من المال ،التشوش يستقبل المُعزين ويودعهم مع البوكسياري ويسهر على راحةالبعض الذين جاءوا يعزون من خارج المدينة ،امبية كان يحضر من السوق كل ما يحتاجونه على دراجته فرج الحوات احضر خيمة قديمة من الريمي ،خبر ايه حمل حرفته معه إلى بيت العزاء ، حراسة المكان من السرقة وايضا الحفاظ على الاطفال وبيده خيزرانة رفيعة يرعبهم بها كلما اراد طفل ما الخروج الى الشارع في غفلة عن امه ،البوكسياري لم يكن محتاجا للمال لكنه يحتاج الى هذه اللمة الحميمية حوله ، كان حزينا على امه التي رحلت قبل ضرتها العجوزمرضيةاما فتحي فقد تكفل بإحضار كل ما يجده فوق السفن الراسية بالميناء وزملاءه حملوا له ايضا السردين والجبن والتوست والحصائر القديمة التي يرميهاالبحارة.
يتبــــــــــــــــع