الثلاثاء، 10 فبراير 2009

حرقة في القلب و ان كابرنا..

• كثيرا ما اتوقف عند هذا الكم الهائل من حوادث السيارات على نحو يدعو الى التامل والحيرة اما م هذه المجازر التي نفتقد فيها احيانا احباءنا واقرباءنا و اصدقائنا. • والشيء بالشيء يذكر ففي ايام مضت فقد الصديق الفنان علي ابوجناح ابنه الوحيد [عادل]الشاب الرائع والموظف في مجلس الثقافة العام في حادث سيارة مروع اثناء عودته ليلا من طريق مزارع سيدي فرج وعندما جئت لاواسيه وجدته قد استوعب الامر وان كان المُصاب جلل ولم اجد قلبا ولا عقلا امام هذا الكم من الصبربل ولم اجد عواطف كاذبة تواسيه فالشاب كان رائعا وطيبا ودافيءالجنان ولن اضع هذا الاستيعاب لدى (علي) الا في خانة الاحتساب والجلد المُضني ، انها بلا شك حرقة في القلب وان كابرنا وغصة في الحلق وان صبرنا ، وفكرت : الا يعلم فلذات الاكباد ماذا يفعلون بآباءهم وامهاتهم عندما يفقدونهم بسبب السرعة . • ولكن ليس فلذات الاكباد وحدهم مسئولين عما يحدث !! اعرف اصدقاء واقرباء وجيران يتسمون بالحكمة والعقل و الرزانة وحسن الخطاب ومع ذلك يسرعون عند قيادة سياراتهم ولاافهم هذه الثغرةإلا ان الامور قدرية بلاشك!!. • مازلت في الشيء بالشيء يذكر فإن جميع مُخاطبات مؤسسات الامن [المرور خصوصا] تقول لنا ان كل اسباب الحوادث ترجع للمواطن وحده لآن كل الامور على الارض على ما يرام!! فالمواطن يسبب في الحوادث لانه مسرعا دائما ويستعمل الجوال اثناء القيادة او يقود عندما يكون مُرهقا ..وهذاالمواطن ديدنه وهوايته مُخالفة القوانين ولذلك يحدث له ما يحدث . • لكن لااحد يقول ماذا بشأن الاطراف الاخرى المرور والمرافق والمواصلات والكهرباء والمياه ...الخ..لااحد يقول لنا..مُقابل ماذا ندفع ضريبة الدخل والجهاد والمساهمات وشرائح الكهرباء مقابل خدمات مُضحكة ورسوم اخرى يصعب فهمها ويطول الخوض فيها ... • هذه الجهات تحاول اقناعنا بان التقاعس عن انارة طريق زراعي مُظلم ومُتعرج في سيدي فرج لايسبب الحوادث ابدا وانما الحوادث تنتظر طيشنا وخرقنا للقوانين ليس الا!! واظلام الطرق ليس طرفا في المُشكلة بالرغم من مصابيح السيارة لايمكن ان نشاهد من خلالها الطريق الا بمسافة قصيرة خاصة في الطرق المتعرجة والملتوية والمصابيح تساعد السائق على المشاهدة عن قرب فقط درءا لاي خطر مُحتمل اثناء القيادة ليلا وفي الليالي المُغبرة والضبابية وهذا ليس اختراعا من قبلي بل معروف بمساحة العالم ..ناهيك عن فساد الطرق المُعبدة وعدم صيانتها وتسببها في ثقب اطارات السيارات ممايسبب بالتالي في الحوادث ، غياب العلامات الدالة على المخاطر وغياب أي اشار ة تدل على حدود الطريق لان الظلام وغياب المصابيح عنها تمنع أي مُشاهدة ومن الناحية الامنية تمنع أي تطاول من قبل قطاع الطرق الذين نعرف قصص تعرضهم للناس في جنح الظلام في الطرق النائية بسبب غياب الانوارالتي تؤنس وحدة أي مطمئن مع اسرته . • حالات كثيرة يصعب حصرها غياب الحلل فيها ولكن امنى النفس بان تكف الجهات العام عن لوم المواطن وحده ..هناك بديهيات يفهمها هذا المواطن العادي ومع ذلك لانجد مواجهة ووضوح من قبل الجهات العامة عند الحديث عن حوادث السيارات التي نفقد فيها احبابنا وذلك تحت مظلة عناد غامض يقول تحت شعار مستديم يعلن : ان كل الحق على الناس احياء واموات...عليهم الكف عن هذا على جميع الاصعدة في المرور والامن والمرافق والصحة والتعليم...الخ.. فلم تعد اللعبة مُقنعة ولا حتى مسلية . • ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• نشرت في صحيفة اخبار بنغازي العدد [1943] 8/2/2009