الأحد، 17 مايو 2009

سُمـــــــــار بنت البحر5 حكاية طويلة!!

• افاق من حلمه على مسعودالطبال الذي كان يقرأه ، استغرب العلاقة بين طبال النيهوم وبين الحلم ؟؟ ربما تكون هناك علاقة فهو يدرك ان الحياة لعبة احيانا تتقارب اشياء ولاتفصح عن اسرارها ، هذه بنت البحرامرأة أسطورية حكاياها لايصدقها عقل ثابت؟؟ تعودنا على الثوابت ولم يكن للأساطير مكان الا حول امرأة قد لاتتكرر من قرن الى قرن .• هناك سذج ،لكنهم اشرار كما يقول أمبية، يوجد اذكياء يمتلأون بالطيبة ، الذكاء ليس دليلا على الخبث دائما كما ان السذاجة ليست حجة الاخيار ،الحياة لعبة كما قلنا وهذه هي احدى تقلباتها بنت البحرداهية و ذكية لكنها ليست خبيثة السريرة ، نظرية كمباري الدائمة في هذا الجانب النفسي هو ان التربية هي الاساس بمعنى البيئة والمحيط وليس الغنى والفقر لكنه يعترف ان ربيب النعمة اكثر عفة من غيره ولذلك هو عرضة للهلاك بسبب عفته ، اذا عشت في اذا عشت في عش جميل ستكون منبوذا فيه اذا مارست القبح ، لن يكون لك مكان في هذا المُحيط ، العجيب ان كمباري الذي يضع هذاالتحليل لم يعرف اب حقيقي ولا أم حقيقية كما انه فقير والام التي عرفها هي صوفياالايطالية التي ماتت ولم تقل له من أي بطن خرج!! ولايصدق انها لاتعرف ، لابد ان لها عذر لاني اثق في صوفيا ولا الح في الاسئلة عليها فأنا اعرف مقدار حبها لي كما يقول كمباري ا لذي لايتجاهل تاريخه العائلي ولذلك يقول: تعلمت كل هذا من صوفيا ويكفي اني لم اعرف غيرها ومع ذلك عندماكبرت لم تعمل على تعميدي ولم تذهب بي الى الكنيسة يوم الاحد رغم انها ارثوذكسية مُتطرفة لكنها قالت لي: انت من ابوان ليبيان مسلمان وعملت على ذهابي المنتظم الى الجامع كي استمع الى دروس الشيخ مصطفى في جامع الماجوري القديم ، كان يمكن ان اكون مسيحيا وايطاليا اذا ارادت صوفيا ذلك ، لم يكن احد يمكنه ان يمنعها غير ضميرها فلا احد يعرف اصلا اين ولد كمباري ومن هما ابواه بل وحتى تفاصيل ولادته ولكنه وجد نفسه في ليبيا ورحلت صوفيا دون ان تقول له ولم يعد يهتم كثيرا بذلك. • بنت البحرتتقافز تحتاج الى خبزهاالمُرطب فذوقها مُتقدم كما عرفنا ، يصرفتحي على ان يشترى لها البسكويت من مصطفى البابا ، بسكويت يوناني مُطعم بالشوكولا والكريم يشبه الكيكة في رطوبته ورخوه ..هكذا هي بنت البحرعفيفة راقية في مذاقها .
• تبدى الصبح يا جماعة ، يوم الجمعة دائما ثقيل ومُزعج وليلة اللبارحة اكيد كوابيسكم مزعجة .
• قال ذلك فتحي بينما يحاول إثارة ضجة لايقاظ الشلة التي ارهقت بسبب ليلة طويلة قضوها في الغناء .
فتحي كان مجنون سلوى زوجته لايدري ما شعورها الان، مر الزمن وتراكمت الشجون تجاوزت الحياة هذا بالنسبة له ، لكنه احبها بجنون ،كان يتسلل اواخر الليل بسيارته الميني ، يرمي لحاف امه القديم فوق جسده وينام داخل الميني التي كانت مصفوفة الى جانب سور منزل اسرة سلوى ، يتندرون على هذه القصة الان، لكن احميدة يفهم ولا يمكن ان يفهمه غير عاشق مثله كان يفعل اكثر من ذلك قرب بيت حبيبته ، مثل لص كان يتسلل الى الحديقة ليتنسم عبيرورائحة بنت البحر ذات مرة كاد ان ينتبه اليه احدالاطفال الذي خرج الى الحديقة ، تسمر الطفل ولمعت عيناه واصيب بالرعب ، بقيا للحظات يحدق كل منهما في الآخر متسمرا ثم فر من امام الطفل المندهش المذعور لكنه يثق ان صورته علقت في ذهنه
بنت البحر ماكرة تحاول هي ايضا ان توقظهم بنت البحر مزعجة جميلة بنت البحر حبيبته لن تقتل حبه وان ارادت ، مزروعه هي في دمه وكيانه لن يثنيه صدها ، هي دائما الاجمل في حياته ، اجمل واحلى من كل شيء ، لاتحاول فكل هذا الصد وقود لحبه ، مزيد من الاشتعال في حروفه ، هو غبي اضاعها بحرصه المُفرط عليها !! قال له امبية :
- هل يضيع الاحباب من فرط الحرص ام من مبالغة الوجع؟؟- من الاثنان معا !!- كيف ذلك ؟؟
- كانت تشك في مشاعري نحوبنت البحرتلك عزيزة وكانت هي حبيبة قديمة ثم ابتلعها الزمن؟؟تزوجت وانجبت وملأت دارها عيالا ومع ذلك ماتزال تشعر انها تملكني ولذلك تفسد كل شيء ترسل ضرباتهاالعشوائية علها تصيب اذا صدقت ظنونها ، وكانت تملك وسائل الخراب ، غبي انا يا صديقي، كم انا غبي ، كنت اتغزل في عزيزةامام بنت البحرلابعد الشبهة عنها ولاثبت لعزيزةانها واهمة وكنت اظن اني اهديء من روعها لكن عزيزة لم تكن واهمة ولم يكن ليفيد ما خططته فإذا بي افسد كل شيء بسبب غبائي وقلة حيلتي ، وكان هذا الحرص الغبي والساذج كالسحر الذي قلب ظهرالمجن وادار ظهره للساحر وضحك عليه ، لاتحرص على حبيبتك بهذا الاسلوب البائس ياصديقي فها أنا اجتر اوجاعي بجانبك واحدق في بنت البحرالمزيفة كالاحمق المأفون .كمباري ملح الشلة بإبتسامته التي احيانا تحس انها مُغتصبة يكابده ادعاءها مثل الضحكة الحكومية التي يرسلها الساسة لضيوفهم للمجاملة وربما في اعماقهم لايحبونهم ، لكن كمباري يحب الشلة هذا هو الفرق العميق بينه وبين رجال السياسة.طال غياب كمباري لم يعد في الارجاء ، لم يعد حوله أي خبر وهو رجل غريب في كل شيء حتى لايعرفون من هم بقية اهله لكنهم اشتاقوا اليه والى سخريته اشتاقواالى تعليقاته المرة .سيعود ، اين سيذهب ، ضرب عسكري انجليزي سكران ؟ وماذا في ذلك؟؟، انا ايضا في مصر كنت طفلا ضربت انجليزياُ وشجيت رأسه بطوب وهربت ..قال ايه الحكاية ذلك ثم حاول تغيير الموضوع . لكن الشلة لم تنسى هذا البحار العجيب بقبعته اليونانية واحيانا بصلعته اللامعة مثل مطار بنينا كمايقول التشوش.
• ماتت ياسمينة وجدوها في الصباح مسجية في فراشها واصبعها متخشب مرتفع نحو السماء ، تنادت الشلة والتئمت امام بيت البوكسياري كل منهم حمل ما يستطيع حمله الى هناك حيث بيت العزاء ،ابوالفشنك تحمل مسئولية الشاي وتوزيعه على المعزين ،احميدة دس في يدالبوكسياري مبلغا من المال ،التشوش يستقبل المُعزين ويودعهم مع البوكسياري ويسهر على راحةالبعض الذين جاءوا يعزون من خارج المدينة ،امبية كان يحضر من السوق كل ما يحتاجونه على دراجته فرج الحوات احضر خيمة قديمة من الريمي ،خبر ايه حمل حرفته معه إلى بيت العزاء ، حراسة المكان من السرقة وايضا الحفاظ على الاطفال وبيده خيزرانة رفيعة يرعبهم بها كلما اراد طفل ما الخروج الى الشارع في غفلة عن امه ،البوكسياري لم يكن محتاجا للمال لكنه يحتاج الى هذه اللمة الحميمية حوله ، كان حزينا على امه التي رحلت قبل ضرتها العجوزمرضيةاما فتحي فقد تكفل بإحضار كل ما يجده فوق السفن الراسية بالميناء وزملاءه حملوا له ايضا السردين والجبن والتوست والحصائر القديمة التي يرميهاالبحارة.
يتبــــــــــــــــع

هناك 25 تعليقًا:

Nasimlibya `√ يقول...

لا اجد مع يتبع الا ان اتبع و اتتبع كل جزء جديد



انا هنا وساكون هنا مع كل جديد باذن الله

مدائن الثقافة يقول...

نسيم شكرا..توقعت حضورك..ارجو ان اكون على قدر اهتمامك الرائع..مدونتك حاول ان تجعلها اسهل بالنسبة للدراويش امثالي... تحية

محمد عواد ..الاردن يقول...

ما زلت اتابع بشغف
وافرح كلما قرات كلمة يتبع
رائع اخي

مدائن الثقافة يقول...

شكرا لمرورك الكريم استاذ محمد الجميل

محمد عواد ..الاردن يقول...

انت الجميل يا سنوسي
وجودك اشراق جميل عندنا هنا

دلع حسناء الفارسي يقول...

محمد الغزالي
جذبتني هذه الحكاية لأعرف النهاية
اسلوب رائع في تنويع الاحداث
والاغرب اسماءهم الغريبة
وانا فعلا افرح عندما ارى كلمة يتبع
سأنتظر

مدائن الثقافة يقول...

شكرا يا دلع على اهتمامك وقراءتك.. ربما الاسماء التي تدهش..هي التي توقفنا طويلا..وهي القاب عاصرتها في طفولتي..لك الود على مرورك الكريم
ــــــــــــــــــــــــــــــ
شكرا عزيزي الجميل محمد عواد

رائدة زقوت ..الاردن يقول...

أستاذنا العزيز
تسجيل حضور ومتابعة بعد غياب يوم
ما زالت تميز منيرة الوجه بتواجدك
العطر ........مودتي

مدائن الثقافة يقول...

شكرا رائدة..حضوري يمتليء وداً بكم هنا..اسعدني تواجدك وزيارتك ومرورك الكريم

انانا..ام كنان يقول...

علاقة نادره الوجود

وتلك الصحبه الغريبه المتفردة التي جمعتها بنت البحر.. وريح البحر ...


لكل منهم قصته الخاصه ..وماضيه الذي رمى به على ذلك الشاطئ يندب حظه ..

وماتت ياسمينه ..

وتعاضد الاصدقاء ..

وبقي كمباري في ايدي العسكريين..

وللقصه بقيه مشوقة .. بانتظارها سيدي الكريم.

كل الشكر لك

مدائن الثقافة يقول...

ام كنان ..اسعدني هذا الحضور القيم..ياسمينة نموذج للمرأة التي تبيع شبابها مقابل قبض الريح..شكرا لك

امينة سراج يقول...

وبين ذلك وذلك كله تلمس بصمة الأنثى في صنع تفاصيل شخصيات الشلة وتحركاتها..

شكرا سيدي

نتابعك

مدائن الثقافة يقول...

امينة..مكان غير مؤنث لايُعول عليه...شكرا لمرورك الكريم

قيثارة يقول...

ومهما مر عليهم إنهم باقون خير صحبة ورفاق

مدائن الثقافة يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
شريف نبوي يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
شريف نبوي يقول...

محمد السنوسي الغزالي

اتابعك لاتعلم

وانهل من فيض جمال حرفك
ورغم انني احيانا اتوه في بحر قصصك
الا انني سرعان ما استجمع خيوط الحكي الراق الذي تسكبه عبر احرفك واستمتع بمعانقة الكلمات

دام نزف حرفك البهي
ودمت بتألقك ايها الجميل

خالص تقديري

مدائن الثقافة يقول...

اشرف..شكرا لقلبك الجميل..انما هي خربشات الهواية ليس الا..دمت رائعا

مدائن الثقافة يقول...

شكرا على مرورك..شكرا لقلبك الجميل ياام ريم [قيثارة]

ازدهار الانصاري..العراق يقول...

وتمضي الحكاية باحثة في مداخيل النفوس عن نقاط التقاء حقيقية ولحظات صدق أبدي

مازال هناك في الحكاية حكايات

الاخ والصديق محمد السنووسي

مازلنا ننتظر بشغف

مودتي

مدائن الثقافة يقول...

شكرا ياا زدهار لانك دائما معي وهذا ما يشدني كثيرا لوجود قلم متميز مثلك هنا...لك كل الود

ليل الحورية..السعودية يقول...

ونبقى في شوق لمعرفة البقيه
فهي مشوقه جدا بكل ماتحوي
استاذي ...
مبدع أنت فعلا فكل ماتخطه يلامس القلب
نبحر في إبداعك ولا نكتفي
كن بخير استاذي الفاضل

محمد علي محي الدين..العراق يقول...

وبانتظار الآتي ايها الزميل العزيز نقول لك ما أروعها من حكاية حفلت بالكثير مما يستحق الأشادة به والتنويه
محمد على محي الدين

هالة بكري..الاردن يقول...

الغزالي الرائع
ايه الحكاية
نحن بانتظار المزيد ..مو معقول هالتاخير
وخاصة ان تخلفك في ثلاث ايام العزاء للبوكسياري انتهت
ورحيل ياسمينة ... وبقاء مرضية
ومفيش خبر عن الكمباري
وايه الحكاية وامبيبه وفرج الحوات وسلامي لاحميدة
هناك اناس تنتظر؟؟ يا شيخ ليبيا الكبير

مدائن الثقافة يقول...

شكرا لودك ليل ..البقية نسويها على نا رهادئة حتى تنضج..شكرا ليل
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الحكاية لابسة حكاية وملاية..اينك هالة منذ مدة لم اقرا لك نصوصا هنا..يعدني وجودك هنا ..الانتظار للشوق ليس الا والجزء التالي على الطريق..شكرا لقلبك الجميل