الاثنين، 18 مايو 2009

سُمـــــــــار بنت البحر8 حكاية طويلة!!

جاء يوسف ..استفاقت الشلة على صوته المميز ، اتى من بعيد يبحث عن ليلاه في شوارع توريللي الضيقة ، لم يكن من الشلة لكنه سمع عن السُمار المجانين وهم على الشاطيء المُحاذي لبيت الحبيبة ، جاء عند منتصف الحكاية :
- هذا التقاء مُريب ، حكايتكم تكتظ بها شوارع بنغازي ويتسامر الناس حول هذا الجمع ، كل منكم من فج ومن قعر يختلف فكيف تجمعكم سمكة تسافر بكم ساخرة تتقافز كالارنب المذعور!! كيف التئم شمل الشامي على البغدادي؟؟. قال ابو الفشنك :
- لسنا شلة من السذج يا يوسف ، واذا كنت ترثي لنا لاننا مسخرة بنت البحر كما تقول ، فلا بأس ، نحن مضحوك علينا في بيوتنا وشوارعنا ومُحيطنا الذي يداور حولنا، انا مثلا سخر مني شيخ يقول انه يدعو الى الصلاح ، فإذا هو بائس يبحث عن المال والبنون!! مثلما ضحك الشيخ جبريل على ياسمينة وانجب منها هذا البغل الذي يستعمل كتفيه اكثر من راسه!! .
- الكتفان يحملان الرأس..غريب هذا التباد ل غير المفهوم ما بين الراس والكتفين!!..انتم ثلة من الحمقى والمجانين ، اصطادوا هذه السمكة وارتاحوا من تلازمكم المُبكي هنا!!,
- سنروي لك حكايتنا يا يوسف .
- شربت حكايتكم وارتويت بها من كل احياء بنغازي ومللت من تردادها على اذني بكل الالوان والروايات والقصص العجيبة ، انتم حكاية بنغازية شائعة استخلصت انها عبارة عن حوتة توقف الحياة فيكم!!
- ربما هو مباحث يبحث عن كمباري
- أخ!! ..كيف لم ننتبه؟؟.
- مثلي لايُدس على الناس ..الان تيقنت انكم لست حمقى فقط ، بل مُريبون..كمباري صديقي وابلغوه سلامي واسالوه عني.
- من هذا الانف القيصري؟؟ومن اين جاء؟؟وكيف جاء؟؟.
- يقولون ان اسمه يوسف ..
- اسمي يوسف .. ويعرفني هذا الصامت جيدا..- احميدة؟؟؟؟؟؟ ..- اسمي يوسف .. ولااعطي الا نسبة قليلة من الثقة ، الحسبة الموجودة بين الصدق وبين الادعاء ، وانتم بلهاء لاتستحقون أي نسبة ، يمكنكم تربية اسماك زينة في بيوتكم والسمر هناك ايضا اذا كنتم اصدقاء او تعالوا الى بيتي ، هناك امكنة فسيحة يمكنكم اضافة كوخكم هذا اليها بدلا من ان تتقاذفه عواصف البحر هنا ، اراه الآن وكأنه سيتهاوى كأرزاقكم واحلامكم .
في اللحظة كأن العاصفة تنصت الى يوسف بإمعان ، اغترفت موجة عالية الكوخ في طريقها ، اسرع الجميع مذعورين ممسكين باطراف الكوخ، يعاندهم اثناء ما هو يتجرجر مع الريح ، يوسف الحكيم دون ان يشعر وجد نفسه يمسك بأحد الأطراف ويرتمي فوقه!! الاخرون ايضا..ارتموا على كوخ هو عبارة عن أعجاز نخل من اللثامة!!. بعد ان هدأت الريح وصفا البحر انتبهوا الى غياب بنت البحر ..وجدوها طعامها يتناثر الى الشاطئ ..الكيك والتوست والبيتزا مرجريتا وكل مستلزمات دلالها تركتها على الشط .ثم...اصبح من الجلي ان يوسف قد انضم الى عشق بنت البحر ، كانوا قد نسوه في البداية ولم يسأله احد فيما بعد كيف هرع الى مساعدتهم في إنقاذ الكوخ وهو الذي كان يسخر منهم.

هناك 28 تعليقًا:

Nasimlibya `√ يقول...

سرد

وصف


ف غاية التشويق الاناقة الروعة


ابدعت يا استاذي جدااا جدااا

مدائن الثقافة يقول...

شكرا يا نسيم..السبق لك دائما كالعادة..احي قلبك الجميل.

نديم زياد عبد الهادي | فلسطين -الأردن - السعودية يقول...

حرر في 2009-05-13 16:00:06
فعلا هذه القصة جميلة جدا، حركة السرد فيها مدهشة، و قراءتها متعة حقيقية
مع الشكر للأستاذ محمد السنوسي

سمية البوغافرية..المغرب يقول...

حرر في 2009-05-13 15:40:12
رائعة ومدهشة حكايتك أستاذ محمد
منذ مدة لم تصافح عيني أو تسمع أذني مثلها بهذا الأسلوب الشيق الممتع
صدقني هكذا وجدتها.. وهذا هو السر وراء إقبالي على ارتشافها
أتمنى أن أقرأها يوما مجتمعة في كتاب
ها أنت تكشف في هذا الجزء الأخير كما يبدو لي أن العقل أيضا مهما احتمى بالمنطق والبديهيات يعجز عن الصمود أمام سحر بنت البحر
أحييك وأنتظر منك المزيد
أصدق تحياتي وفائق تقديري

سمية البوغافرية | المملكة المغربية يقول...

حرر في 2009-05-13 15:42:27
معذرة عن الخطأ
أقصد عيناي و أذناي
مرفوعان وليس منصوبان كما ورد في التعليق الأصلي
تحياتي مرة أخرى

رحاب عثمان شنيب | ليبيا يقول...

حرر في 2009-05-13 21:28:45
الأستاذ الرائع محمد السنوسي
أحلى و أرق التحايا
تحضننا هذه المدينة البهية و نلتقي عبر المسافات البعيدة و لكنه قلقنا و شغفنا بالمعنى هو الذي يجمعنا هنا
نص جميل وسرد شيق

مدائن الثقافة يقول...

الاستاذ نديم اسعدني كثيرا ما قلته هنا..اشكرك على مرورك الكريم
ـــــــ
سمية ..اهلا بك هنا وهناك..امتن كثيرا لتواجدك الكريم معي..لك الود.
ــــــ
رحاب ايتها الشاعرة القاصة المُثابرة ..كل الروعة ان اجدك هنا..سعدت به\ه الزيارة كما اسعد دائما بإبداعاتك

ليل الحورية..السعودية يقول...

هو الحب الذي لا ينتظر دق الأبواب وسماع الجواب
رائع انت أستاذي في رسم لوحاتك
ننتظر البقية دوما بكل شوق
دمت بهذا الألق وهذا الإبداع

مدائن الثقافة يقول...

شكرا لقلبك الجميل ومرورك الكريم ليل

حامد الريانى..ليبيا يقول...

السلام عليكم

تحياتى استاذى الكبير

جميلة هى بلادى ورائعة بحكاياتها وسمرها وعشقها البرئ العفيف النظيف الذى تزخر به ذاكرة المبدعين على شاكلتك ولاننى بدوى ابن البادية وسفوحها وتحمل ذاكرتى حكايات البادية والعشق والوله البرئ فبمقارنة بسيطة اقول ان حكايات الحبى فى بلادى جميلة ورائعة بكل صورها وفى كل البئات البحر والبادية والصحراء والحوارى والقرى تتوحد فى لغة الحب البرئ والعجيب
رائع انت سيدى ورائعة هى ليالى السمر على شواطئ بنغازى الجميلة
تحياتى
اخيك حامد الريانى..

مدائن الثقافة يقول...

حامد..شكرا لقلبك الجميل..اهلا بك في كل لحظة..اسعدني مرورك بحق..

رائدة زقوت ..الاردن يقول...

يا لهذه الساحرة كاتمة الأسرار ومجمعة المتناقضات حولها
هل وقع يوسف في غرامها وأنظم لشلة بنت البحر ؟؟
فقدت الأجزاء الجديدة ....ننتظر حكاية يوسف
مودتي لك أستاذنا العزيز
رائدة زقوت

لانا راتب يقول...

الأستاذ القدير

لم أتابع هذه القصة من بدايتها ، سأعود إلى أجزائها مرةً أخرى من

أجل ربط الأجزاء ، ما أعجبني هنا ولدرجة الدهشة ، هذه اللغة

الملائكية المنسابة على خرير فصاحة .

مضغت الحروف وخرجت من هنا ملأى بالحبور .

الأستاذ محمد السنوسي الغزالي

دام قلمك ...( لغة )

تحياتي

مدائن الثقافة يقول...

نعم رائدة.. ام ليث الرائعة..يوسف شخصية مُكتظة بالمتناقضات الجميلة..كان مُدعيا..لكن ادعاءاته تتسم بخفة الدم والروح الطريفة...لكنه ايضا شخصية مركبة وواقعية ولذلك تتعطل اجزاء الحكاية لتركيب مثل هذه الشخصية..شكرا لقلبك الجميل

دلع حسناء الفارسي يقول...

محمد الغزالي
توقعت منذ بداية قرائتي لهذا الجزء
بأن يعشقها يوسف او يقع بحبها
هنا يمكن سر آخر
سلمت اناملك
ننتظر التتمة بفارغ الصبر
دلع حسناء الفارسي

مدائن الثقافة يقول...

شكرا لانا بعمق..نحن تلاميذ الحياة والبشرية نزرع حروفاً تعتمد على التجارب ليس الا,احي كل ما قلته هنا واتمنى ان اكونه بصدق..لك الود على مرورك الكريم.

ايمان عوض الله يقول...

استاذ السنوسي ..
قمت بنسخ أجزاء هذه القصة سابقا لقرائتها في وقت لاحق ..
ولكن لم يحالفني الحظ حتى الآن ..
بدأت بهذا الجزأ .. لم أفهم كل التفاصيل ..
لكن وبصراحة نص رائع للغاية ..
مفردات وتراكيب .. غاية في الروعة
بصراحة احتجت للوقوف كثيرا أمام بعض التراكيب ..
حتى أنا بدأت في الوقوع في غرامها ..
تحياتي .. دمت ودام مداد قلمك ..

مدائن الثقافة يقول...

دلع اهلا بك..بنت البحر معشوقة كل الناس ..مثل عذراء الحجر لدافنشي..الفرق بينهما حجر وسحر ناعم فقط..شكرا لمرورك الكريم

ــــــــــــــــــــــــــــــ
ايمان اهلا بك..شكرا لكل ما جاء معك من اطراء..ارجو ان اكون عند قدره..تحية لك

انانا..ام كنان يقول...

غريب امر هذا المدعو يوسف فعلا..
كان يسخر منهم ويلقبهم بالبلهاء.. في حين كان اقربهم للبلاهة حين رمى نفسه على اعجاز نخل وسعف ستبعثرها الامواج!!
هو دسيس من نوع اخر ..
هو دسيس قاده الفضول ولربما العشق الى شاطئ بنت البحر..
لعل الحنق والسخريه كان قناعا يدلف به الى لب المجموعه.. ويعشق بنت البحر.
جميل ذلك المقطع .. وتلك الجزئيه ايها الكريم السنوسي..

سعدت بقراءتها جدا ...
ودائما انا في المتابعه ..
انانا

مدائن الثقافة يقول...

نعم ام كنان الرائعة..يوسف شخصية مُكتظة بالمتناقضات الجميلة..كان مُدعيا..لكن ادعاءاته تتسم بخفة الدم والروح الطريفة...قد حللت انت شخصيته وكانك تعرفينه..لانه شخصية حقيقية.. شكرا لمرورك الكريم
دائما سيدتي

قيثارة يقول...

الشخصية المتناقضة متعبة بعض الشيء

شكراً لك الكريم السنوسي

أتابعك

,
قيثارة

مدائن الثقافة يقول...

نعم قيثارة..الشخصية المُتناقضة احيانا تؤجل كتابة الاجزاء..وخاصة عندما تكون من واقع الحياة..شكرا لمرورك الكريم.

صباح الشرقي يقول...

أستاذي الفاضل القاص المتمكن محمد

أنحني إجلال أمام هذا العمل القصصي والموهبة والحس الروائي الذي تتميز بهم. والنظرة الفنية الدقيقة التي تجسم الرؤيا الصحيحة، التي لا تكتفي بالمظاهر الخارجية والجزئيات المحدودة بل تتوغل وراء الموقف أو المواقف الذي تشد الانتباه وتكون فلسفة جد خاصة تجسم وتطرح المفهوم الفكري لمضمون النص.

فهذا القلم المبدع والحرف المتمكن والعين اللاقطة والأذن الدقيقة فيهم من الفكرة والواقعية التي تسهم وتحدد واقعية الأديب بأفكاره وموضوعه وصوره الصادقة والواقعية لشريحة كبيرة من مجتمعاتنا.

فأنتم سيدي تعمقتم في فكرة الشخصية المزمنة المتناقضة وما أكثرها في وقتنا الراهن، وإستكملتم جوانبها وصورها وجزئياتها وتفصيلها من واقع الحياة المعاصرة بصدق وأمانة، لا افتراء ولا زيادة.

حفظكم الله ولكم خالص تقديري
صباح الشرقي
كاتبة وأديبة مغربية

مدائن الثقافة يقول...

صباح..يومك موشى بالورود..الشخصية المُتناقضة بالرغم من انها كثيرة وسائدة لكنها صعبة في العمل الحكائي..شكرا لمرورك وقلبك الجميل ولكل ما كتبته هنا اسعدني بحق.

صالحة غرس الله | تونس يقول...

حرر في 2009-05-19 23:32:43

حين يضوع عطر الأنثى .ويختصر الدلال سحر أنوثتها فلا ينظر لما يزينها من خلق وحياء

وإنما تصير مجرد مصدر للإغراء والإثارة عندها يرضى الرجل لنفسه التباعية ويكتفي منها بجزء ضمن الكل .يكتفي بالخضوع لأسرار الجاذبية فيها .

هكذا الكثيرون وأغلبهم يعانون من الازدواجية فتراهم لا يسمحون لنسائهم بالظهور لا على شاطئ البحر فحسب بل حتى في الأسواق .

هنا الفراغ ....هنا الضياع ....هنا سجن الذات في متعة آنية تخلق مشكلا أعمق

الأستاذ محمد السنوسي الغزالي نقل وبصدق صورة عما يحصل على الشواطئ حيث تتعرى الأنثى فتكون للكل بلا وازع كأنما بل الأكيد أن ذلك التعري وممارسة إغرائها على الآخرين يرضي غرورها ويسد النقص والفراغ العاطفي والعقائدي والقيمي

هكذا الشأن بالنسبة للشلة التي تجتمع من أجلها لتلاحق تحركاتها وتتعقب مخلفاتها وآثارها

كأني بالأستاذ القدير هو أيضا يعري واقعنا التافه ويفضح نوازع الرجل العربي الذي يرضى بالعبودية لجسد المرأة كأنما جسدها يختزل متع الحياة في قبضة وكأنما يتقلص الوطن والتاريخ والهوية في امرأة هي بنت البحر

أحسنت أيها الأستاذ العزيز لكني كنت أود أن لا أجد أخطاء لا في الرقن ولا في خلافه لأنك قدوتنا ومثالنا

دمت بألف خير وعسى قلبك نهر سلام من ناحيتي أيها العزيز

مدائن الثقافة يقول...

الفاضلة:صالحة غرس الله..سعدت كثيرا بزيارتك والمُقاربة التي ذكرتها والتحليل الذي اوردته واحترمه طبعا..اسعدني بصدق اهتمامك ومرورك الكريم.. اما الاخطاء فهي واردة بلاشك واحيانا تكون بسبب الطباعة..شكرا لك

رحاب شنيب يقول...

رحاب عثمان شنيب | ليبيا حرر في 2009-05-27 00:26:09

المبدع محمد

تحية ود

سرد بسيط ، شيق و ممتع جدًا له نكهته الخاصة و حبكته المميزة

تقديري

مدائن الثقافة يقول...

رحاب..المبدعة الرائعة..اشكرك لمرورك الكريم..وتفضلك بالقراءة..

احييك