السبت، 1 أغسطس 2009

من يقول الفيل؟؟؟

(1)
سيطول زمن قبل أن نعرف أجوبة كثيرة على أسئلة قليلة وحائرة ..وهنا سنحاول تجاوز { المسموح به }ونعتذر من اؤلئك الذين يقدسون الطواطم!!؟؟
(2)
محمد حسنين هيكل قمة وصحفي شيخ ومتمرس وصاحب مدرسة في الصحافة ولاينكر هذا غير قارىء ضحل، نحترم بعضا من وفائه لعبدا لناصر ، لكنه يدير لعبة الوفاء بذكاء وحرفية ، ولابد لك أن تجد بين سطوره ما يدمى القلب حتى تتمنى لو انه خلع عنه قميص الوفاء لأنه ولذكائه الحاد وخاصيته الصحفية لا يترك لأحد مجالا لكي يقول فيه ما يريد ، فهو شفاف رقيق عند الحديث عن عبد الناصر ، لكنه يصيبك بالدهشة عندما تقرأ بعض حروفه وتقف الكلمات عاجزة في الحلق.
(3)
اعترف بان هيكل اسرنى كما اسر غيري بسحره وخياله الواسع وفبركته الصحفية لذلك أقع في مأزق ألمقارنه بينه وبين آخرين ممن كانوا يرشون البخور أمام عبد الناصر وبعد رحيله شمروا عن اذرع الحقد ومنهم من كان من المقربين ، وهذا سر من أسرار عبد الناصر التي رحلت معه ، خاصة طريقة اختياره لبعض معاونيه.
(4)
من ضمن الذين تركهم عبد الناصر هيكل نفسه الذي صور لنا فى أحايين كثيرة أن عبد الناصر كان عبارة عن محرر في إمبراطورية الأهرام بينما هيكل كان هو الذي يدير هذه الدولة العربية المثقلة بالبشر والتاريخ من خلف كواليس إمبراطوريته ، ولايمكن أن نصدق هذا الأمر على علاته ، فعبد الناصر لم يكن من الزعماء الذين يسندون رؤوسهم على الآخرين.. ولو انه كذلك لما صدر عنه العديد من القرارات ألمصيريه والتاريخية.. لقد كان حازما ولم تكن قرارته من النوع الذي يعتمد على مرجعيات عرفنا فيما بعد اتجاهاتها بمن فيهم هيكل نفسه وغيره الذين لم يكونوا اشتراكيين ولا قوميين ولا يحبون الفقراء ولا يكرهون الإقطاع ، ولم يكونوا ليبنوا السد العالي الذي تآمر عليه الغرب ، وإجمالا ليس هناك علاقة بين السيجار الهافانى وبين اللفافات التي كان يدخنها عبد الناصر.
(5)
أحب فى هيكل وفائه لعبد الناصر ، ولكني اكره فيه غمزه من قناته بين السطور وحديثه عن السلبيات على نحو سيار وسريع وخاطف ، لكنه لا يغيب عن قارىء مهتم ومتابع…فليت هيكل لم يرتدى هذا القميص الذي تحول إلى ورقة تصدمنا كلما حاولنا أو فكرنا في التصدي لبعض مبالغاته التي لا يصدقها العقل ولا تحترم بالتالي عقل المتلقي .
(6)
وحتى لا يظن احد أنى ضد أن يكون لهيكل رأى بمعزل عن عبد الناصر..ليس الأمر على هذا النحو فعبد الناصر لم يكن إلهاً ، فله أخطاءه التي اعرف..لكنى ضد ارتداء رداء للدعاية سواء على حساب ناصر أو غيره من الزعماء ولست ضد أن يكون هيكل متقاطعا مع كل ما فعله عبد الناصر والمسألة ليست على هذا النحو… لأنه لكل موقفه الذي احترمه لكن حمل الفكرة ونقيضها هذا هو الذي أعيبه على بعض الذين نحترمهم من القمم الأدبية.