الأحد، 12 أكتوبر 2008

عذراء الحجر

مدخل • كيف يرسم حزنه؟؟كيف يُنصفها ليعرف حتى العصفور مبلغ وجعه اثناء ما يعتريه ؟؟ كيف يعير قلبه لجوانح الناس كي يدق لهم ويعيشون تمزق الروح؟؟ يخشى ان تصغر الحروف دون البكاء ؟؟ ..كيف يبكي مُختلفاً حتى يصف اللحظة التي لا تشبه إلا ذاتها، ايها البكاء العادي انزاح قليلا، أفسح المكان للقرح حتى يتدلل !! وحتى لا يعجز القلم عن رسم هذا الذي ينغله، حنى يمرح الوجع فيه!!؟ فهذا احتفاء لا يشبه إلا حزنه، وهذه حروف دون انفساحه المُوحش، ايها الركب المنفلت قهراً الى ما وراء الدنيا توقف حتى يرسمك ولا تضيع ملامحك!!؟توقف حتى ترسمه الذكرى وابتسامة الوجع المخفي حتى القمع!!يا لسوء حظ الضحك الذي يصنع ذاكرة الغيم الذي سينهمر الآن من فرط الغربة وبشاعة الوحشة، ورهبة كل الأمكنة !!توقف ايها الركب حتى يبتدع قاموسا للوجع!! ، آه يا للوجع من له بمن يتلبس قلبه !!؟؟ هاهو يوم يمر والناس ترتاد المدينة بدون حارسة الورود، بدون اقحوانة الشمس التي فقدت أبجدية الكلام ونسيت لسانها!!لأنه ما من احد غير عذراء الحجر تجيد لغتها!!نغل ركبها المُهاجر كل أوطان الغبطة وأصص الرياحين وأنفاسها!!غابت كل الشعاعات التي رسمتها لأجل اوركيدا لا تشبهها غيرها!!أين يذهب بوله سكبه؟؟إلى أين ايها الركب فهو لا يصدقك وأنت تحمل من كانت تغتسل بحدقة العين ؟؟ حبيبته ونس العمر ترحل في أعماقه، تأخذ وداعته!! . • من يساعده ؟؟من يفهم عشقه لهذه اللوحة؟؟ من؟؟، حكاية كيف يكتبها؟؟ عندما يشعر بفوضى داخله..كيف يرتبها؟؟إرباكا يحتويه كيف يلملمه ؟!! ألمٌ كيف يـَِصَفهُ؟؟َوجَعٌ كيف يكتبه؟؟ ولوحة تستبد به كيف يرسمها وينصفها ؟؟إنثيال كيف يبوح به وينجو؟؟جراح كيف تفضحه؟؟انفساح كيف يصدقه؟ تراكم كيف يرويه؟؟آهات كيف يُعِرِيَها؟؟سؤال إلى سؤال..فكيف يُجيبه؟؟من له بحروف لا تـُقرأ بحبر لا يـُرى..من يهرب آهاته!!..يا أنت أيتها العذراء البهية في لوحة حار الناس في أسرارها كيف يفر إليك ثم إلى أفق ديجور؟؟وآذان النوارس لاتـُخبىء أسرارا وأنت مسافرة في لجةٍ سافرة؟؟!!يا هذا الوهم الذي تلبسه..يا هذه الأسطورة التي تحيط به!!: كيف يخلعها دون أن ترصده عصافيرها؟؟ كيف يلغى البداية؟؟فأعشاش المقالع ترجمه بسجيل لم يمر!!وجوارح حصارها تدميه!! والدماء فضائح!! و حروفه تنفلت وجوارحها في أشجار تتربص!!يا هذا القمر تظلل قليلا حتى يمر بوجعه ولا يلتفت الى اللوحة، حتى يهرب بأسراره!!..يا هذا الضباب عمم تفاصيلها في دخانك حتى:تتسرب جداوله من شقوق فاضحة..!!يا هذى النجوم:أما من غفوةٍ:تمرره من:كون سديم؟؟فكيف له أن يصف وجعه وفضاءاته تعريه ،تـنفض حروفه ،تبعثرها في أركانه..فأين يُخبيء أوجاعه؟؟أين يسافر بها؟؟أين يبكى وحشة الحياة وبشاعة الزمن..كيف يقول عذابات عذراء الحجر و العشاء الأخير؟ ، لا احد يفهم أو يدرك أو يصدق وحشته التي يعيشها. (1) قيل أن لوحة العشاء الأخير قد خلفت مكابدات لا حصر لها وقيل أيضا أنها تحمل رموزا وأسرارا كثيرة لم يتعرف عليها الناس بعد وأكثر ما تم تداوله ان دافنشي قد رسم اللوحة ليتعذب الناس في أسئلتهم قروناً، ومن القرون ذكرى قد لا تنمحي وما أصعب ان تشعر بأنك مقهور ومقموع لان دافنشي لم يرق قلبه للعالم فيجيب عن أسئلة بحجم الكون. توارد الزوار والسواح على مدى مئات السنين وجاء سواح وآخرون رحلوا ولم يجدوا أجوبة شافية!! 500 عام من القهر والأسئلة!! وهذه اللوحة الماكرة ظلت ترسل عذاباتها لهم والغريب ان كل العوامل الطبيعية وغير الطبيعية لم تؤثر في اثر دافنشي !! لوحة [العشاء الأخير] ذات التسعة أمتار التي ظلت تقاتل ضد الطبيعة والكوارث وحتى قنابل الحروب الكونية ، إصرار عجيب بقاء هذا السر الغامض يقهر القلوب ولا يلغي علامات التعجب من الذاكرة ، وحتى شفرة براون لم تثير إلا مزيد من المشاكل والأسئلة. 500 عام واسم هذه اللوحة لعنة على القلوب!!آخر أسطورة في العالم لم تقبل الرحيل بهدوء فلابد أن تثير الزلازل وتحرق الجوانح وتنهض من جديد بعد ان يمر بها ما يمر وهي أقوى قدرة على هذا القهر!!. في ميلانو قاموا بتوسيع باب الجدار الذي رسمت عليه فرشاة دافنشي [العشاء الأخير]، أزالت أو محت التعديلات قدم المسيح فقط، قصف الحرب العالمية الثانية انهارت بسببه احد الجدران في حجرة الأكل لكن اللعينة نجت، ظلت ترفع اصبعها في عين الأسئلة!!والعشاق أيضا. فكيف لا يعذبنا هذا العشاء الذي لم يأتي بعده عشاء منذ خمسة قرون، ظلت هذه الأعجوبة صامدة في وجه صواعق الزمن وتصاريف الدهر، لقد أثارت حنق الناس كثيرا وما تزال، استفزوها، حاولوا الاقتراب من لعناتها!! داوروا وناوروا حول جدرانها، هدموا احدها بحجة توسعة باب الدخول، فنجت هذه الساحرة من أي مؤامرة حيكت لها، ذهبت قدم المسيح وبقيت اللوحة في عين الشمس، عذراء الحجر الصامت هذه لا تقبل ان ترحل في هدوء قبل ان تثير العواصف، لقد عجز الناس حتى عن تحديد جنس الحواري القابع الى يمين المسيح هل هو ذكر أم أنثى!! فهل حاول دان براون بشفرته ان يعيد كتابة التاريخ بمخيلة ضاقت ذرعا بهذه الأسرار التي تصر على إثارة حيرة الناس؟؟ . (2) عذراء الحجر لوحة أخرى استمدت من العشاء الأخير سر بقاءها، قاتلت بجمالها كل الأسرار وكان هذا الجمال لعنة على الرسم والكلمة فحارت بين ان تصدق العابرين الذين أشادوا بتفاصيلها أو تصدق ذاتها، سحرها في عراك حقيقي مع نصها ولذلك هو نقمة عليها، لكن هذه العذراء أبدعت وان كانت جميلة، هي فقط أسطورة لا تتكرر لان الجمال أنتج إبداعا وأنتج حيرة لن يلغيها الزمن، كانت فقط غير مُهيأة للبيع أو الشراء، شراء اللوحة أو بيعها أو حتى سرقتها لن يفيد ولن يغير شيئا سوى سخرية التاريخ من أياً كان يظن ان بإمكانه تملكها أو شراءها مهما كانت قوة الصكوك التي كتبت من اجل اسر هذه اللوحة.. لان أسرها يعني نهاية أسطورة فائقة الروح والجمال والأساطير لا تنمحي، لكن أسرى الجمال يدفعون كثيرا من اجل ان يحرموا الناس من روعة الأشياء وتكون حكرا على جدرانهم الاسمنتية الميتة وتتجمد ملايين الحروف التي كُتبت شِعرا في بهاءها !! عذراء تحتاج الى متذوق خاص لسحرها، تحتاج الى من يفهمه ويحيطه بوله يندر ان يتوفر لدى كل عاشق، ألا ما العن هذا العذاب الذي سيستبد بالعشاق الذين تعرفهم والذين لا تعرفهم وحملوا أسرارهم وعذاباتهم داخل جوانحهم. ظلت عذراء الحجر هي الأخرى صامدة، هام بها العشاق (وهم كثر) استبسلوا هياما على أبوابها ولم تلين، ظل الزوار يتحسرون عليها سنينا ولم يرق قلبها أبدا، لكن للوقت تصاريفه، كان هناك عاشق غير مرئي ظلت عذراء الحجر تظن أنها صامدة بينما كان صمودها انتظارا وهي لا تعلم !! اقتنى العاشق المجهول لوحة أخرى، احتوت جدرانه سنينا، وكان بالقرب من عذراء الحجر، ضاقت اللوحة الأخرى بأشياء يصعب شرحها، فانهارت !!تحولت الى كم مُهمل حتى اقتلعت من جدار العاشق الذي ما كان يحلم بأن يقتني عذراء الحجر. ، الأساطيرء الحجر هي العشاء الأخير، هي الموئل الذي لا بديل له في مواجهة غوائل الزمن وستظل بالنسبة لك الامتلاء الذي لايمكن ان يكتظ فراغ حياتك بغيرها ذلك لان الأساطير لا تهوي!، الأساطيرر تظل حلماً، تظل دغدغة للبصر!!تظل السحر الذي لا مهرب من سطوته، يرافقك حتى الممات تظل الأساطير بالرغم من كل الصكوك!! فيا لتعاسة من يظن انه امتلك هذه اللوحة العظيمة، عذراء الحجر ليست برسم الابتياع، [حتى لو بيعت له!!] يبتاعها إذا ظن عبثا.. ويا لسوء حظ ظنه إذا خطر له ان يظن !!. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) عذراء الحجر احدى لوحات دافنشي